شهدت مناطق من كوريا الجنوبية هطول أمطار بكميات قياسية لم تشهدها البلاد منذ 200 سنة على ما أفادت مصلحة الأرصاد الجوية المحلية وكالة "فرانس برس" فيما أعلنت وزارة الداخلية مقتل أربعة أشخاص.
وقال مسؤول من مصلحة الأرصاد الجوية الكورية الجنوبية إن "ثلاث مناطق شهدت هطول أمطار بأعلى المستويات، في نسب لا تسجل إلا كل 200 سنة تقريبا".
وأظهرت بيانات الأرصاد الجوية أن ثلاث مناطق هي غومسان في جنوب تشانغ تشيونغ، وتشوبونغنيونغ في شمال تشانغ تشيونغ، وغونسان في شمال جولا شهدت أعلى نسب هطول أمطار على مدار الساعة تسجل منذ بدء تسجيل البيانات.
وقال متحدث باسمها لوكالة "فرانس برس": "هذه لم تحتسب بالمقارنة مع المستويات القياسية السابقة"، مشيرا الى أن تسجيل البيانات الكاملة بدأ في 1904.
وأشار الى أنه "مع احتساب شدة هطول الأمطار بحسب المنطقة، فان ذلك يظهر أن حدثا كهذا يحصل مرة كل 200 سنة".
في غونسان، هطل 131,7 ملم من الأمطار خلال ساعة واحدة في وقت مبكر الأربعاء، أي أكثر من 10% من متوسط هطول الأمطار السنوي في المنطقة.
وأظهرت صور بثتها محطات التلفزة الكورية الجنوبية أن بعض الأنهار فاضت وغمرت الطرق بسبب الأمطار الغزيرة، وشوهد الناس وهم يغوصون في المياه التي وصلت إلى مستوى الخصر في بعض المناطق.
توقف قطارات
وقالت وزارة الداخلية إن الأمطار أدت الى مقتل أربعة أشخاص.
وعثرت فرق الإنقاذ على جثة عالقة داخل مصعد بعدما غمرت المياه شقة في نونسان بجنوب تشونغ تشيونغ في وقت مبكر الأربعاء بحسب ما أوردت وكالة "يونهاب" للانباء.
وأضافت أنه تم العثور على ضحية أخرى بعدما جرفتها المياه إلى نظام الصرف الصحي فيما كان الرجل يتفقد محاصيله في مدينة دايجو.
كذلك، جرفت المياه رجلا كان في سيارة عائدا الى منزله بعد رعاية ماشيته، في شمال تشونغ تشيونغ. وتم انتشال جثته بعد حوالى ثلاث ساعات. وذكرت وكالة الأنباء أن رجلا في السبعينيات من عمره توفي بعد انهيار منزل إثر انزلاق تربة في سيوتشون.
وأوقف مشغلو القطارات بعض الرحلات التي تغطي المنطقة الجنوبية المتضررة من الأمطار الغزيرة.
وقال وزير الداخلية لي سانغ-مين في بيان "أطلب من الناس الامتناع عن الذهاب الى المواقف تحت الأرض والأنفاق والجداول أثناء هطول الأمطار الغزيرة".
وموسم الأمطار الغزيرة الصيفية في أوجه في كوريا الجنوبية راهنا.
عادة ما تشهد البلاد فيضانات خلال فترة الأمطار الصيفية لكنها تكون عموما مستعدة مع حصيلة ضحايا متدنية نسبيا.
يقول العلماء إن تغيّر المناخ جعل الظواهر المناخية في جميع أنحاء العالم أكثر حدة وأكثر تواترا.
في تموز (يوليو) الماضي، لقي أكثر من عشرة أشخاص حتفهم حين غمرت المياه نفق أنفاق اجتاحته سيول بسرعة كبيرة حالت دون تمكن المركبات الموجودة بداخلها من الخروج.
وشهدت كوريا الجنوبية أيضا أمطارا وفيضانات قياسية خلال العام 2022، ما أسفر عن مقتل أكثر من 11 شخصا.
وكان بينهم ثلاثة أشخاص لقوا حتفهم محاصرين في شقة في الطابق السفلي في سيول، شبيهة بتلك التي اشتهرت عالميا من خلال الفيلم الكوري الحائز جائزة أوسكار "باراسايت".
وقالت الحكومة آنذاك إن فيضانات 2022 كانت أكثر الأمطار غزارة منذ بدء تسجيل بيانات الطقس في سيول قبل 115 سنة، وعزت هذه الظواهر الطبيعية الحادة الى التغير المناخي.