قتل ثلاثة أشخاص على الأقل وأصيب ثمانية آخرون السبت في ضربة أوكرانية على مطعم في مدينة دونيتسك التي تحتلها موسكو بالمنطقة التي تحمل الاسم نفسه في شرق أوكرانيا.
وقال مسؤول السلطات الروسية في المنطقة دنيس بوشيلين على "تلغرام" إن "مطعم بارادايز الواقع في منطقة كيروفسكي بمدينة دونيتسك أصيب بشكل مباشر، وقُتل ثلاثة مدنيين".
وأضاف: "في الوقت الراهن، علمنا بسقوط ثمانية جرحى"، موضحا أن القوات الأوكرانية استخدمت قاذفتي صواريخ أميركيتين على الأقل من نوع "هيمارس".
أعلنت وزارة الدفاع الروسية السبت أنها تصدت لسلسلة من الهجمات الأوكرانية على أراضيها باستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ.
وأضافت الوزارة في بيان عبر "تلغرام" أن قواتها أسقطت 21 صاروخا و16 طائرة مسيرة في مناطق بيلغورود وكورسك وفولغوغراد الروسية.
في المقابل، تمّ إجلاء مئات الأشخاص من المناطق المحاذية للحدود الروسية في منطقة خاركيف الأوكرانية، حسبما أفاد الحاكم الإقليمي أوليغ سينيغوبوف السبت، غداة بدء موسكو شنّ هجوم برّي فيها.
وقال سينيغوبوف على منصات التواصل الاجتماعي: "تمّ إجلاء ما مجموعه 1775 شخصاً"، مشيرا الى أن هجمات بالمدفعية وقذائف الهاون طالت 30 بلدة في المنطقة خلال الساعات الـ24 الماضية.
واضطر سكان بلدة فوفتشانسك الحدودية الأوكرانية لإخلاء منازلهم يوم الجمعة ليواجهوا مستقبلا غامضا، في حالة من الإحباط والغضب من هجوم بري بمدرعات شنته قوات روسية تحاول ضمان موطئ قدم جديد.
وجمع مسؤولون العشرات من سكان بلدة فوفتشانسك وقرى محيطة بها أثناء فترات من توقف القتال واقتادوهم إلى مكان غير معلوم حيث انتظروا حافلات لنقلهم إلى مواقع آمنة.
وقال فاليري دوبسكي (60 عاما)، إنه لم يأكل منذ 24 ساعة. وحتى جلب مياه الآبار كان مستحيلا في ظل سيل من إطلاق النار المتواصل.
وجمع متطوعون قوائم بأسماء من تم إجلاؤهم. وتم توزيع وجبات في علب من البلاستيك.
وقال أولكسي خاركيفسكي، المسؤول في شرطة الدوريات في فوفتشانسك، إن القوات الروسية عازمة على ما يبدو على تدمير البلدة.
وأضاف: "في غضون 24 ساعة، من المحتمل تسجيل مئات من ضربات المدفعية والألغام وتفجير العشرات من القنابل العنقودية".
وحقّقت القوات الروسية تقدّماً محدوداً في المنطقة الحدودية التي استعادتها أوكرانيا قبل نحو عامين بعد سيطرة قوات موسكو على مساحات واسعة منها.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة إنّ "معارك عنيفة" تجري على "طول خطّ الجبهة" في منطقة خاركيف التي تقع في معظمها تحت سيطرة قواته منذ أيلول (سبتمبر) 2022.
وفي السياق، قال مسؤول عسكري أوكراني كبير إنّ القوات الروسية تقدّمت كيلومتراً واحداً داخل أوكرانيا حيث تحاول "إنشاء منطقة عازلة" في خاركيف وفي منطقة سومي المجاورة لمنع شنّ هجمات على الأراضي الروسية.
وكان مسؤولون في كييف يحذرون منذ أسابيع من أنّ موسكو قد تحاول شنّ هجوم على المناطق الحدودية الشمالية الشرقية، مشيرين إلى تفوّقها في وقت تعاني أوكرانيا من تأخّر وصول المساعدات الغربية ونقص الجنود.
وقال الجيش الأوكراني إنّه نشر المزيد من الجنود، بينما أشار زيلينسكي إلى أنّ قواته كانت تستخدم المدفعية والمسيّرات لمواجهة التقدّم الروسي.
وأضاف أنّه "تمّ نشر وحدات الاحتياط لتعزيز الدفاع في هذه المنطقة الواقعة على الجبهة".
من جهته، قال معهد دراسة الحرب الجمعة إنّ روسيا حقّقت "مكاسب كبيرة من الناحية التكتيكية".
وأضاف المعهد الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقرا، أنّ الهدف الرئيسي للعملية هو "استدراج القوة البشرية الأوكرانية والعتاد من قطاعات مهمة على الجبهة في شرق أوكرانيا"، مشيرا الى أنّها لا تبدو "هجوماً واسع النطاق لتطويق خاركيف والاستيلاء عليها".
لوغانسك
من جهة ثانية، قال حاكم عينته روسيا لمنطقة لوغانسك إن هجوما أوكرانيا في وقت متأخر من يوم الجمعة أسفر عن مقتل ثلاثة وإصابة ثمانية واندلاع حريق كبير في مستودع لتخزين النفط بالمنطقة الأوكرانية التي احتلتها روسيا.
وقال الحاكم ليونيد باسيشنيك عبر تيليغرام إن ثمانية أشخاص ما زالوا في المستشفى بعد الهجوم الذي وقع في بلدة روفينكي، على بعد 60 كيلومترا من مركز منطقة لوغانسك. وأصيب ستة بجروح جراء الانفجار بينما عانى اثنان نتيجة استنشاق الدخان.
وهذا هو الهجوم الثاني من نوعه خلال ثلاثة أيام. وأدى هجوم على مستودع للنفط في مدينة لوغانسك يوم الأربعاء إلى إصابة خمسة.
وأشار باسيشنيك إلى أن أوكرانيا استخدمت في الهجومين أنظمة الصواريخ التكتيكية العسكرية "إيه.تي.إيه.سي.إم.إس" زودتها بها الولايات المتحدة، دون أن يقدم دليل على ذلك.
ولم يصدر تعليق بعد من المسؤولين الأوكرانيين.
تسيطر القوات الروسية على معظم منطقة لوغانسك، وليس عليها بالكامل، وهي واحدة من المناطق الأربع التي أعلنت روسيا في 2022 ضمها بعد شن غزو واسع النطاق على أوكرانيا.
ونشر مدونون أوكرانيون وقنوات على تيليغرام تقارير عن الهجوم ونشروا صورا لحريق كبير.