اعتبر رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي أن اتّفاق إيران النووي لا يعني الآن شيئاً.
وقال غروسي في مقابلة مع صحيفة "إزفستيا" الروسية نشر اليوم الإثنين: "أعتقد أنّنا بحاجة إلى العودة إلى الدبلوماسية. لقد كانت لدينا خطّة العمل الشاملة المشتركة، والآن هي موجودة على الورق فقط ولا تعني شيئاً. لا أحد يطبّقها، ولا أحد يلتزم بها".
وتابع: "ما زلت أقول لزملائي الإيرانيين إنّه يجب أن نضمن للوكالة الحد الأدنى من الوصول (للمنشآت النووية الإيرانية) للمساعدة في العودة إلى النسخة الثانية من الاتّفاق النووي أو أي اتفاق آخر. ويجب ألا نكرّر السيناريو مع كوريا الشمالية، عندما اتّضح أن كل الجهود والمفاوضات على مدى عقود لا طائل منها".
وأضاف أن الاتّفاقيات الدبلوماسية في مجال الأمن النووي في سياق البرنامج الإيراني هي "مسؤولية مشتركة"، مشيرا ًإلى أن روسيا "تلعب دوراً مهمّاً" في المفاوضات مع طهران، وكذلك في إبقاء الزملاء الإيرانيين "ضمن إطار سلمي يمكن التنبؤ به".
وشدّد غروسي على أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا تنتهج سياسة "مناهض لإيران".
كوريا الشمالية
إلى ذلك، أبدى غروسي رغبته في إعادة الاتّصال بكوريا الشمالية لضمان سلامة منشآتها النووية.
وقال "أعتقد أنّنا بحاجة إلى استئناف التعاون مع جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية" مستخدماً الاسم الرسمي لكوريا الشمالية.
وخبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذين كانوا يزورون كوريا الشمالية بانتظام منذ عام 1992 طُردوا من البلاد في نيسان (أبريل) 2009.
وفي الشهر نفسه، انسحبت بيونغ يانغ من مفاوضات دولية بشأن برنامجها النووي بدأت عام 2003، قبل إجراء تجربتها الثانية للقنبلة الذرية في الشهر التالي.
وأضاف غروسي لصحيفة "إزفستيا": "من المستحيل إعادة كتابة التاريخ. لقد سارت الأمور بالطريقة التي سارت بها. لكنني آمل في أن نتمكّن من إعادة الصلات مع جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية، على سبيل المثال في مجال الأمن النووي".
وتابع "لدى البلاد برنامج نووي طموح جدّاً يشمل إنتاج الوقود ومعالجة اليورانيوم و... المفاعلات النووية. وأنا لا أتحدّث عن الأسلحة النووية، بل عن عدد كبير جدّاً من المنشآت النووية، وهي الوحيدة في العالم التي لا تخضع لمراقبة".
وأردف غروسي "لذلك لا أحد - لا نحن في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولا الدول المجاورة بما في ذلك روسيا والصين - لا أحد يعرف ما إذا كان يتم احترام الحد الأدنى من معايير السلامة".
وقال "لقد بدأتُ في الترويج لفكرة محاولة رؤية المستقبل بنظرة جديدة، دون أن ننسى أن لديهم برنامجاً نووياً يتعارض مع قرارات مجلس الأمن الدولي. في بعض الأحيان يتعين الاهتمام بقضايا عملية تُعتبر أيضاً مهمّة".
ودعا غروسي إلى عدم تكرار الأخطاء نفسها التي ارتكبت في الملف النووي الإيراني مع كوريا الشمالية.
وزادت كوريا الشمالية من عزلتها عن المجتمع الدولي في السنوات الأخيرة، وقطعت جميع علاقاتها مع جارتها كوريا الجنوبية وكثّفت تجارب الأسلحة المحظورة بموجب قرارات الأمم المتحدة، لكنّها تتقرّب في الوقت نفسه من روسيا والصين.