تترقّب بريطانيا السبت إعلان آخر نتائج الانتخابات المحلّية التي يتوقّع أن تلحق المزيد من الهزائم بحزب المحافظين، خاصّة في لندن حيث من المرجّح فوز رئيس البلدية العمالي صادق خان بولاية ثالثة.
تعرّض المحافظون الذين يتولون السلطة منذ 14 عاماً في المملكة المتحدة، لأسوأ انتكاسة لهم منذ 40 عاماً في الانتخابات التي دُعي فيها الناخبون للتصويت في انتخابات تشريعية فرعية فاز بها حزب العمّال وتزامنت مع اقتراع لتجديد بعض المسؤولين المحلّيين في إنكلترا وويلز وفي 11 بلدية.
وأظهرت النتائج المعلنة حتى الآن، فوز حزب العمّال بأكثر من 170 مقعداً ورئاسة 8 مجالس محلّية إضافية، في ما خسر المحافظون نحو 450 مقعداً و10 مجالس محلّية.
وتعزّز المكاسب الكبيرة التي حقّقتها المعارضة العمالية فرص تولّي زعيمها كير ستارمر رئاسة الحكومة بعد الانتخابات التشريعية المقرّر إجراؤها في وقت لاحق من هذا العام.
ودافع رئيس الوزراء ريشي سوناك الذي يسعى إلى توحيد صفوف المحافظين، من جانبه، السبت عن سياسته، وبخاصّة تلك المتعلّقة بخطّته لترحيل المهاجرين إلى رواندا وتخفيض الضرائب.
وقال إن "حزب العمّال لم يفز في الأماكن التي قالوا إنّهم سيفوزون فيها" للحصول على الأغلبية عقب الانتخابات التشريعية المقبلة، مؤكداً في مقال نُشر في صحيفة التلغراف إن "المحافظين وحدهم لديهم خطّة" للبلاد.
لكن الرياح لم تجر كما يشتهي حزب العمّال الذي خسر تأييداً واسعاً بسبب موقفه الذي اعتبره البعض مؤيّداً لإسرائيل في الحرب بينها وبين حركة "حماس" في قطاع غزة.
واعتبر المتخصّص في أبحاث الرأي جون كيرتس في تحليل لصحيفة "آي" أن الحزب استفاد من "رغبة (الناخبين) في إلحاق الهزيمة بالمحافظين" أكثر من إظهارهم "الحماسة" تجاهه.
وأضاف "أن هذه النتائج لن تبدّد الانطباع الذي تكون منذ فترة طويلة بأن حزب العمّال يمضي قدماً للفوز في الانتخابات العامة المقبلة".
سوناك "ينقذ الموقف"
وإلى جانب لندن، تُعلن السبت نتائج ستة انتخابات محلية أخرى في مدن كبرى، من بينها مانشستر وليفربول.
وفي العاصمة الإنكليزية، يبدو رئيس البلدية العمّالي صادق خان الأوفر حظاً في مواجهة المرشّحة المحافظة سوزان هول، لكن من المتوقّع أن يكون الفارق بينهما أقل مما كان متوقّعاً، بحسب مصادر قريبة من المعسكرين.
وتمكّن خان الذي يسعى لولاية ثالثة من استقطاب بعض سكّان لندن بعد أن قام في آب (أغسطس) الماضي بتوسيع المنطقة حيث تفرض ضريبة على المركبات الأكثر تلويثاً. وتعهّدت منافسته بإلغاء هذا الإجراء في حال تم انتخابها.
ويأمل المحافظون الفوز في انتخابات رئاسة بلدية وست ميدلاندز، حيث من المتوقّع إعادة انتخاب مرشّحهم.
وتم بالفعل الإعلان عن أربع نتائج الجمعة، مع انتخاب ثلاثة رؤساء بلديات من حزب العمّال في إيست ميدلاندز ونورث إيست ويورك وشمال يوركشير، حيث تقع الدائرة الانتخابية لرئيس الوزراء، في ما احتفظ رئيس البلدية المحافظ بمقعده في تيز فالي.
ورحّب ريشي سوناك بهذا الانتصار وهنأ الفائز، معتبراً أن ذلك دليل على أن المحافظين لا يزال بإمكانهم تغيير الاتجاه قبل الانتخابات التشريعية.
وساهم ذلك، بحسب وسائل إعلام بريطانية، في تخفيف حدّة المعارضة لسوناك داخل حزب المحافظين في الوقت الحالي. وأكّدت صحيفة التايمز أن رئيس الوزراء "أنقذ الموقف".