حضّت الصين الثلثاء إسرائيل على "وقف مهاجمة رفح" بعدما أعلن الجيش الاسرائيلي أنه سيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان: "تدعو الصين إسرائيل إلى الاستجابة لمطالب المجتمع الدولي، ووقف مهاجمة رفح، وبذل كل ما في وسعها لتجنب كارثة إنسانية أكثر خطورة في قطاع غزة".
وأعربت الصين عن "قلقها البالغ من مباشرة إسرائيل عملية عسكرية برية على رفح".
وأضاف لين: "الحرب والعنف لا يمكنهما حل المشكلة بالكامل ولا يمكنهما الدفع باتجاه أمن فعلي".
السلطة الفلسطينية
ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية أن السلطة الفلسطينية طالبت الولايات المتحدة "بالتدخّل الفوري لمنع قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي باجتياح رفح وتهجير المواطنين منها".
وحذّر المتحدّث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة "من مخاطر هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير وارتكاب مجازر في رفح، ما يهدد حياة الملايين من الفلسطينيين ويدفع بالأمور إلى حافة الهاوية، إلى جانب السيطرة على المعابر الحدودية الفلسطينية، الأمر الذي سيضاعف من معاناة المواطنين وسيزيد من الحصار المفروض أصلا بمنع تحرك المواطنين وإخراج الجرحى، وستمنع تدفق المساعدات الإغاثية إلى أبناء شعبنا في قطاع غزة، ما ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة".
غوتيريش
طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إسرائيل بإعادة فتح معبري رفح وكرم أبو سالم "على الفور" للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، داعياً حكومة الدولة العبرية الى "وقف التصعيد".
وقال غوتيريش للصحافيين إن "إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم في الوقت عينه يضرّ بشكل خاص بالحالة الإنسانية اليائسة أساساً. يجب أن يعاد فتحهما على الفور"، محذّراً من أن "هجوماً واسعاً" على رفح المكتّظة بالسكّان سيكون عبارة عن "كارثة انسانية".
وحذّر غوتيريش من أنه في ظل هذه الظروف "نواجه على سبيل المثل خطر نقص الوقود هذا المساء".
وتابع "أدعو الحكومة الإسرائيلية الى وقف التصعيد والانخراط بشكل بنّاء في المباحثات الدبلوماسية الجارية"، داعياً الدولة العبرية والحركة الفلسطينية الى إظهار "شجاعة سياسية" للتوصّل إلى اتّفاق بشأن الهدنة.
وسأل "بعد مقتل أكثر من 1100 إسرائيلي خلال هجمات حماس في السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، ومقتل أكثر من 34 ألف فلسطيني في غزة، ألم نرَ ما فيه الكفاية؟... ألم يعاني المدنيون ما يكفي من الموت والدمار؟".
وأضاف "لا تخطئوا الظن: الهجوم الشامل على رفح سيكون عبارة عن كارثة إنسانية".
وجدّد غوتيريش تأكيد "عدم وجود أي مكان آمن في غزة"، مبدياً خشيته من سقوط "عدد لا يحصى من الضحايا المدنيين الإضافيين".
وأكّد أن "حتى أقرب أصدقاء إسرائيل واضحون: الهجوم على رفح سيكون خطأ استراتيجياً، كارثة سياسية، وكابوساً إنسانياً"، داعياً "كل من لديهم تأثير على إسرائيل، للقيام بكل ما يمكنهم للمساعدة على تجنّب مأساة أكبر حتى".
الاتحاد الاوروبي
من جهته، أفاد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم بأن من المرجح أن يؤدي الهجوم الإسرائيلي على رفح إلى مقتل المزيد من المدنيين، مضيفا أن إسرائيل تشنه رغم التحذيرات الصريحة ضده من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وقال بوريل للصحافيين: "الهجوم على رفح بدأ مجددا رغم كل طلبات المجتمع الدولي والولايات المتحدة والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، والجميع يطلب من (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو عدم الهجوم".
وتابع قائلا: "أخشى أن يتسبب هذا مرة أخرى في سقوط الكثير من الضحايا، بين المدنيين. مهما قالوا"، مضيفا: "لا توجد مناطق آمنة في غزة".
وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) أمس الاثنين موافقتها على اقتراح لوقف إطلاق النار في قطاع غزة قدمه وسطاء، لكن إسرائيل قالت إن الشروط لا تلبي مطالبها ومضت قدما في مهاجمة رفح بينما تخطط لمواصلة المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى اتفاق.
تركيا
وقال جودت يلماز نائب الرئيس التركي إنَّ شن إسرائيل عملية في مدينة رفح بقطاع غزة بعد يوم من قبول حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" اتفاقاً لوقف إطلاق النار يمثل جريمة حرب إسرائيلية جديدة.
