قُتل ثمانية جنود باكستانيين عندما اندفع انتحاري بسيارة محمّلة بالمتفجّرات إلى موقع عسكري، حسبما أفاد الجيش الثلاثاء، فيما قال مسؤول محلّي إنّ العشرات أُصيبوا بجروح.
ويأتي الهجوم في مدينة بانو الغربية، بعد أسابيع من إعلان رئيس الحكومة شهباز شريف عن حملة جديدة شاملة للقضاء على الجماعات المسلّحة، عقب زيادة الهجمات.
وقال الجيش في وقت مبكر الاثنين، إنّ عشرة مسلّحين حاولوا اختراق منطقة تضمّ منشآت عسكرية وقوات مسلّحة وعائلاتهم ولكن تمّ إحباط محاولتهم.
بعد ذلك، دفعوا "سيارة محمّلة بمتفجّرات إلى الجدار المحيط"، فانفجرت وألحقت أضراراً بمبنى مجاور، ما أسفر عن مقتل ثمانية جنود وقوات شبه عسكرية.
وأشار الجيش إلى أنّ المسلّحين العشرة قتلوا في المعركة التي تلت ذلك، من دون أن يذكر وقوع إصابات.
غير أنّ مسؤولاً حكومياً كبيراً قال لوكالة فرانس برس إنّ 141 شخصاً أصيبوا بجروح، بعدما تسلّل خمسة مسلّحين يرتدون سترات انتحارية "إلى المنطقة السكنية".
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إنّهم خاضوا معارك ضارية لمدّة 26 ساعة مستخدمين بنادق وقذائف صاروخية.
وتمّ تطويق المنطقة الإثنين، بينما أعلنت جماعة جيش فرسان محمد مسؤوليتها عن الهجوم، وقالت في بيان "تمّ إلحاق أضرار جسمية".
وتقع بانو في إقليم خيبر بختونخوا الحدودي على مسافة 40 كيلومتراً من أفغانستان.
وقالت إدارة العلاقات العامة في الجيش، إنّ الجماعة التي تنضوي ضمنها مجموعة "جيش فرسان محمد" "تعمل انطلاقاً من أفغانستان واستخدمت الأراضي الأفغانية لتدبير أعمال إرهابية داخل باكستان في الماضي".
وأضافت في بيان أن هجوما آخر في المنطقة أدى إلى مقتل خمسة مدنيين وجنديَين ليل الاثنين الثلاثاء.
وأوضح الجيش في بيان أن المسلحين "أطلقوا النار بشكل عشوائي" على مركز طبي ما أسفر عن مقتل موظفَين وطفليَن وحارس قبل مقتل جنديين في هجوم مضاد.
من جهته، أفاد مسؤول في الشرطة المحلية طلب عدم كشف اسمه وكالة فرانس برس، أن المسلحين استهدفوا جنودا وأن مدنيين حوصروا في تبادل إطلاق النار.
ومنذ عودة "طالبان" إلى السلطة في أفغانستان قبل ثلاثة أعوام، تشهد المناطق الباكستانية الحدودية تصاعداً كبيراً في الهجمات المسلّحة.
وشهد العام الماضي ارتفاع عدد الضحايا إلى أعلى مستوى له منذ ست سنوات، حيث قُتل أكثر من 1500 شخص من المدنيين ومن أفراد القوات الأمنية والمسلّحين، وفقاً لمركز الأبحاث والدراسات الأمنية الذي يتخذ في إسلام أباد مقرّاً.
وأعلن شهباز شريف في حزيران (يونيو) عن حملة شاملة لمكافحة التمرّد بعنوان "العزم على الاستقرار"، وذلك بهدف وقف الهجمات المتزايدة.
وتتهم إسلام أباد حكّام كابول الجدد بالفشل في القضاء على المسلّحين الذين يختبئون على الأراضي الأفغانية بينما يستعدّون لشنّ هجمات على باكستان.
وتشدّد حكومة "طالبان" على أنّها لن تسمح للجماعات المسلّحة الأجنبية بالعمل انطلاقاً من أفغانستان، لكنّ العلاقات بين إسلام أباد وكابول توتّرت بسبب هذه القضية.