النهار

11 سيناريو أسود يستعد لها الجيش الفرنسي بحلول 2030
موناليزا فريحة
المصدر: النهار العربي
عندما فجر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قنبلته في شباط (فبراير) الماضي بخصوص عدم استبعاده ارسال قوات إلى أوكرانيا، بقوله: "سنفعل كل ما ينبغي حتى لا تتمكن روسيا من الانتصار في هذه الحرب"، سارع قصر الإليزيه إلى تدارك الأمر، مشيراً إلى أن كلامه فهم بشكل خاطئ، وأن المقصود هو الدفاع السيبيراني وإنتاج الأسلحة.
11 سيناريو أسود يستعد لها الجيش الفرنسي بحلول 2030
عن مجلة "إكسبريس".
A+   A-

 عندما فجر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في شباط (فبراير) الماضي مفاجأة بعدم استبعاده إرسال قوات إلى أوكرانيا، وقوله "سنفعل كل ما ينبغي حتى لا تتمكن روسيا من الانتصار في هذه الحرب"، سارع قصر الإليزيه إلى تدارك الأمر، مشيراً إلى أن كلامه فهم بشكل خاطئ، وأن المقصود هو الدفاع السيبراني وإنتاج الأسلحة.
 
ومع ذلك، تردد صدى كلام ماكرون في عواصم غربية، ناهيك عن موسكو نفسها، وترك الكثير من الأسئلة عالقة، وخصوصاً بعدما عاد وحذر في 14 آذار (مارس) من "أننا إذا تركنا أوكرانيا وحدها... فإن روسيا ستهدد بالتأكيد مولدافيا ورومانيا وبولونيا".
 
وبعيداً من التصريحات، يبدو أن فرنسا تستعد فعلياً منذ فترة طويلة لاحتمالات الدخول في حرب. ويضع مركز التخطيط ومراقبة العمليات (CPCO) التابع للجيش خططاً استعداداً لنشوب نزاع مسلح، وينفذ مركز عقيدة القيادة والتعليم (CDEC) المهمة نفسها.
 
 
 
 
 
 
وفي سياق الاستعدادات أيضاً، تمول الجيوش الفرنسية الثلاثة منذ عام 2021، مرصد الصراعات المستقبلية، الذي يضم اتحاداً بحثياً حول التهديدات حتى عام 2040. ونفذ الجيش الفرنسي بين شباط (فبراير) وأيار (مايو) 2023 عملية "أوريون" وهي مناورة ضخمة شارك فيها نحو 12 ألف عسكري في نحو 20 منطقة، تحاكي مواجهة عدوان من دولة تشبه روسيا وقوة مرتزقة تعمل على نسق "فاغنر".
 
تشكل دروس حرب أوكرانيا خلفية أساسية لاستعدادات الجيش الفرنسي التي لا تغيب عنها أيضاً انعكاسات السياسة الخارجية للولايات المتحدة. وأمضت الصحافية الفرنسية ألكسندرا سافيانا سنة في لقاءات مع استراتيجيين مكلفين وضع تصورات للردود المتسلسلة الأكثر تدميراً لأي هجوم على فرنسا لتخلص في كتابها "السيناريوات السوداء للجيش الفرنسي" إلى 11 نزاعاً كارثياً يلوح في الأفق حتى 2030.
 
"سيناريوات سيئة"
وفي حديث لـ"النهار" تقول إن "السيناريو الأسوأ سيكون عملياً انتخاب شخصية مثل دونالد ترامب (أو اعادة انتخاب ترامب نفسه) يميل إلى الانعزالية ويفضل إهمال أوروبا للتركيز على الصين وحدها"، وهو ما سيجبر فرنسا على تحمل مزيد من الأعباء في التزامها العسكري.
 
ويشغل سيناريو أسود آخر الأجهزة الاستخباراتية الفرنسية حالياً ويكمن في حصول هجوم خلال الألعاب الأولمبية.
 
