أعلن الجيش الصيني أنّه أجرى الأحد "دوريات قتالية" في بحر الصين الجنوبي، تزامناً مع إجراء مناورات عسكرية مشتركة في الممر المائي المتنازع عليه.
وجاءت التدريبات البحرية قبل أيام من قمة ثلاثية بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الفيليبيني فرديناند ماركوس ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في 11 نيسان (أبريل) في البيت الأبيض، يتوقّع أن يناقش خلالها القادة التوترات المتصاعدة بشأن البحر.
وقال الجيش الصيني في بيان "في 7 نيسان (أبريل) تنظّم قيادة المسرح الجنوبي لجيش التحرير الشعبي الصيني في بحر الصين الجنوبي دوريات قتالية بحرية وجوية مشتركة".
وأكّد البيان أنّ "كلّ النشاطات العسكرية التي تعكّر صفو الأوضاع في بحر الصين الجنوبي وتتسبب بنقاط ساخنة هي تحت السيطرة"، في إشارة واضحة إلى التدريبات العسكرية الرباعية التي تجري في المياه نفسها.
وقال الجيش الفيلبيني إن تدريباته مع الولايات المتحدة وأستراليا واليابان "أظهرت التزام الدول المشاركة بتعزيز التعاون الإقليمي والدولي لدعم منطقة حرة ومفتوحة في المحيطين الهندي والهادئ من خلال تدريبات العمل جنبا إلى جنب في النطاق البحري".
من مناورات الولايات المتحدة والفيليبين واليابان وأستراليا
وشملت التدريبات، التي أطلق عليها "نشاط التعاون البحري المتعدد الأطراف"، وحدات بحرية وجوية من الدول الأربع.
وأجرت تلك الوحدات تدريباً على التواصل وتكتيكات الفرق وتدريبا على التقاط الصور، بحسب بيان الجيش الفيليبيني.
وقالت السفارة اليابانية في مانيلا في بيان سابق إن التمارين ستشمل "تدريباً على الحرب المضادة للغواصات".
ولم تعلن تفاصيل إضافية بشأن مجريات التدريبات الصينية.
وأدت سلسلة من الحوادث قرب شعاب مرجانية متنازع عليها إلى زيادة التوترات بين بكين ومانيلا منذ نهاية العام 2023.
وتتهم الصين الفيليبين بمفاقمة التوتر في الممر المائي المتنازع عليه، حيث لبكين ومانيلا تاريخ طويل من الخلافات بشأن السيادة.
وبحر الصين منطقة بحرية شاسعة يمر عبرها جزء كبير من التجارة بين آسيا وبقية العالم.
تأتي المناورات الرباعية في الممر المائي الذي تطالب بكين بالسيادة عليه بشكل شبه كامل عقب احتكاكات بين سفن صينية وأخرى فيليبينية جرت مرارا في الأشهر القليلة الماضية.
مخاوف وتحكيم
الأسبوع الماضي وقع حادث قبالة ساحل جزيرة سكند توماس المرجانية المتنازع عليها أثناء مهمة فيليبينية لإمداد القوات المتمركزة على سفينة "بي آر بي سييرا مادري" الحربية.
وقالت الفيليبين إن خفر السواحل الصينيين اعترضوا سفينة الإمداد وألحقوا أضرارا فيها باستخدام خراطيم مياه، ما أدى إلى إصابة ثلاثة جنود.
وتؤكّد بكين أنها كانت أول دولة تكتشف الجزر في بحر الصين الجنوبي وتسميها.
وتتخوف الصين من تعزيز العلاقات العسكرية بين الولايات المتحدة والفيليبين، إذ تعتبر ذلك وسيلة لإحباط مطالباتها الإقليمية في المنطقة.
ولدول ساحلية أخرى (الفيليبين وفيتنام وماليزيا وبروناي) مطالبات بالسيادة في بحر الصين الجنوبي حيث تسيطر كل منها على العديد من الجزر.
من مناورات الولايات المتحدة والفيليبين واليابان وأستراليا
ورفضت المحكمة الدائمة للتحكيم، وهي منظمة مقرها في هولندا، التي لجأت إليها الفيليبين، المطالبات الصينية في العام 2016 معتبرة أن ليس لها أي أساس قانوني.
وأكدت بكين أنها "لا تقبل ولا تعترف" بقرار المحكمة إذ إنها "ليست وكالة متخصصة في القضايا القانونية بين الحكومات" وفق ما ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) يومها.
وخلال السنوات الأخيرة، أقامت بكين جزراً اصطناعية في بحر الصين وأنشأت فيها قواعد عسكرية لتعزيز مواقعها.
ويؤكد كبار المسؤولين الأميركيين على الدوام التزام الولايات المتحدة "الراسخ" الدفاع عن الفيليبين في مواجهة أيّ هجوم مسلّح في بحر الصين الجنوبي.
وفي الوقت نفسه، بدأت الفيليبين واليابان محادثات بشأن اتفاق دفاعي ينشر بموجبه كل من البلدين قوات لدى الآخر. وتوصلت مانيلا إلى اتفاق مماثل مع أستراليا والولايات المتحدة.