أدلى الناخبون في إنكلترا بأصواتهم الخميس في انتخابات محلّية حاسمة من شأنها أن تزيد الضغط على رئيس الوزراء ريشي سوناك الذي بات في وضع حرج.
وتشكّل هذه الانتخابات، وهي مزيج من انتخابات للمجالس البلدية والمخاتير واستحقاقات محلية أخرى، فضلاً عن انتخابات برلمانية تكميلية، آخر اختبار انتخابي قبل انتخابات عامة في فترة لاحقة من السنة.
ومن المرتقب أن يُمنى حزب المحافظين بخسارة كبيرة. والحزب يحكم البلد منذ 2010 وهو قد فاز بمئات المقاعد في الدورة الأخيرة من هذه الانتخابات المحلية في 2021.
وما انفكّت استطلاعات الآراء خلال السنتين الماضيتين تتوقّع خسارة التوريز في الانتخابات العامة المقبلة.
وبدأ التصويت عند الساعة 6,00 بتوقيت غرينيتش، على أن ينتهي عند التاسعة مساء وتبدأ النتائج بالصدور في الساعات الأولى من يوم الجمعة، بما فيها نتائج الانتخابات البرلمانية التكميلية في بلاكبول ساوث.
غير أن مجالس بلدية كثيرة ستعلن نتائجها في فترة لاحقة، في حين لن تصدر نتائج انتخابات رؤساء بلدية لندن ودوائر انتخابية بارزة أخرى قبل نهاية الأسبوع.
ويتوقّع أن يكون فوز رئيس بلدية لندن العمالي صادق خان بولاية ثالثة سهلا، محقّقا بذلك رقماً قياسياً من الولايات، في حين أن المنافسة حامية على مقعد رئيس البلدية في ويست ميدلاندز وتيز فالي في شمال شرق إنكلترا.
وسينظر إلى فوز المعارضة العمالية في أيّ من المنطقتين، وهما من الدوائر الانتخابية المرجعية التي تعتبر نتائجها مؤشّراً للمنحى العام، كدليل إضافي على استعداد الناخبين لإعادة حزب العمال إلى السلطة على الصعيد الوطني.
ولقي صادق خان من جهّته انتقادات من أحزاب المعارضة على فرضه رسوماً يومية على المركبات الأكثر تلويثاً، فضلاً عن مزاعم بشأن نيّته فرض مزيد من الضرائب المرورية.
إنعاش حظوظ الحزب
تسري تكهّنات في البرلمان البريطاني مفادها أن النتائج السيئة في هذه الانتخابات قد تدفع بعض النواب المحافظين إلى السعي لاستبدال سوناك المعيّن في منصبه منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2022 بعدما ضاقوا ذرعاً به.
واعترف وزير المال جيريمي هانت بأن الحزب يتوقع أن يتكّبد "خسائر كبيرة".
وقال في تصريحات لقناة "سكاي نيوز" إن "ذلك غالباً ما يحدث في الانتخابات المحلية".
ومن شأن فوز رئيسي البلدية المنتهية ولايتهما في ويست ميدلاندز وتيز فالي، أندي ستريت وبن هاوتشن، أن يحيي آمال التوريز في أن زعيمهم الذي تحاصره المشاكل من كلّ حدب وصوب قادر على إنعاش حظوظ حزبهم.
غير أن كلّا من ستريت وهاوتشن حاول خلال الحملة الانتخابية النأي بنفسه عن مواقف الحزب الذي يواجه انتقادات لاذعة على الصعيد الوطني بشأن مسائل مثل تلوّث المياه والمواصلات والتضخّم.
وكما الحال في انتخابات برلمانية تكميلية عدّة جرت في السنوات الأخيرة، من المرتقب أن يفوز حزب العمال بالمقعد النيابي في بلاكبول ساوث الذي كان من نصيب نائب من المحافظين اضطر للاستقالة بسبب فضيحة بشأن ممارسة ضغوطات.
وتتوقّع الاستطلاعات أن يخسر حزب المحافظين حوالى نصف المقاعد في المجالس البلدية التي يشغلها والمقدّرة بألف تقريباً، في مدن إنكلترا وبلداتها ودوائرها.
وسيدلي الناخبون بأصواتهم أيضا لانتخاب مسؤولي الشرطة ومكافحة الجرائم في ويلز وإنكلترا الذين يضعون الميزانيات والأولويات ويتمتّعون بصلاحية إقالة الضباط وتعيينهم.
وتشير التوقّعات إلى احتمال أن يخسر حزب المحافظين قرابة نصف المسؤولين المحسوبين عليه والبالغ عددهم 29 من أصل 37.