للوهلة الأولى تبدو سيناريوات الحروب التي تحددها الكاتبة بعيدة عن الواقع، وخصوصاً أن بعض الجبهات المفترضة لا ينذر، أقله حالياً، بتدهور يبلغ حد الحرب، فيما تبدو جبهات أخرى محتملة بعيدة عن أن تشكل تهديداً يتطلب تدخل الجيش الفرنسي، إلا أن سافيانا تقول إنها تستند في عملها إلى أبحاث مكثفة ولقاءات مع خبراء جيوسياسيين وعسكريين لتنسج بالتفصيل سيناريواتها الـ11 لتهديدات وتحديات استراتيجية تواجهها بلادها.
 
المعالم الأولى لهذه "الخريطة" السوداء كانت مع ملف لمجلة "إكسبريس" في آذار (مارس) 2023 عندما كان قانون البرمجة العسكرية الفرنسي يناقش في البرلمان. في ذلك الملف، أجرت المجلة مقابلات مع خبراء لسؤالهم عما يمكن أن يفعله الجيش بالموازنة الحالية، في مواجهة تهديدات وشيكة وذات صدقية.
 
في حينه، خلص تحقيق المجلة إلى 6 سيناريوات. وتقول سافيانا: "كتابي هو امتداد للتحقيق الماضي يشمل تعديلات فرضتها التطورات الراهنة والمشهد الجيوسياسي الراهن".
 
التقت سافيانا أكثر من 106 خبراء، امتنعت عن ذكر هوية البعض بسبب مهماتهم الحساسة. ولجأت أيضاً إلى أساليب المحاكاة الحربية التي يتدرب عليها الجيش، وشملت معارك وقعت بالفعل، لتكييفها مع الصراعات الحالية . 
 
التهديد الأكثر إلحاحاً
وما هو السيناريو الذي تعتقد أنه يشكل التهديد الأكثر إلحاحاً للأمن العالمي؟ تقول: "وضعت سيناريواتي مع الخبراء الذين أجريت معهم مقابلات، بناء على مبدأ حدده مهندس عسكري أميركي هو قانون مورفي الذي يقول إنه إذا كان هناك احتمال حدوث خطأ ما فسوف يحدث... ولذلك من الصعب جداً إعطاء إجابة محددة، رغم أن أحد القواسم المشتركة للعمل لم يحدث بعد. ففي العديد من السيناريوات، أتصور أن إعادة انتخاب دونالد ترامب للبيت الأبيض في تشرين الثاني 2024 ستخلق حالة من عدم الاستقرار الذي يشجع القوى على الانخراط في الصراع". 
 
 
 
 
 
 
ووفقاً لجميع الخبراء تقريباً، تقول إن السيناريو المظلم الحقيقي للجيش الفرنسي يتمثل في فوز مرشح انعزالي في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2024.
 
وهل فاجأتها أيّ من النتائج التي توصلت إليها أثناء بحثها، تقول: "صدمت بتنوع مناطق الصراع التي استكشفتها الجيوش: الشرق الأوسط، وأوروبا، والمحيط الهادئ، ولكن أيضاً الفضاء أو الفضاء الإلكتروني. ميادين الصراع متنوعة، والجيوش تستعد لها. والهدف ليس التنبؤ بكل الصراعات - وهو أمر لا يستطيع أحد القيام به - بل الاستعداد على أفضل وجه ممكن للتعامل معها عند حدوثها".
 
****
 
السيناريوات الـ11 المفترضة
- سيناريو تغزو فيه روسيا دول البلطيق في آذار 2029
-حرب بين الجزائر والمغرب في كانون الأول (ديسمبر) 2025 
-سقوط دولة مالي في قبضة الجهاديين   
-حصار صيني لتايوان
- ضربة عسكرية إسرائيلية في أيار (مايو) 2026
-عمليات تركية في شرق البحر الأبيض المتوسط
- هجمات إلكترونية واسعة النطاق تستهدف البنية التحتية الحيوية في فرنسا.
-هجمات إرهابية داحل فرنسا
-اضطرابات أهلية وتمرد في الأقاليم الفرنسية ما وراء البحار
- انهيار آليات الاستجابة العسكرية والمدنية في حال تفشي جائحة شديدة 
-أزمات انسانية ناجمة عن تغير المناخ تؤدي إلى عمليات إنسانية واسعة النطاق.

 

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium