أعلن قائد القوات الجوية الأوكرانية اليوم الأحد أن سلاح الجو دمر كل الطائرات المسيرة الهجومية التي أطلقتها روسيا الليلة الماضية وعددها 37.
وأضاف القائد: "نتيجة لمعركة ضد الطائرات، تم إسقاط إجمالي 37 طائرة من طراز شاهد في مناطق كييف وأوديسا وميكولايف وسومي وفينيتسا وجيتومير وتشيركاسي وخيرسون".
وقال أوليه كيبر حاكم منطقة أوديسا عبر تطبيق "تلغرام" إنه تم تدمير 20 طائرة مسيرة في المنطقة.
وجاء في منشور كيبر: "تعرض مبنى إداري في منطقة أوديسا لأضرار بسبب سقوط الحطام. وفي (مدينة) أوديسا، سقط الحطام في ساحة بمنطقة سكنية. ولحسن الحظ، لم تقع إصابات".
ولم ترد أنباء عن وقوع أضرار أو خسائر بشرية من قبل السلطات العسكرية والمدنية في مناطق أخرى.
كما قال بيان للبحرية الأوكرانية اليوم إن القوات الأوكرانية دمرت كاسحة ألغام تابعة للأسطول الروسي في البحر الأسود.
وجاء في البيان المنشور عبر تطبيق "تلغرام": "دمرت قوات الدفاع الأوكرانية الليلة الماضية كاسحة الألغام بروجيكت 266-إم كوفروفتس التابعة لأسطول البحر الأسود الروسي".
في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم الأحد إن الدفاعات الجوية أسقطت 103 طائرات مسيرة أوكرانية و12 صاروخا من طراز "أتاكمز" أميركية الصنع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وذكرت وكالة "إنترفاكس للأنباء" أن مصفاة سلافيانسك للنفط بمنطقة كراسنودار في جنوب روسيا أوقفت عملياتها اليوم الأحد عقب هجوم أوكراني كبير بالطائرات المسيرة.
وقالت السلطات المحلية في وقت سابق اليوم إن ست طائرات مسيرة تحطمت في موقع المصفاة خلال هجوم شنته أوكرانيا الليلة الماضية.
وسلافيانسك مصفاة خاصة تبلغ طاقتها الإنتاجية أربعة ملايين طن من النفط سنويا، أي ما يعادل نحو مليون برميل يوميا.
مقتل 4 على الأقل
قال مسؤول أوكراني إن غارات جوية روسية أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل وإصابة 16 آخرين في منطقة ترفيهية على مشارف مدينة خاركيف بشمال شرق أوكرانيا اليوم الأحد.
وأعلن رئيس بلدية خاركيف إيهور تيريخوف عن هذا العدد من القتلى والمصابين.
وقال عبر تطبيق "تلغرام": "وقعت الانفجارات التي دوت أصواتها في خاركيف ظهر اليوم تقريبا في ضاحية قريبة. وأصاب صاروخان روسيان مركزا ترفيهيا حيث كان الناس مسترخين، مما أسفر عن مقتل خمسة وإصابة 16 آخرين".
وشاهد مراسلون لـ"رويترز" منطقة ترفيهية مدمرة بعد ما قالت فرق الإنقاذ في الموقع إنه انفجار قوي أعقبه بنحو 15 إلى 20 دقيقة هجوم ثان "مزدوج".
خشية من هجوم روسي أوسع
وأعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن خشيته من أن يكون الهجوم البري الذي بدأته روسيا في العاشر من أيار (مايو) في منطقة خاركيف مجرد تمهيد لهجوم أوسع نطاقاً في الشمال والشرق.
شنت القوات الروسية التي حققت تقدمًا طفيفًا في الأشهر الأخيرة في الأراضي الأوكرانية، هجومًا مفاجئًا على منطقة خاركيف الأوكرانية، محققة أكبر مكاسبها منذ 18 شهرًا.
وفي أول مقابلة مع وسيلة إعلام أجنبية مذ بدأت موسكو هجومها في خاركيف، قال زيلينسكي إنّ القوّات الروسيّة توغّلت ما بين خمسة إلى عشرة كيلومترات على طول الحدود الشماليّة الشرقيّة قبل أن توقفها القوّات الأوكرانيّة.
وأضاف: "لقد أوقفناهم... لن أقول إنّه نجاح (روسي) كبير، لكن علينا أن نقرّ بأنّهم هم من يتوغّلون في أرضنا، وليس العكس".
وإذ أشار إلى أنّ الوضع لم "يستقرّ" بعد، قال: "رغم ذلك فإنّ الوضع تحت السيطرة وأفضل من اليوم الأوّل" للهجوم، وذلك بفضل التعزيزات المنتشرة.
وسبق لموسكو أن سيطرت على أجزاء واسعة من هذه المنطقة في المراحل الأولى للغزو، قبل أن تستعيدها كييف.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة أن هدف الهجوم الجديد هو إقامة "منطقة عازلة" في مواجهة هجمات أوكرانية على الأراضي الروسية، مشيرا الى عدم نية قواته غزو مدينة خاركيف.
في سياق منفصل، اتهمت موسكو السبت كييف بمهاجمتها بقنابل من طراز "هامر" الفرنسية الموجهة وصواريخ من طراز "هارم" الأميركية المضادة للرادار في منطقة بيلغورود الروسية على حدود أوكرانيا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان: "أُحبِطت محاولة من جانب نظام كييف لشن هجمات إرهابية باستخدام قنابل هامر فرنسية الصنع وصواريخ هارم المضادة للرادار أميركية الصنع ضد أهداف على الأراضي الروسية".
