أعلن الجيش الباكستاني أن عشرة من جنوده قتلوا في جنوب غرب باكستان الاثنين أثناء التصدي لأعمال "إرهابية جبانة"، بعد مقتل عشرات المدنيين في هجمات منسقة خلال الليل.
وقال الجيش في بيان: "خلال تنفيذ العمليات، ضحى أربعة عشر من أبناء الوطن البواسل بحياتهم... هم عشرة جنود من قوات الأمن وأربعة أفراد من هيئات إنفاذ القانون"، وهي مجموعات رديفة للجيش تنتشر في المنطقة.
وصباح اليوم، قال مسؤولون في باكستان إن 51 شخصا على الأقل قتلوا في هجمات شنها مسلحون انفصاليون على مراكز للشرطة وخطوط سكك حديدية ومركبات على طرق سريعة في إقليم بلوشستان بجنوب غرب البلاد.
وهذه أوسع الهجمات نطاقا منذ سنوات في إطار تمرد عرقي يشنه مسلحون منذ عقود للمطالبة بانفصال الإقليم الغني بالموارد عن باكستان.
ويوجد في بلوشستان عدد من المشروعات الكبرى التي تديرها الصين، من بينها ميناء استراتيجي ومنجم ذهب ونحاس.
وقال وزير الداخلية محسن نقوي في بيان: "تلك الهجمات هي خطة مُعدة لنشر الفوضى في باكستان"، وأضاف دون تفاصيل أن قوات الأمن قتلت 12 مسلحا في عمليات تلت الهجمات.
وقال مسؤولون إن أكبر الهجمات استهدف مركبات مختلفة من حافلات إلى شاحنات البضائع على طريق سريع رئيسي، مما تسبب في مقتل 23 على الأقل واحتراق 35 مركبة.
وذكر محمد كاشف المسؤول بالسكك الحديدية أن عبوات ناسفة انفجرت في خط يربط بين باكستان وإيران وجسر سكك حديدية يربط بين كويتا عاصمة الإقليم وبين باقي مناطق باكستان.
وأضاف أن حركة القطارات توقفت من كويتا وإليها.
وقالت الشرطة إنها عثرت على ست جثث لم يتم التعرف عليها بعد بالقرب من جسر السكك الحديدية.
وفي الوقت نفسه تقريبا استهدف المسلحون مراكز للشرطة وقوات الأمن في الإقليم، وفقا للمسؤولين. وتسبب أحد الهجمات في مقتل ما لا يقل عن عشرة.
وأعلنت جماعة جيش تحرير بلوشستان في بيان أُرسل عبر البريد الإلكتروني إلى صحفيين المسؤولية عن الهجمات.
كما أعلنت مسؤوليتها عن هجمات أخرى أحدها على قاعدة شبه عسكرية رئيسية، إلا أن السلطات الباكستانية لم تؤكد وقوع تلك الهجمات بعد.
وجيش تحرير بلوشستان هو أكبر جماعة بين عدة تنتمي إلى مجموعات عرقية وتحارب الحكومة المركزية منذ عقود، قائلة إنها تستغل موارد الغاز والمعادن في الإقليم على نحو غير عادل. وتسعى الجماعة إلى انفصال الإقليم وطرد الاستثمارات الصينية منه.
وجاءت تعليقات نقوي بعد أن تعهد مكتب رئيس الوزراء شهباز شريف في بيان بالرد على الهجمات وتقديم المسؤولين عنها للعدالة.
مقتل ركاب
قال المسؤول الكبير بالشرطة أيوب أتشاكزاي لرويترز إن مسلحين قطعوا طريقا سريعا في بلوشستان مساء أمس الأحد وأنزلوا الركاب من المركبات وأطلقوا النار عليهم بعد التحقق من بطاقات الهوية الخاصة بهم.
وقال حميد زاهر المسؤول بالمنطقة: "لم يقتل المسلحون الركاب فقط، بل وسائقي شاحنات تحمل فحما".
ويستهدف المسلحون العمال القادمين من إقليم البنجاب شرق البلاد ويعتبرون أنهم يستغلون موارد بلوشستان. وفي السابق، استهدفوا أيضا مصالح صينية وصينيين يعملون في الإقليم.
وتدير الصين ميناء جودار الاستراتيجي في جنوب بلوشستان، بالإضافة إلى منجم ذهب ونحاس في الغرب.
وقالت جماعة جيش تحرير بلوشستان في بيان إن مقاتليها استهدفوا عسكريين يتنقلون في ملابس مدنية وإنها أطلقت النار عليهم بعد التحقق من هوياتهم.
وذكرت وزارة الداخلية في باكستان أن القتلى مواطنون أبرياء.
وقال دوستين خان داشتي المسؤول بالشرطة إن ستة من أفراد الأمن وثلاثة مدنيين وزعيم قبلي قتلوا في اشتباكات مع مسلحين اقتحموا مركزا لقوات بلوشستان في منطقة قلات بوسط الإقليم.
وقال مسؤولون إن مراكز للشرطة تعرضت أيضا للهجوم في بلدتين ساحليتين بالجنوب، لكن عدد القتلى لم يتأكد بعد.
ويتاخم بلوشستان كلا من إيران وأفغانستان، وهو أكبر إقليم في باكستان من حيث المساحة لكنه الأقل سكانا ولا يزال بعيدا عن مظلة التنمية والعمران وترتفع فيه مستويات الفقر.