تعتزم حكومة "طالبان" الأفغانية إرسال مسؤولين إلى قطر مطلع الأسبوع المقبل للقاء مسؤولين كبار في الأمم المتحدة ومبعوثين من نحو 25 دولة في اجتماع سيستمر يومين انتقدته جماعات حقوقية لعدم وجود نساء أفغانيات بين المشاركين.
وهذا هو ثالت اجتماع تقوده الأمم المتحدة في الدوحة لكنه الأول الذي تشارك فيه حكومة "طالبان" التي لم تحظ باعتراف دولي منذ استيلائها على السلطة في آب (أغسطس) 2021 بعد انسحاب قوات تقودها الولايات المتحدة من أفغانستان في أعقاب حرب دامت 20 عاما.
وتحاول الأمم المتحدة إيجاد نهج دولي موحد للتعامل مع حكومة "طالبان" التي تضيق على حقوق المرأة منذ عودتها إلى السلطة.
وقالت تيرانا حسن، المديرة التنفيذية في "هيومن رايتس ووتش"، عن اجتماع الدوحة: "استبعاد النساء ينذر بإضفاء الشرعية على انتهاكات "طالبان" ويتسبب في ضرر لا يمكن إصلاحه لمصداقية الأمم المتحدة بوصفها مدافعا عن حقوق المرأة ومشاركتها الهادفة".
وقالت الأمم المتحدة إنه من المقرر أن تعقد روزماري ديكارلو وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وروزا أوتونباييفا الممثلة الخاصة للأمين العام في أفغانستان ومبعوثون من دول مختلفة اجتماعات منفصلة مع منظمات المجتمع المدني الأفغانية بعد اجتماعهم مع حكومة "طالبان".
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك اليوم الأحد إن اجتماعات الدوحة تأتي "في إطار عملية وليست لمرة واحدة"، وإن النساء والمجتمع المدني لا يزالان جزءا منها.
وأضاف: "إنها تهدف أيضا لتشجيع السلطات الفعلية على التعامل مع المجتمع الدولي من خلال نهج منسق ومنظم لصالح الشعب الأفغاني... ستحتل حقوق الإنسان وحقوق النساء والفتيات مكانة بارزة في جميع المناقشات، وبالتأكيد من جانب الأمم المتحدة".
ثقة "غير كافية"
تمنع "طالبان" منذ عودتها إلى السلطة معظم الفتيات من الالتحاق بالمدارس الثانوية والجامعات. كما تمنع معظم الموظفات الأفغانيات من العمل في وكالات الإغاثة والنساء من دخول المتنزهات وتغلق صالونات التجميل وتفرض قيودا على سفر النساء بدون ولي أمر.
وتقول "طالبان" إنها تحترم الحقوق بما يتماشى مع تفسيرها للشريعة الإسلامية.
وقالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنياس كالامار عن اجتماع الدوحة المزمع: "من غير المقبول تهميش المناقشات المهمة عن حقوق الإنسان وسيشكل ذلك سابقة خطيرة للغاية".
وقالت أوتونباييفا، الممثلة الخاصة للأمين العام في أفغانستان، إن اجتماع الدوحة سيركز على عمل القطاع الخاص ومكافحة المخدرات، وهما قضيتان وصفتهما بأنهما مرتبطتان بحقوق المرأة.
وكانت أوتونباييفا قد قالت أمام مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة: "نحاول إنشاء عملية والحفاظ على آلية مهمة للتشاور. يجب أن نكون واقعيين حيال ما يمكن أن يحققه كل اجتماع في هذه العملية، لا سيما في هذه المرحلة المبكرة حيث الثقة غير كافية".
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مبعوثين من عدة دول لعقد اجتماع عن أفغانستان في أيار (مايو) من العام الماضي من أجل العمل على نهج موحد للتعامل مع سلطات "طالبان". ولم يوجه غوتيريش دعوة إلى "طالبان" حينها. وكانت هذه هي المرة الأولى التي يدعو فيها غوتيريش لمثل هذه الاجتماع.
وقال غوتيريش إن "طالبان" رفضت بعد ذلك حضور اجتماع ثان استضافته الدوحة في شباط (فبراير) عندما رفضت الأمم المتحدة طلبها بأن تكون الممثل الرسمي الوحيد لأفغانستان.