أعلن الرئيس الصيني شي جينبيغ لرئيس وزراء المجر فيكتور أوربان الذي يزور بكين الإثنين أن على القوى العظمى مساعدة روسيا وأوكرانيا على بدء مفاوضات سلام مباشرة، على ما ذكر تلفزيون "سي سي تي في" الرسمي الصيني.
وقال شي "على الأسرة الدولية أن توفّر الظروف والمساعدة للطرفين لاستئناف الحوار المباشر والمفاوضات".
وأضاف: "فقط عندما تمارس القوى العظمى طاقة إيجابية بدلاً من طاقة سلبية، يمكن أن يظهر سريعاً بريق أمل بالتوصّل إلى وقف إطلاق نار".
والتقى رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الرئيس الصيني شي جينبينغ في بكين، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية، في زيارة وصفها الزعيم الأوروبي بأنّها "مهمّة سلام 3.0" بعد زيارتيه الأخيرتين لموسكو وكييف.
وتأتي هذه الزيارة غير المعلنة قبل يوم من عقد قمّة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) للاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيسه، حيث من المقرّر أن تهيمن الانتكاسات في أوكرانيا على المناقشات.
وكتب أوربان عبر منصّة " إكس ": "مهمّة سلام 3.0" من دون أن يذكر أي تفاصيل أخرى، مرفقاً منشوره بصورة تظهره في المطار حيث استقبلته المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ.
وأظهرت صفحته عبر "إنستغرام" أنّه سيزور واشنطن بعد الزيارات التي أجراها لكل من كييف وموسكو وبكين.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد استضاف أوربان – الزعيم الأكثر قرباً في الاتحاد الأوروبي من موسكو – لإجراء محادثات في الكرملين وصفها الرئيس الروسي بأنّها "مفيدة وصريحة" بشأن النزاع في أوكرانيا.
وقال بوتين "تحدّثنا عن السبل الممكنة لحل" النزاع في أوكرانيا، وطالب مجدّداً بأن تسحب أوكرانيا كل قوّاتها من المناطق التي أعلنت موسكو ضمّها.
وجاءت الزيارة بعد أيام على تولّي المجر الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، وأبلغ بوتين أوربان بأنّه يتوقّع منه أن يحدد "موقف الشركاء الأوروبيين" بشأن أوكرانيا.
لكن الحكومة الأوكرانية انتقدت الاجتماع مؤكّدة أنّه ليس لها يد فيه.
وانتقد قادة الاتحاد الأوروبي أوربان الذي تولّت بلاده الأسبوع الماضي الرئاسة الدورية للاتحاد، وذلك على خلفية زيارته زعيماً مطلوباً بتهم ارتكاب جرائم حرب.
وقد رفض أوربان، المقرّب من كل من شي جينبينغ والكرملين، إرسال أسلحة إلى كييف، على عكس زملائه من قادة الاتحاد الأوروبي.
وقد نمت الشراكة الاستراتيجية بين الصين وروسيا بشكل أوثق منذ غزو أوكرانيا.
وتقدّم بكين نفسها على أنها طرف محايد في الحرب وتقول إنّها لا ترسل مساعدات فتاكة إلى أي من الجانبين، على عكس الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى. ومع ذلك، فقد قدّمت بكين شريان حياة مهما للاقتصاد الروسي المعزول، مع ازدهار التجارة منذ بدء النزاع.
وزار شي المجر في أيار (مايو) الماضي، في المحطّة الأخيرة من جولة أوروبية قادته أيضاً إلى فرنسا وصربيا. وعقب لقائه أوربان، قال شي وقتذاك إن بكين تولي "أهمية كبيرة" لعلاقاتها مع الاتحاد الأوروبي.
وتحاول الصين، التي تتمتّع بعلاقات وثيقة مع روسيا، حث الدول على الانضمام إلى خطّة السلام المكونة من ست نقاط التي أصدرتها مع البرازيل في أيار (مايو).
وأتت زيارة أوربان لموسكو بعد أيام على زيارته المفاجئة لكييف حيث حضّ القيادة الأوكرانية على العمل من أجل التوصل إلى وقف سريع لإطلاق النار مع روسيا.
وشدّد الزعيم المجري الجمعة على أنه لا يمكن التوصّل لسلام من دون حوار.