اندلعت اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين خلال مسيرة مؤيدة للفلسطينيين في وسط العاصمة اليونانية أثينا اليوم الثلثاء، غداة شن الجيش الإسرائيلي هجوماً برياً وجوياً على جزء من شرق رفح بقطاع غزة.
ولوّح ما يربو على 300 شخص بالأعلام الفلسطينية واحتشدوا خارج مبنى البرلمان في أثينا.
وقال المحتج أنطونيس دافانيلوس، وهو متقاعد يبلغ من العمر 60 عاماً: "نحن هنا لإظهار تضامنا وسنقدم دعمنا عندما يطلب منا الفلسطينيون ذلك".
وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق مجموعة صغيرة من المتظاهرين الذين تسلقوا بوابة السفارة المصرية التي تقع مقابل البرلمان لكن الاشتباكات لم تستمر طويلا.
واليوم أيضاً، اشتبكت الشرطة الهولندية مع متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في العاصمة أمستردام، في أعقاب اقتحام قوات الأمن مخيما في جامعة أمستردام وفض احتجاج بالقوة.
وشوهد أفراد الشرطة وهم يمنعون المتظاهرين من المرور بجوار نصب المحرقة التذكاري في أثناء توجههم نحو وسط مدينة أمستردام.
وقالت شرطة أمستردام على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي إن قوات الأمن أغلقت جزءا من طريق رئيسي في وسط المدينة لأسباب أمنية.
وفي وقت سابق، تجمع حشد من عدة مئات ورددوا شعارات مناهضة للحرب على غزة، ونددوا بالعمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة.
وهتف المتظاهرون: "حرة، فلسطين حرة!"، و "في الاتحاد قوة".
وأظهرت منشورات ومقاطع مصورة للاحتجاج أن الشرطة استخدمت جرافة لإزالة حواجز نصبها المحتجون واحتجزت نحو 169 منهم في عملية تخللها اشتباكات اتسمت في بعض الأحيان بالعنف.
ودعا أعضاء بهيئة التدريس وموظفون في جامعة أمستردام، أغضبهم تصرف الشرطة، إلى احتجاج آخر بعد ظهر اليوم.
وقالت جماعة تطلق على نفسها اسم (علماء هولنديون من أجل فلسطين) في بيان: "تحدث الطلبة والموظفون عن استخدام الشرطة لرذاذ الفلفل والهراوات والكلاب البوليسية والجرافات لفض احتجاجهم بالقوة. ووقعت إصابات بسبب هذا العنف المفرط".
وأضافت: "نؤكد بحزم وبشكل لا لبس فيه على حق الطلبة والأكاديميين في تنظيم الاحتجاجات. ونستنكر اعتماد إدارة جامعة أمستردام على استخدام العنف بدلا من الحوار بشأن مطالب الطلاب المبررة".
وقالت جامعة أمستردام في بيان إن الاحتجاج الطلابي الذي بدأ بشكل سلمي بعد ظهر أمس الاثنين تحول إلى أعمال عدائية تضمنت اشتباكات وإطلاق ألعاب نارية وإحراق العلم الإسرائيلي.
وأضافت في البيان أن الجامعة قدمت قائمة ببرامجها المرتبطة بإسرائيل نزولا على رغبة المجموعات الطلابية لكن مجموعة أساسية من المحتجين لم ترض بذلك ورفضت المغادرة.
وجاء في البيان: "نأسف بشدة لأن الأمور مضت على هذا النحو. التظاهر مسموح به في الجامعة لكن دون تغطية الوجوه أو وضع الحواجز، ودون أن يكون في سياق الترهيب".
وقالت الشرطة في رسائل نشرتها الليلة الماضية على منصة "إكس" إنها اضطرت إلى التحرك لإنهاء الاحتجاج وتفكيك الخيام التي نصبها المحتجون لمخاطر تتعلق بالسلامة.
وأضافت أن المحتجين تجاهلوا طلبات من جامعة أمستردام ورئيس البلدية بمغادرة الحرم الجامعي.
وأطلقت الشرطة سراح جميع المحتجين المحتجزين باستثناء أربعة منهم وجهت لهم تهم ارتكاب أعمال عنف وإهانة أحد أفراد الشرطة.
وقالت متحدثة باسم الشرطة إن أحد أفرادها أصيب في أذنه، مضيفة أنه لا يزال من غير الواضح عدد المصابين المحتملين الآخرين.
وقالت الشرطة: "كان تدخل الشرطة ضروريا لاستعادة النظام. نرى الصور على وسائل التواصل الاجتماعي. وندرك أن تلك الصور قد تبدو عنيفة".
وقال وزير التعليم المنتهية ولايته روبرت ديكغراف إن الجامعات مكان للحوار والنقاش وإنه شعر بالحزن عندما شاهد تدخل الشرطة.
وبدأت الاحتجاجات الطلابية بشأن الحرب والعلاقات الأكاديمية مع إسرائيل بالانتشار في أنحاء أوروبا لكنها ظلت أقل حجما بكثير من تلك التي شهدتها الولايات المتحدة.
ودخلت الشرطة في باريس يوم الجمعة الماضي جامعة "سيانس بو" الفرنسية وأخرجت طلابا نشطاء احتلوا مبانيها.
ويريد أكثر من 100 طالب معتصمين في جامعة جنت في بلجيكا ضمن احتجاجات متعلقة بالمناخ وغزة تمديد الاعتصام حتى غدا الأربعاء.