تصوت الأمم المتحدة الخميس على قرار يجعل 11 تموز (يوليو) يوما عالميا لإحياء ذكرى الإبادة الجماعية في سربرنيتسا في البوسنة.
وتعتبر المذبحة التي ارتكبتها قوات صرب البوسنة في تموز (يوليو) 1995 بحق الرجال والفتيان المسلمين خلال الحرب الدامية في البلاد، أسوأ الفظائع التي شهدتها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وأصبحت رمزا "للتطهير العرقي".
في ما يأتي التسلسل الزمني للأحداث.
1992-1995: حصار سربرنيتسا
بعد وقت قصير من بدء حصار العاصمة ساراييفو في بداية حرب البوسنة في نيسان (أبريل) 1992، طوقت قوات صرب البوسنة مدينة سربرنيتسا ذات الأغلبية المسلمة في شرق البوسنة.
كما سيطرت قوات صرب البوسنة على بلدات أخرى في حوض نهر درينا (شرق) بمساعدة جماعات شبه عسكرية جاءت من صربيا المجاورة.
وفي نيسان (أبريل) 1993، ومع تعرض المدينة لنيران الدبابات والمدفعية، أعلن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن سربرنيتسا "منطقة آمنة" تحت حماية قوات الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو).
لكن في تموز (يوليو) 1995، اجتاحت قوات صرب البوسنة مواقع قوات حفظ السلام، واحتجزت حوالي 30 جنديا هولنديا رهائن.
وفي 11 تموز، استولى جيش صرب البوسنة بقيادة راتكو ملاديتش على سربرنيتسا، ما أدى إلى فرار عشرات الآلاف من اللاجئين إلى مجمع القوات الهولندية في بوتوكاري على مشارف المدينة.
وانسحبت قوات حفظ السلام وآلاف اللاجئين، معظمهم من النساء والأطفال، إلى قاعدة الأمم المتحدة.
تموز 1995: المجزرة
أمر ملاديتش بإجلاء جميع المدنيين، بما في ذلك النساء والأطفال والمسنين، بينما تم احتجاز جميع الرجال في سن القتال.
وفي الأيام التالية، قتلت قوات صرب البوسنة أكثر من 8,000 رجل وفتى مسلم بشكل منهجي ودفنت جثثهم في مقابر جماعية.
أخرجت قوات الصرب فيما بعد العديد من الجثث وأعادت دفنها في قبور أخرى لمحاولة إخفاء الأدلة.
ويروي الناجون حكايات مروعة عن القتل والتعذيب والاغتصاب على أيدي قوات صرب البوسنة، وجهت على أساسها المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة اتهامات لملاديتش وزعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كاراديتش بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب.
وحتى الآن، تم التعرف على حوالي 7,000 من ضحايا المذبحة ودفنهم - 6,751 في مقبرة بوتوكاري و250 في مقابر أخرى بمنطقة سربرنيتسا. ولا يزال نحو 1200 شخص في عداد المفقودين، بحسب معهد الأشخاص المفقودين في البوسنة والهرسك.
إدانات بارتكاب إبادة جماعية
في 21 تشرين الثاني (نوفمبر) 1995، انتهت الحرب بإبرام اتفاقيات دايتون التي تم التوصل إليها تحت ضغط دولي.
وتقسم الاتفاقات البوسنة إلى كيانين، جمهورية صرب البوسنة واتحاد البوسنة المسلم-الكرواتي، ويتمتع كل منهما بدرجة كبيرة من الحكم الذاتي وتوحدهما مؤسسات مركزية ضعيفة.
هرب كاراديتش وملاديتش ولم يتم القبض عليهما إلا في عامي 2008 و2011 على التوالي.
وتمت محاكمتهما بشكل منفصل في لاهاي وحكم عليهما بالسجن مدى الحياة بتهمة الإبادة الجماعية وجرائم أخرى.
وإجمالا، أصدرت محاكم في لاهاي وساراييفو والعاصمة الصربية بلغراد أحكاما بحق نحو 50 شخصا بتهم جرائم تتعلق بمذبحة سربرنيتسا.