دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الأحد نظيريه الأميركي جو بايدن والصيني شي جينبينغ إلى حضور قمة من أجل السلام في أوكرانيا تستضيفها سويسرا في حزيران (يونيو)، وتتوقع روسيا غير المدعوة إليها، فشلها.
وناشد زيلينسكي في مقطع مصوّر بايدن وشي "دعم قمة السلام بقيادتكما ومشاركتكما".
وتحدث زيلينسكي باللغة الإنكليزية في مقطع الفيديو حيث بدا أمام أنقاض في خاركيف، ثاني كبرى المدن الأوكرانية والتي استهدفتها السبت ضربة روسية.
وأعلنت نحو 70 دولة حتى الآن مشاركتها في القمة "معظمها على مستوى رؤساء الجمهورية أو الحكومة"، بحسب وزارة الخارجية السويسرية.
وستعقد القمة في مجمع بورغنستوك الفندقي الفاخر، في وسط سويسرا، يومي 15 و16 حزيران (يونيو).
ومن بين المشاركين المستشار الألماني أولاف شولتس، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ونظيريها الإسباني بيدرو سانشيز، والكندي جاستن ترودو، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين وحلفاء آخرين لكييف.
وأعلنت وزارة الخارجية السويسرية أن نصف الدول التي أكدت مشاركتها في القمة حتى الآن هي دول أوروبية.
كذلك وعدت الهند بالمشاركة. وكررت السلطات السويسرية من جديد تأكيدها أهمية مشاركة دول الجنوب.
بايدن؟ شي؟
لكن تمنح مشاركة جو بايدن وشي جينبينغ القمة بعداً مختلفاً.
والولايات المتحدة هي أبرز الداعمين الغربيين لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي، وأبرز مزوديها بالأسلحة، في حين تعززت الشراكة الاستراتيجية بين الصين وروسيا منذ غزوها لأوكرانيا في شباط (فبراير) 2022.
إلى الآن لم تؤكد واشنطن مشاركتها، على الرغم من أن الرئيس بايدن سيحضر في اليومين السابقين لهذه القمة، اجتماع مجموعة السبع في إيطاليا المجاورة لسويسرا.
من جهتها، كررت الصين هذا الأسبوع موقفها من المؤتمر بعيد ثاني زيارة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال 6 أشهر إلى البلاد.
وأكدت الصين في بيان مشترك مع البرازيل دعم "مؤتمر دولي للسلام يقام في توقيت ملائم ويحظى باعتراف من قبل روسيا وأوكرانيا، مع مشاركة متساوية من كل الأطراف إضافة الى نقاش منصف لكل خطط السلام".
ووفقاً لواشنطن، تساعد الصين روسيا على زيادة إنتاجها من الصواريخ والمسيّرات والدبابات، لكنها لا تصدّر الأسلحة بشكل مباشر إليها.
فشل
وأشارت روسيا مراراً إلى أن تنظيم قمة من دون مشاركتها "لا معنى له" وانتقدت "صيغة السلام" التي طرحها فولوديمير زيلينسكي، وتنص بشكل أساسي على انسحاب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية، ودفع موسكو تعويضات مالية، وعلى إنشاء محكمة خاصة لمحاكمة المسؤولين الروس.
وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الخميس، أنه لا جديد في جدول أعمال "القمة"، معتبرة أنها "محكومة بالفشل".
ورداً على سؤال لوكالة "فرانس برس"، رفضت وزارة الخارجية السويسرية التعليق، واعتبرت أن على المؤتمر توفير منصة لعرض خطط مختلفة للسلام.
وأكدت الوزارة أن "إمكان الاتفاق على إعلان نهائي في نهاية المؤتمر يبقى مفتوحاً" على احتمالات عدة.
وذكر زيلينسكي في مقابلة حصرية أجرتها معه وكالة "فرانس برس" مؤخراً، ثلاث قضايا سيتم التفاوض بشأنها في سويسرا ويمكن للدول الحاضرة أن تدعمها.
وتتعلق القضية الأولى بحرية الملاحة في البحر الأسود، لحماية الأمن الغذائي العالمي من خلال السماح بتصدير الحبوب الأوكرانية.
وتهدف النقطة الثانية للتوصل إلى اتفاق على دعوة لوقف الضربات على البنى التحتية للطاقة.
أما الملف الثالث فيتعلق بإعادة آلاف الأطفال إلى أوكرانيا بعدما تم ترحيلهم إلى روسيا، ما يشكل جريمة بحسب المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال زيلينسكي: "إذا توصلنا في نهاية القمة إلى تحقيق هذه الإجراءات الثلاثة مع تأييد غالبية الدول في العالم، فهذا يعني أن روسيا لن تكون قادرة بعد الآن على عرقلتها".
وأكدت الخارجية السويسرية الأحد أن القمة ستطرح هذه المواضيع.