وأوضحت أنه بين الساعة 9,20 و9,30 صباحا بتوقيت غرينتش السبت "دمرت أنظمة الدفاع الروسية المضادة للطائرات أربع قنابل موجهة وصاروخين مضادين للرادار فوق منطقة بيلغورود".
فرار 10 آلاف شخص
أقرّ زيلينسكي بأنّ ثمّة نقصا في عديد القوات الأوكرانيّة وبأنّ هذا يؤثّر في معنويّات الجنود، في وقت يدخل قانون جديد للتعبئة حيّز التنفيذ السبت لتعزيز صفوف الجيش.
وقال زيلينسكي: "علينا ملء الاحتياطات... ثمّة عدد كبير من الألوية الفارغة".
ومع عدم ظهور نهاية للحرب في الأفق، يكافح الجيش الأوكراني في التجنيد فيما يشعر الجنود بالإرهاق والغضب بسبب عدم التناوب.
ويحارب كثير من الجنود الأوكرانيين منذ أكثر من عامَين دون إمكانية تسريحهم.
وفي نيسان (أبريل)، وقّع زيلينسكي قانونًا مثيرًا للجدل يدخل حيز التنفيذ السبت ويخفض سن التعبئة من 27 إلى 25 عامًا، ما يرفع عدد الرجال المؤهلين للقتال.
واعتبر زيلينسكي أنّ الأمر بات بالنسبة إلى أوكرانيا وحلفائها الغربيّين متعلّقا بعدم إظهار ضعف، مطالبا بنظامين باتريوت مضادّين للطائرات من أجل الدفاع عن سماء المنطقة والجنود الذين يدافعون عنها.
وقال زيلينسكي إنّ أوكرانيا ليس لديها سوى ربع أنظمة الدفاع الجوّي التي تحتاجها، مضيفا أنّها تحتاج أيضا 120 إلى 130 طائرة مقاتلة من طراز إف-16 لمواجهة القوّة الجوّية الروسيّة.
في منطقة خاركيف، أعلنت روسيا السبت أنها سيطرت على قرية قرب فوفشانسك. وقالت وزارة الدفاع الروسية: "حررت وحدات من مجموعة القوات الشمالية قرية ستاريتسيا في منطقة خاركيف وواصلت تقدمها في عمق دفاعات العدو".
واضطر نحو 10 آلاف شخص للفرار من منازلهم في منطقة خاركيف بشمال شرق أوكرانيا مذ بدأت روسيا هجومها البري المباغت، وفق ما أفاد مسؤول محلي في وقت سابق السبت.
وقال حاكم المنطقة أوليغ سينيغوبوف إن "ما مجموعه 9907 أشخاص تم إجلاؤهم" منذ بدء الهجوم.
وقُتل مدنيان يبلغان 70 و83 عامًا أثناء مغادرتهما فوفشانسك بالسيارة، على ما أفاد المدعي العام الإقليمي في خاركيف.
وأوضح سينيغوبوف أن القوات الأوكرانية صدّت ليل الجمعة السبت محاولتين روسيتين لخرق خطوط التماس، مؤكدا أن الوضع "تحت السيطرة... المدافعون يشنّون هجمات وعمليات تمشيط في بعض المناطق".
وكان سينيغوبوف قال الجمعة إن القوات الروسية بدأت بتدمير المدينة التي يبقى فيها 200 شخص فقط من سكانها بعدما فرّ الآخرون بسبب القصف.
واتهم مسؤولون أوكرانيون الجيش الروسي باعتقال عشرات المدنيين واستخدامهم "دروعًا بشرية" لحماية مقرّ عسكري، وهو ما لم تتمكن وكالة فرانس برس من التحقق منه على الفور.
استهداف مدنيين
وقالت أوكرانيا إن قصفا روسيا استهدف المدنيين في مدينتين بمنطقة خاركيف بشمال شرق البلاد، السبت.
وقال ممثلو ادعاء أوكرانيون إنهم يحققون في غارة جوية روسية على منطقة سكنية في خاركيف باعتبارها جريمة حرب محتملة. وكانت الغارة قد تسببت في إصابة ستة مدنيين بينهم طفلة (13 عاما) وفتى (16 عاما).
وتنفي موسكو استهداف المدنيين عمدا، لكن آلافا قتلوا وجرحوا منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في شباط (فبراير) 2022.
تقدم العدو
يرى محللون عسكريون أن الهجوم على خاركيف قد يهدف إلى استنزاف القوات والموارد الأوكرانية بشكل أكبر مع حشد روسيا مزيدا من قواتها البشرية وذخائرها.
وسيطرت روسيا على 278 كيلومترًا مربعًا بين 9 أيار (مايو) والخامس عشر منه في شرق أوكرانيا ولا سيما في منطقة خاركيف في أكبر اختراق لها منذ سنة ونصف سنة، على ما أظهر الخميس تحليل أجرته وكالة فرانس برس استنادًا إلى بيانات للمعهد الأميركي لدراسة الحرب (ISW).
وقال قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي إن روسيا تحاول إجبار أوكرانيا على سحب مزيد من القوات من احتياطياتها.
وأوضح: "ندرك أنه سيكون هناك قتال عنيف في المستقبل وأن العدو يستعدّ له".
وأكّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في رسالته اليوميّة للأوكرانيّين مساء السبت، أنّ روسيا تدفع ثمنا باهظا لتقدّمها، وأنّها لم تتمكّن من المضي قدمًا بالسرعة التي كانت تتوقّعها.
وأضاف: "إنّ الغزاة يفقدون مُشاتهم ومعدّاتهم، إنّها خسارة كبيرة". وشدّد على أنّ روسيا "عوّلت على تقدّم سريع في أراضينا"، مثلما حدث عندما شنت غزوها عام 2022.