وأضاف يلماز على منصة "إكس": "بشن هجوم بري على رفح بعد يوم واحد فقط من موافقة "حماس" على مقترح قطر ومصر لاتفاق بشأن وقف إطلاق النار، ترتكب إسرائيل جريمة حرب جديدة بالإضافة إلى تلك التي ترتكبها في الأراضي الفلسطينية منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر)".
وذكر أن أنقرة ستواصل العمل من أجل معاقبة القيادة الإسرائيلية قانونياً.
وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية التركية إن الهجمات الإسرائيلية البرية على مدينة رفح بقطاع غزة بعد يوم من موافقة حركة "حماس" على مقترح وقف إطلاق النار تظهر أن الحكومة الإسرائيلية لا تتصرّف بنية صادقة، مضيفاً أنه ينبغي لإسرائيل الانسحاب على الفور من المدينة.
مصر
في السياق، قالت وزارة الخارجية المصرية في بيان إنَّ مصر حذرت من أن العملية الإسرائيلية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة تهدد مصير الجهود المضنية المبذولة للتوصل إلى هدنة مستدامة داخل غزة.
الأردن
أدانت وزارة الخارجية الأردنية "إقدام إسرائيل على احتلال الجانب الفلسطيني من معبر رفح وإغلاقه أمام دخول المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة الذين يعانون كارثة إنسانية غير مسبوقة".
وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة سفيان القضاة إن "سيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلي على معبر رفح ومنعها دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وتوسيع عمليتها العسكرية العدوانية في مدينة رفح، يعد خرقاً فاضحاً لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وانتهاكاً صارخاً لجميع القيم الإنسانية، وسعياً لإفشال جهود التوصّل لوقف فوري لإطلاق النار، يجب على المجتمع الدولي بأكمله التصدي له ووقف".
الولايات المتحدة
قال متحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة أوضحت آراءها لإسرائيل فيما يتعلّق بعملية اجتياح بري كبيرة لمدينة رفح.
البرازيل
ندّدت البرازيل ببدء القوّات المسلّحة الإسرائيلية عمليات في مدينة رفح في قطاع غزة، وقالت إن ذلك ربما يقوّض جهود الوساطة والحوار الجارية.
وذكرت وزارة الخارجية البرازيلية في بيان في وقت متأخر مساء أمس الإثنين أن إسرائيل اختارت "تعمد تشديد الصراع في منطقة من المعلوم أن بها كثافة عالية من السكان المدنيين" متجاهلة دعوات من المجتمع الدولي، بما في ذلك من أقرب حلفائها.
وورد في البيان "مثل هذه العملية ربما تقوّض، علاوة على ذلك، جهود الوساطة والحوار الجارية".
ألمانيا
حذّرت ألمانيا من مغبّة شنّ "هجوم كبير" على رفح ودعت إلى إعادة فتح المعابر مع القطاع.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك عبر منصة "إكس": "أحذّر من شن هجوم كبير على رفح"، وأضافت "لا يمكن أن يتبخر مليون شخص ببساطة في الهواء. إنهم بحاجة إلى الحماية. إنهم بحاجة إلى مزيد من المساعدات الإنسانية بشكل عاجل... يجب إعادة فتح معبري رفح وكرم أبو سالم الحدوديين على الفور".
فرنسا
أعرب رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال الثلثاء مجددا عن "قلق" بلاده "إزاء الهجوم" الإسرائيلي على مدينة رفح في جنوب قطاع غزة.
وقال أتال خلال جلسة مساءلة للحكومة في الجمعية الوطنية: "مساء أمس (الاثنين)، دخلت القوات المسلحة الإسرائيلية رفح (...) حيث يوجد حاليا أكثر من مليون شخص. وأعرب رئيس الجمهورية (إيمانويل ماكرون) عن قلقه بشكل واضح للغاية في مواجهة هذا الهجوم، وقد قال ذلك بشكل مباشر لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".
وأضاف رئيس الوزراء الفرنسي: "نعم، الوضع الإنساني في غزة كارثي، ونعم، يجب دائما الحفاظ على المدنيين"، مذكرا بموقف باريس "المطالب بوقف فوري لإطلاق النار، والسعي لتحقيق السلام بكل الوسائل، وتجنب التصعيد في المنطقة والسماح بوصول المساعدات الإنسانية".
وحذّر أتال أيضا من "التنديد الانتقائي" الذي "يجب أن يتوقف من جانب أولئك الذين يرفعون صوتهم دائما ضد إسرائيل، ولكنهم لا صوت لهم في مواجهة حماس وانتهاكاتها" و"الذين يسعون دائما إلى تأجيج الجمر، وتنظيم اعتصامات وتظاهرات أمام الجامعات، ولا يتحدثون أبدا عن رهائننا، ولا يتحدثون أبدا عن إسرائيل".