النهار

إعادة انتخاب نوسيدا رئيساً لليتوانيا
المصدر: ا ف ب
أعيد انتخاب رئيس ليتوانيا المنتهية ولايته غيتاناس نوسيدا الأحد في الجولة الثانية من الانتخابات وفق ما أظهرت نتائج رسمية شبه نهائية، فيما أقرت منافسته بهزيمتها.
إعادة انتخاب نوسيدا رئيساً لليتوانيا
غيتاناس نوسيدا (أ ف ب)
A+   A-
أعيد انتخاب رئيس ليتوانيا المنتهية ولايته غيتاناس نوسيدا الأحد في الجولة الثانية من الانتخابات وفق ما أظهرت نتائج رسمية شبه نهائية، فيما أقرت منافسته بهزيمتها.

وأفادت لجنة الانتخابات بأن نوسيدا فاز بنسبة 74,6% من الأصوات بعد فرز 96% من أوراق الاقتراع.

وقالت منافسته رئيسة الوزراء إنغريدا سيمونيت إنها "تهنئ رئيس ليتوانيا المنتخب".

وقال نوسيدا (60 عاما) للصحافة في فيلنيوس إن الشعب الليتواني "عهد إليّ بتفويض كبير من الثقة وأنا أدرك جيدا أنه سيتعين علي أن أعتز برصيد الثقة هذا".

وأضاف: "الآن بعد أن أصبحت لدي خمس سنوات من الخبرة، أعتقد أنني سأكون بالتأكيد قادرا" على الإفادة منها "أولا وقبل كل شيء لتحقيق أهداف الرفاهية لجميع الليتوانيين".

وأدلى الليتوانيون الأحد بأصواتهم في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية للاختيار بين نوسيدا ورئيسة الوزراء سيمونيت، بعد حملة انتخابية ركّزت على قضايا الدفاع والأمن في مواجهة روسيا المجاورة.

وأغلقت مراكز الاقتراع الساعة 17,00بتوقيت غرينتش.

وبلغت نسبة المشاركة 49,61%، بحسب المفوضية العليا للانتخابات.

واتفق المرشحان على ضرورة أن ترفع الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي والبالغ عدد سكانها 2,8 مليون نسمة، إنفاقها العسكري لمواجهة "تهديد" موسكو.

ونال نوسيدا وهو مصرفي سابق في الستين، 44% من أصوات المقترعين في الدورة الأولى، متقدما على سيمونيت التي نالت 20%.

ولم تجرَ استطلاعات للرأي منذ الدورة الأولى التي أقيمت في 12 أيار (مايو).

خاضت سيمونيت (49 عاماً)، وهي مرشحة الحزب المحافظ، الانتخابات الرئاسية للمرة الثانية بعدما خسرت أمام نوسيدا في الدورة الثانية عام 2019.

ويتشارك الرئيس مع الحكومة وضع السياسة الخارجية للبلاد ويمثّلها في قمم حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي. كما يتوجّب عليه التشاور مع الحكومة والبرلمان في تعيين الموظفين الكبار في الدولة.

وفي حين تتشابه مواقف المرشحَين بشأن قضايا الدفاع، تختلف وجهات نظرهما بشأن قضايا أخرى في السياسة الخارجية مثل العلاقة مع الصين التي تشهد توترا منذ أعوام بسبب تايوان.

وقالت أولغا سوكولوفسكا (34 عاما) العاملة في روضة أطفال، إنها صوتت لنوسيدا. وأوضحت: "أحب أفكاره، ورؤيته بشأن الأسرة، وطريقة تعامله مع الناس".

أما سايدا (37 عاما) فاختارت سيمونيت  "لأنها حاسمة". وقالت: "قد تكون أكثر تصادمية، لكنها تدافع عن نفسها بشكل أفضل من نوسيدا".

وقال رافال (40 عاما) وهو نحات صوت لنوسيدا: "لدي طفل صغير (...)، لذا أريد أن تتطور ليتوانيا وأن تصبح بلداً جيداً للعيش".

وقالت يورغا باسيكاجوتي (48 عاما) المتخصصة في مجال التواصل لوكالة فرانس برس: "أنا لست من محبي المحافظين، لكنني أفضلها (سيمونيت) على نوسيدا. (...) هي مثلي تقول الأشياء كما هي، من دون تلاعب".

وتخشى الجمهورية السوفياتية السابقة في البلطيق - البالغ عدد سكانها 2,8 مليون نسمة وتُحيط بجيب كالينينغراد الروسي حيث الوجود العسكري الكبير - من أن تكون الهدف المقبل لموسكو في حال خرجت منتصرة من حربها في أوكرانيا.

وليتوانيا هي من الداعمين الأساسيين لأوكرانيا في مواجهة الغزو. ويشكّل الانفاق الدفاعي 2,75% من إجمالي الناتح المحلي لفيلنيوس. وهذا الأسبوع، تقدمت حكومة سيمونيت باقتراحات لرفعه الى ثلاثة بالمئة.

وتعتزم الحكومة استخدام هذه الزيادة لشراء دبابات وأنظمة دفاع جوي إضافية، واستضافة كتيبة ألمانية في ظل عزم برلين على نشر نحو خمسة آلاف من جنودها بحلول العام 2027.

خلافات بشأن تايوان 
وأدت العلاقات المتوترة بين نوسيدا وحزب سيمونيت المحافظ الحاكم، الى نقاشات في بعض الأحيان بشأن السياسة الخارجية لليتوانيا، خصوصا في ما يتعلق بالعلاقة مع الصين.

وتوترت العلاقات الدبلوماسية في 2021 عندما أجازت فيلنيوس لتايوان فتح ممثلية دبلوماسية تحمل اسم الجزيرة عوضا عن الإجراء المعتمد تقليديا باستخدام اسم العاصمة تايبيه لتجنّب إثارة غضب بكين.

وتعتبر الصين تايوان التي تتمتع بحكم ذاتي، جزءا لا يتجزأ من أراضيها وتتعهد إعادتها الى كنفها بالقوة إن لزم الأمر. وردّا على إجراء فيلنيوس، خفّضت الصين مستوى العلاقة مع ليتوانيا وأوقفت استيراد منتجاتها.

وأثارت الخطوة جدلا بين السياسيين الليتوانيين، وطالب بعضهم بتصحيح العلاقة مع الصين لصالح الاقتصاد المحلي. وفي حين يؤيد نوسيدا تغيير اسم الممثلية التايوانية، ترفض سيمونيت هذا الأمر.

إلا أن الناخبين أبدوا اهتماما أكبر بمواقف المرشحين في مجال السياسة الاقتصادية وحقوق الإنسان.

وقد حظيت سيمونيت بدعم أكبر من الناخبين الليبراليين في المدن الكبرى، إضافة للمحافظين.

وتدعم خصوصا الارتباط بين أشخاص من الجنس نفسه، وهي مسألة لا تزال تثير حساسية في البلاد حيث غالبية السكان من المسيحيين الكاثوليك.

وقالت سيمونيت لدى إدلائها بصوتها الأحد: "أرغب في رؤية تقدّم أسرع، انفتاح أكبر... تسامح أكبر حيال الأشخاص المختلفين عنا".

أما نوسيدا، فيبدي موقفا معتدلا بشأن كل القضايا تقريبا، لكنه ما زال محافظا في ما يتعلق بحقوق المثليين.

وقال أثناء الإدلاء بصوته إن "الأعوام الخمسة الماضية أظهرت أنني حاولت تحقيق الأهداف التي وضعتها لنفسي".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium