ارتفعت حصيلة الضربة الروسية على متجر في خاركيف في شرق أوكرانيا إلى 16 قتيلاً الأحد، وفق ما أعلن الحاكم الإقليمي، في ما تواصل فرق الإنقاذ البحث عن الجثث تحت الأنقاض المتفحّمة.
وأفاد حاكم خاركيف أوليغ سينيغوبوف على تلغرام "للأسف، تم تسجيل 16 قتيلاً حتى الآن"، بينما أصيب 43 شخصا بجروح.
استهدفت الضربات الروسية متجر "إيبيتسنتر" السبت وأدت إلى اندلاع حريق هائل جعل من الصعب التعرف على جثث الضحايا.
وأفادت الشرطة بأنه تم التعرّف على هويات ستة من القتلى بينهم فتاة تبلغ 12 عاماً كانت تزور المدينة، فيما ما زال عدد من الأشخاص مسجّلين كمفقودين.
وطلبت الشرطة من الأقارب تقديم عيّنات الحمض النووي للمساعدة في التعرّف على الجثث داخل المتجر المدمّر شمال شرق المدينة.
وأكد سينيغوبوف في وقت سابق أن شخصين من بين القتلى كانا يعملان في المتجر.
وأظهر تسجيل مصوّر نشرته الشرطة الموظفين والمتسوّقين داخل المتجر قبل وقوع انفجار أعقبه تطاير للشظايا والظلام.
وقال وزير الداخلية الأوكراني إيغور كليمنكو "استغرقت السيطرة على الحريق 16 ساعة كانت أشبه بجحيم".
وروت عاملة نظافة في المتجر كيف نجت من القصف. وأوضحت لـ"فرانس برس": "جرى كل شيء بشكل مفاجئ. لم نفهم بداية، أغرق الظلام كل ما كان حولنا وتساقط كل شيء على رؤوسنا".
وأشارت الى أنها استخدمت المصباح في هاتفها النقال لتتمكن من الفرار من المتجر "لكن كل شيء كان يحترق".
أدان الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي الهجوم الذي طال هدفاً "مدنياً بشكل واضح".
وقال "وحدهم المجانين أمثال بوتين هم القادرون على قتل وترهيب الناس بطريقة دنيئة كهذه"، في إشارة إلى الرئيس الروسي الذي أمر قواته بغزو أوكرانيا في شباط (فبراير) 2022.
تقع خاركيف، ثاني كبرى المدن الأوكرانية على بعد عشرات الكيلومترات من الحدود وتتعرّض مراراً إلى هجمات صاروخية روسية.
من جهتها، نقلت وكالة "تاس" الروسية الرسمية عن مصدر أمني روسي أن ضربة صاروخية دمرت "مستودعاً عسكرياً ومركز قيادة" في المبنى.
قرية جديدة
أعلنت روسيا الأحد السيطرة على قرية جديدة في شرق أوكرانيا في سياق مواصلة تقدّمها البطيء في هذا القطاع من الجبهة، والذي تكاد تتركز فيه المعارك رغم هجوم روسي آخر في الشمال الشرقي.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في تقريرها اليومي إن "وحدات مجموعة القوات الغربية حررت قرية بيريستوفي (...) إثر عمليات قتالية ناجحة".
تقع هذه القرية على الحدود بين منطقتي خاركيف ولوغانسك، جنوب شرق مدينة كوبيانسك، أحد الاهداف الروسية في هذا القطاع.
الجيش الاوكراني
وأعلن الجيش الأوكراني أن قواته دمرت 12 صاروخا و31 طائرة مسيرة أطلقتهم روسيا خلال الليل.
وشهد الأسبوع الماضي تصاعدا في الهجمات على المدينة بعد أن اقتحمت القوات الروسية الحدود وفتحت جبهة جديدة شمالي المدينة.
وقصفت روسيا خاركيف، التي تقع على بعد حوالي 30 كيلومترا من حدودها طوال الحرب ووصلت إلى ضواحيها في محاولة فاشلة للاستيلاء عليها في عام 2022.
ووجّه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نداء لحلفاء أوكرانيا الغربيين للمساعدة في تعزيز الدفاعات الجوية للحفاظ على مدن البلاد آمنة.
مقتل 4 في هجمات على بيلغورود
في المقابل، ذكر الحاكم الإقليمي فياتشيسلاف غلادكوف أن "الهجمات الأوكرانية التي وقعت أمس السبت أسفرت عن مقتل أربعة من السكان في منطقة بيلغورود بجنوب روسيا".
وقال غلادكوف على تطبيق تليغرام إن ثلاثة أشخاص قتلوا في قرية أوكتيابرسكي في هجوم بعدة صواريخ. وأضاف أن رجلا توفي بعد نقله إلى المستشفى.
وتابع أن 12 شخصا أصيبوا في واقعتي قصف، من بينهم طفل.
وفي قرية دوبوفوي، أدى هجوم إلى مقتل امرأة تعمل في حديقتها.
وتابع غلادكوف أن بلدة شيبيكينو المتاخمة للحدود الأوكرانية تعرضت في وقت لاحق للقصف، حيث لحقت أضرار بنوافذ وأسطح العديد من المنازل.
ولفت في وقت لاحق إلى أن وحدات الدفاع الجوي اعترضت ودمرت 29 هدفا محمولا جوا.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية أيضا إن وحدات الدفاع الجوي اعترضت ودمرت طائرة مسيرة أوكرانية فوق منطقة كورسك المجاورة.
ولم تتمكن وكالة "رويترز" من التأكد بشكل مستقل من روايات ساحة المعركة.
ونادرا ما تعلق أوكرانيا على الهجمات المتكررة على مناطق جنوب روسيا عبر حدودها.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق هذا الشهر إن توغل القوات الروسية في منطقة خاركيف يهدف إلى إنشاء "منطقة عازلة" لمنع الهجمات عبر الحدود على بيلغورود ومناطق أخرى.