قال إيهور تيريخوف رئيس بلدية خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، اليوم السبت إن ضربة روسية جديدة على المدينة أسفرت عن مقتل مدني وإصابة عدد آخر.
وقال تيريخوف عبر تلغرام: "هناك معلومات عن حالة وفاة واحدة نتيجة ضربة على منطقة سكنية في المدينة. وهناك أيضا إصابات".
قبل ذلك، ذكر مسؤولون أن روسيا نفّذت غارة جديدة على خاركيف، ثاني كبرى المدن الأوكرانية، في وقت مبكر اليوم، مما أدى إلى مقتل ستة مدنيين وإصابة عشرة.
وقالت الشرطة الوطنية الأوكرانية إن الغارة نفذت باستخدام طائرات مسيرة. وعرضت صورا لحرائق اندلعت في شوارع المدينة وبجوار المباني.
وأوضح تيريخوف: "حتى هذا الصباح، هناك ستة قتلى وعشرة مصابين جراء الغارة الليلية على (منطقة) شيفتشينكيفسكي".
وأضاف أن "الهجوم أصاب مناطق سكنية حيث تضرر ما لا يقل عن تسعة مباني شاهقة وثلاثة مهاجع وعدد من المباني الإدارية ومتجر ومحطتا وقود وسيارات".
وأفادت تقارير إخبارية بأن الغارة وقعت بعد منتصف الليل بقليل.
وأعلن الجيش الأوكراني على فايسبوك أن دفاعاته الجوية دمرت 28 من 32 طائرة مسيرة وثلاثة من ستة صواريخ أطلقتها روسيا.
وتعد خاركيف الواقعة في شمال شرق أوكرانيا هدفا متكررا للقوات الروسية التي كثفت هجماتها على المدينة في الأسابيع القليلة الماضية. وأدى هجوم بطائرة مسيرة على المدينة يوم الأربعاء إلى مقتل أربعة أشخاص وإلحاق أضرار جسيمة بعدد من المباني السكنية.
وقال أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لصحيفة "بوليتيكو" الإخبارية إنه يعتقد أن خاركيف هي الهدف الأكثر ترجيحا لأي هجوم روسي جديد في أيار (مايو) أو حزيران (يونيو).
وأفاد حاكم منطقة خاركيف أوليه سينيهوبوف بوقوع غارة على مبنى سكني وهجوم صاروخي على قرية شمالي المدينة. ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات في أي من الواقعتين.
وظلت التحذيرات من الغارات الجوية سارية في خاركيف ومعظم أنحاء البلاد بما في ذلك العاصمة كييف لعدة ساعات بعد الهجوم الروسي.
تشاسيف... معركة مفصلية
وبعدما بقيت الجبهة شبه مجمّدة لنحو عام، تضغط القوات الروسية على الجيش الأوكراني الذي يعاني من نقص في العديد والعتاد مع تأخر وصول المساعدات الغربية.
القوات الروسية المصمّمة على تعزيز ما حقّقته مؤخرا من مكاسب ميدانية، تسعى للسيطرة على مرتفعات تشاسيف يار.
تقع البلدة على بعد نحو 20 كلم إلى الغرب من باخموت التي وقعت في أيار (مايو) الماضي في قبضة روسيا بعد معارك عنيفة استمرت أشهرا.
يقول أنتون البالغ 40 عاما: "إذا استولى الروس على تشاسيف يار، سيُفتح الباب إلى مدن أخرى... لذا فمن الأهمية بمكان وقف تقدّمهم هنا".
مرتفعات تشاسيف يار ستمنحهم موطئ قدم قويا وستمكّنهم من استهداف مدن تقع على ارتفاعات أدنى: في المقام الأول كراماتورسك ومن ثم على الأرجح سلوفيانسك.
وتكتسي المدينتان قيمة كبيرة بالنسبة لموسكو إذ قبل عقد سيطر انفصاليون موالون للروس لفترة وجيزة على المدينتين في بداية الاشتباكات مع كييف.
وعلى خط الجبهة الحالية، تشكل تشاسيف يار مدخلا إلى باخموت.
ويضيف أنتون إن روسيا تستخدم انطلاقا من هذا المبدأ: "كثيرا من العديد والعتاد، كما أن هناك طيرانا مستمرا وقصفا مدفعيا".
ويقول الجندي التابع للواء الهجومي الخامس إن وحدته "صامدة" إلى الآن.