النهار

هونغ كونغ تلغي جوازات سفر ستة ناشطين مؤيدين ‏للديموقراطية
المصدر: أ ف ب
منذ أن قمعت السلطات التظاهرات المنادية بالديموقراطية ‏الحاشدة والتي تخللها العنف أحيانا في 2019، شددت هونغ ‏كونغ الخناق على المعارضة.
هونغ كونغ تلغي جوازات سفر ستة ناشطين مؤيدين ‏للديموقراطية
علم هونغ كونغ قرب المحكمة العليا (أ ف ب )‏
A+   A-
 
أعلنت حكومة هونغ كونغ الأربعاء أنّها ألغت جوازات سفر ‏ستّة ناشطين مؤيدين للديموقراطية فروا إلى بريطانيا، ‏ووصفتهم بأنهم "مجرمون خارجون عن القانون ومطلوبون".‏

ومنذ أن قمعت السلطات التظاهرات المنادية بالديموقراطية ‏الحاشدة والتي تخللها العنف أحيانا في 2019، شددت هونغ ‏كونغ الخناق على المعارضة وطبقت قوانين أمنية يقول ‏منتقدوها مثل الولايات المتحدة وبريطانيا إنها قيدت الحريات ‏في المدينة.‏

وقالت الحكومة في بيان إنّ "هؤلاء المجرمين الخارجين عن ‏القانون والمطلوبين يختبئون في بريطانيا ويواصلون الانخراط ‏بشكل صارخ في أنشطة تعرّض الأمن القومي للخطر".‏

وكان حكومة هونغ كونغ رصدت العام الماضي مكافآت قيمة ‏الواحدة منها مليون دولار محلّي (128 ألف دولار) لمن ‏يساعدها في القبض على 13 ناشطاً مؤيّداً للديموقراطية ‏متّهمين بارتكاب جرائم تتّصل بالأمن القومي ويقيمون خارج ‏المستعمرة البريطانية السابقة.‏

والأربعاء، قال متحدّث باسم الحكومة في بيان إنّ الأشخاص ‏الستّة الذين تقرّر إلغاء جوازات سفرهم أسماؤهم مدرجة في ‏قائمة المكافآت.‏

وأضاف "لقد اتّخذنا هذا الإجراء بحقّهم لتوجيه ضربة قوية ‏إليهم"، مشيراً إلى أنّ الإجراء يقضي بـ"إلغاء جوازات سفر ‏منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة".‏

والمعنيّون بهذا الإجراء هم المشرّعون السابقون المؤيّدون ‏للديموقراطية ناثان لو، والنقابي المخضرم مونغ سيو-تات، ‏والناشطان سايمون تشينغ وفين لاو، وفوك كا-تشي وتشوي ‏مينغ-دا.‏

وبحسب الحكومة فإنّ قرار إلغاء جوازات سفرهم اتُّخذ ‏بموجب قانون الأمن القومي الذي تمّ إقراره في آذار (مارس) ‏وأثار انتقادات شديدة داخل هونغ كونغ وخارجها.‏

وأشار مسؤولون في هونغ كونغ إلى قانون الأمن القومي الذي ‏أقر في آذار (مارس) الماضي- المعروف باسم المادة 23- ‏كأساس قانوني لإلغاء جوازات السفر.‏

ودافع رئيس جهاز الأمن كريس تانغ عن الإجراءات الجديدة ‏ووصفها بأنها "ضرورية"، قائلا إن الستة "يعيشون في ‏المملكة المتحدة ويواصلون التواطؤ مع القوات الأجنبية".‏

وردا على سؤال عما إذا كان الناس سينتهكون القانون من ‏خلال الاشتراك في محتوى النشطاء على منصات الإنترنت ‏مثل باتريون ويوتيوب، قال تانغ "إن توفير الأموال أو التعامل ‏مع الأموال لأولئك الفارين المحددين، بغض النظر عن ‏المنصة التي هي بمثابة جريمة".‏

من جانبه، أكد فين لاو الناشط الذي تم إلغاء جواز سفره عبر ‏منصة "اكس" أنه لم يحمل سوى جواز سفر وطني بريطاني ‏خارجي، وهو متاح لمواطني هونغ كونغ المولودين في ‏المستعمرة البريطانية السابقة قبل تسليمها إلى الصين عام ‏‏1997.‏

وأكد "من السخف إلغاء جواز غير موجود"، مضيفا أن هذا ‏‏"لن يمنعني من الدفاع عن حقوق الإنسان والديموقراطية".‏

أما الناشط مونغ فكتب عبر فايسبوك "يمكنك إلغاء جواز ‏سفري ولكن لا يمكنك أبدا إلغاء هويتي باعتباري أحد سكان ‏هونغ كونغ".‏

‏"سلوك سيء"‏
وهاجم  المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان ‏الستة، قائلا إن "سلوكهم السيئ يعرض الأمن القومي للخطر ‏بشكل خطير، ويضر بشكل خطير بالمصالح الأساسية لهونغ ‏كونغ، ويهاجم بشكل خطير خلاصة مبدأ دولة واحدة ‏ونظامان".‏

تأتي هذه الخطوة الأربعاء في الذكرى السنوية الخامسة ‏لاشتباكات عنيفة بين المحتجين والشرطة التي شكلت تصعيدا ‏كبيرا في تظاهرات 2019 المؤيدة للديموقراطية.‏

عمليات التوقيف بموجب القانون الجديد الذي سُنّ في آذار ‏‏(مارس) ويشار إليه عادة بـ"المادة 23"، يتضمن عقوبات ‏تصل إلى السجن مدى الحياة لخمس فئات من الجرائم تشمل ‏الخيانة والتمرّد والتدخل الخارجي.‏

ويتهم الستة الذين وردت أسماؤهم الأربعاء بارتكاب جرائم ‏أمنية بما في ذلك التحريض على الانفصال والتحريض على ‏التخريب والتواطؤ الأجنبي الذي قد يؤدي بهم إلى السجن ‏مدى الحياة.‏

تبنت هونغ كونغ قانون الأمن القومي الجديد في آذار ‏‏(مارس)، بالإضافة إلى قانون أمني آخر فرضته بكين عام ‏‏2020 لقمع المعارضة في المستعمرة البريطانية السابقة.‏

ووجّهت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى انتقادات لبكين ‏باعتبار أنها تقلل من الحريات التي وعدت بها عندما تم تسليم ‏المستعمرة البريطانية السابقة إلى الصين عام 1997.‏

لكن السلطات الصينية وهونغ كونغ تصران على أن القوانين ‏ضرورية لاستعادة الاستقرار والازدهار في أعقاب ‏الاحتجاجات الديموقراطية الضخمة والعنيفة التي عمت ‏المدينة عام 2019، وكذلك لمكافحة تهديدات "الإرهاب ‏المحلي والتدخل الأجنبي".‏

وقال المسؤول التنفيذي للمدينة جون لي، الذي يخضع لعقوبات ‏أميركية لدوره كرئيس للأمن في عام 2019، العام الماضي ‏إن النشطاء المطلوبين "سيُلاحقون مدى الحياة".‏

وأوقف خمسة أشخاص آخرين في هونغ كونغ بتهمة تقديم ‏الدعم المالي للناشطين المطلوبين. وأطلق سراحهم فيما بعد ‏بكفالة.‏

واستجوبت الشرطة نحو 40 من أفراد عائلاتهم وزملائهم ‏السابقين خلال العام الماضي.‏
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium