أعلن قائد جيش بنغلادش اليوم الاثنين أن رئيسة الوزراء الشيخة حسينة استقالت من منصبها، وأن حكومة مؤقتة ستتولى إدارة شؤون البلاد.
ونقلت قناة "سي.إن.إن نيوز 18" عن مصادر استخباراتية قولها إنَّ الشيخة حسينة وصلت إلى مدينة أغراتالا في شمال شرق الهند بعد فرارها من داكا.
وأفادت نقلاً عن المصادر بأن الهند ستضمن سلامتها.
بدوره، قال مصدر مقرب منها لوكالة "فرانس برس": "غادرت هي وشقيقتها" المقر الرسمي لرئاسة الوزراء في العاصمة "إلى مكان أكثر أماناً"، مضيفاً: "أرادت أن تسجّل خطاباً، لكن لم تتح لها الفرصة لذلك".
إلى ذلك، اقتحم محتجّون مقر رئاسة الوزراء في دكا.
أما نجل الشيخة حسينة فدعا الإثنين قوات الأمن إلى منع أي انقلاب على حكمها.
وقال سجيب واجد جوي المقيم في الولايات المتحدة في منشور على فايسبوك: "واجبكم هو الحفاظ على سلامة شعبنا وبلدنا والحفاظ على الدستور"، مضيفا: "هذا يعني عدم السماح لأي حكومة غير منتخبة بالوصول إلى السلطة لدقيقة واحدة، هذا واجبكم".
واليوم، قُتِل 56 شخصاً على الأقل خلال احتجاجات عنيفة الاثنين في بنغلادش في حصيلة جديدة أوردتها الشرطة وأطباء.
ونقلت 44 جثة على الأقل تحمل أثار الرصاص الى مستشفى العاصمة دكا بحسب ما افاد مراسل لوكالة "فرانس برس"، في ما قالت الشرطة إنَّ 11 شخصاً آخرين قتلوا في انحاء أخرى من العاصمة، مع سقوط قتيل إضافي في مدينة شيتاغونغ الساحلية.
وبلغت الحصيلة الإجمالية للمواجهات خلال التظاهرات المناهضة للحكومة في بنغلادش 300 قتيل على الأقل، بعد مقتل 94 شخصاً الأحد، وهي الحصيلة اليومية الأعلى خلال أسابيع من الاحتجاجات، وفق تعداد لوكالة " فرانس برس ".
ويستند هذا التعداد إلى تقارير من الشرطة ومسؤولين وأطباء في المستشفيات.
ويتوقّع أن تستأنف الاحتجاجات الإثنين وسط انتشار كثيف للجيش والشرطة في دكا، مترافقاً مع دوريات على الطرق الرئيسية وقطع تلك المؤدّية إلى مقر رئيسة الوزراء التي يطالب المحتجون باستقالتها بعد 15 عاماً في السلطة.
ويتوجه قائد الجيش وقر الزمان بكلمة الى الأمة اليوم، وفق ما أكد متحدث عسكري لوكالة فرانس برس. وقال المسؤول في دائرة العلاقات العامة العسكرية راشد العلم: "سيتحدث الجنرال وقر الى الشعب عند الساعة الثانية بعد الظهر (08,00 ت غ)". ويأتي ذلك في وقت أكدت شركات تقديم الخدمات ومنظمات رقابية الاثنين أن الانترنت في بنغلادش بات يخضع لقيود بالغة الصرامة تشمل الهواتف النقالة والاتصال الثابت بالشبكة.
ونزل مئات الآلاف الأحد الى شوارع العاصمة والعديد من المدن الأخرى، حيث تواجه مناهضو الحكومة ومؤيدوها، ووقعت اشتباكات استخدموا خلالها العصي والسكاكين، بينما عمدت قوات الأمن الى إطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريقهم.
وتحوّلت التظاهرات التي بدأت في تموز (يوليو) ضد وضع نظام حصص لوظائف الخدمة المدنية إلى أسوأ اضطرابات تشهدها البلاد منذ تولي الشيخة حسينة (76 عاماً) السلطة.
وأفاد صحافيون في وكالة " فرانس برس " بسماع إطلاق نار متواصل بعد حلول الظلام الأحد، بعدما تحدّى متظاهرون حظر التجوّل المفروض على مستوى البلاد.
وقيّدت السلطات خدمة الانترنت بشكل صارم، بينما أقفلت أكثر من نصف مصانع النسيج، القطاع الحيوي للاقتصاد الوطني، أبوابها الإثنين.
وأعلنت الحكومة حظر التجول الشامل بدءاً من الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي (12:00 بتوقيت غرينتش) أمس الأحد، وأعلنت عن عطلة عامة ثلاثة أيام تبدأ من اليوم الإثنين.
وحثّ جيش بنجلادش الجميع على الالتزام بقواعد حظر التجول.