أُصيب مئة شخص على الأقلّ في بنغلادش الاثنين خلال اشتباكات بين طلاب معارضين لنظام الحصص في الوظائف الحكومية وآخرين موالين للحزب الحاكم، حسبما أفادت الشرطة.
وقالت الشرطة وشهود إن مئات المتظاهرين المعارضين لنظام الحصص والطلاب الداعمين لحزب رابطة عوامي الحاكم اشتبكوا طيلة ساعات في حرم جامعة دكا، وألقوا الحجارة وتقاتلوا بالعصي وضربوا بعضهم بقضبان حديدية.
وحمل بعضهم مناجل فيما ألقى آخرون قنابل حارقة، حسبما أفاد شهود.
ويخصّص نظام الحصص في بنغلادش أكثر من 50 في المئة من الوظائف الحكومية، أي مئات آلاف الوظائف، لفئات معيّنة من السكان بينها لأبناء من قاتلوا في سبيل الاستقلال في العام 1971.
وقال رئيس مركز الشرطة المحلية مستجير الرحمن لوكالة "فرانس برس": "اشتبكوا بالعصي ورشقوا بعضهم بالحجارة".
من جهته، قال مفتش الشرطة مسعود ميا إن "نحو 100 طالب بينهم نساء" أصيبوا ونقلوا إلى المستشفى.
وشارك طلاب من معظم الجامعات الرئيسية في البلاد في وقت سابق هذا الشهر في احتجاجات للمطالبة بنظام قائم على الجدارة لوظائف الخدمة المدنية الجيدة الأجر.
وواصل الطلاب احتجاجاتهم على الرغم من تعليق محكمة بنغلادش العليا لنظام الحصص، عازين أعمال العنف إلى الطلاب الموالين للحزب الحاكم.
وقال المنسق للتظاهرات المناهضة لنظام الحصص نهيد إسلام للوكالة: "هاجموا مسيرتنا السلمية بالقضبان والعصي والحجارة".
وأضاف: "ضربوا المتظاهرات المساء. أُصيب 150 طالبا على الأقل بينهم 30 امرأة، و20 طالبا باتوا في حالة حرجة".
"عصي ومناجل وقضبان"
ويقول منتقدون إن نظام الحصص يفيد أبناء المجموعات المؤيدة للحكومة والداعمة لرئيسة الوزراء الشيخة حسينة (76 عاما). وكان والدها الشيخ مجيب الرحمن مؤسس دولة بنغلادش واغتيل عام 1975 خلال انقلاب.
وفي كانون الثاني (يناير)، فازت الشيخة حسينة في الانتخابات العامة للمرة الرابعة على التوالي في اقتراع غابت عنه المعارضة الحقيقية وتمت مقاطعته على نطاق واسع وجرت خلاله حملة قمع كبيرة لخصومها السياسيين.
ويتهم المنتقدون المحاكم البنغلادشية بالموافقة على القرارات التي تتخذها حكومة الشيخة حسينة.
وتقول الطالبة المصابة شاهينور شومي (26 عاما) إن المتظاهرين فوجئوا بالطلاب الموالين للحكومة، موضحة: "كنا نسير بسلام بموكبنا. فجأة، هاجمتنا رابطة تشاترا (الجناح الطلابي للحزب الحاكم) بالعصي والمناجل والقضبان الحديدية والطوب".
وقالت الشرطة إن مئات الطلاب من عدة جامعات خاصة انضموا إلى الاحتجاجات في دكا مرددين شعارات مناهضة لنظام الحصص، ما أدّى إلى توقف حركة المرور في محيط السفارة الأميركية لأكثر من أربع ساعات.
وقال نائب قائد الشرطة حسن الزمان ملا لفرانس برس إن "نحو 200 طالب جلسوا القرفصاء ووقفوا على الطريق".
وتظاهر آلاف الطلاب في عشرات الجامعات ليل الأحد الاثنين، احتجاجا على تعليقات أدلت بها الشيخة حسينة واعتبروها مهينة.
وقال متظاهرون إنه تم تشبيههم بالمتعاونين مع الجيش الباكستاني خلال حرب استقلال بنغلادش.
وقالت متظاهرة من جامعة دكا طلبت عدم الكشف عن هويتها: "إنه أمر غير مقبول"، مضيفة: "نريد إصلاحا لنظام الحصص حتى يتمكن الطلاب المتفوقون من الحصول على فرصة عادلة".
وقال طلاب مناهضون لنظام الحصص إن أعمال عنف اندلعت أيضا خلال احتجاجات في شيتاغونغ ثاني أكبر مدن بنغلادش في وقت متأخر الأحد.
وقال منظم التظاهرة خان طلعت محمود رافي إن اثنين من المتظاهرين أصيبا.
وأُلغي نظام الحصص في الوظائف عام 2018 بعد أسابيع من التظاهرات الطالبية، لكن المحكمة العليا في دكا تراجعت الشهر الماضي عن قرار الإلغاء، ما أثار غضب الطلاب.
وينص نظام الحصص على أن تُخصص 30 في المئة من الوظائف الحكومية لأبناء من قاتلوا في سبيل الاستقلال و10 في المئة للنساء و10 في المئة لمناطق محددة.
واعتبر الطلاب المحتجون أنه يجب الإبقاء فقط على الحصص الداعمة لتوظيف الأقليات الإتنية وذوي الحاجات الخاصة والبالغة نسبتها 6 في المئة.