انتقدت الحكومة الإسبانية اليسارية بشدة الأربعاء زيارة مفاجئة قام بها الى اسرائيل الثلثاء زعيم اليمين المتطرف الاسباني سانتياغو أباسكال الذي التقى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو للتنديد باعتراف مدريد بدولة فلسطين.
هذه الزيارة غير المتوقعة أعلن عنها أباسكال، زعيم حزب اليمين المتطرف فوكس، مساء الثلثاء على منصة "إكس"، ونشر صورا تظهره الى جانب رئيس الوزراء الاسرائيلي أمام علم اسرائيل.
عقد اللقاء تزامنا مع اعتراف اسبانيا رسميا بدولة فلسطين، في خطوة قامت بها أيضا ايرلندا والنروج.
هذا الاعتراف أثار غضب حكومة اسرائيل التي اتهم وزير خارجيتها يسرائيل كاتس رئيس الوزراء الاشتراكي الاسباني بيدرو سانشيز بانه "متواطىء في الدعوات الى إبادة الشعب اليهودي".
منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة "حماس" الإسلامية الفلسطينية، والتي أثارتها الهجمات التي نفذتها "حماس" في 7 تشرين الأول (أكتوبر) داخل الاراضي الاسرائيلية، أصبح سانشيز أحد الأصوات الأشد انتقادا لحكومة نتنياهو.
في اسبانيا، أدان حزب "فوكس" وتنظيم المعارضة الرئيسي "الحزب الشعبي" (يمين محافظ) قرار حكومة سانشيز الاعتراف بدولة فلسطين.
بحسب "فوكس" فإن سانتياغو أباسكال هنأ خلال زيارته الحكومة الإسرائيلية على اعتماد "الحزم" في مواجهة "حماس" وندد مجددا بقرار مدريد الاعتراف بدولة فلسطين.
من جانب آخر، اتهم سانشيز بانه أراد تحويل الأنظار بعد فتح تحقيق قضائي بتهمة الفساد بحق زوجته. وقال أباسكال على منصة "إكس" إن هذا التحقيق هو "السبب الفعلي" لقرار مدريد الاعتراف بدولة فلسطين.
اللقاء بين أباسكال ونتنياهو واجه انتقادات شديدة أيضا من قبل وزير الخارجية الاسباني خوسيه مانويل ألباريس الذي اتهم زعيم حزب "فوكس" بـ"تشجيع الحرب" في حين ان الحكومة الاسبانية تسعى جاهدة، بحسب قوله، "للتوصل الى حلول من أجل السلام".
وأضاف وزير الخارجية الاسباني أن أباسكال "يتبنى هذه السياسة من المعلومات المضللة والأكاذيب والافتراءات والإهانات التي يعتمدها عناصر من الأشد تطرفا في حكومة نتنياهو".
واتهم أيضا الحزب الشعبي بالميل لموقف "فوكس".
كذلك توجه سانشيز بالسؤال الأربعاء الى زعيم الحزب الشعبي ألبرتو نونيز فيخو خلال نقاش في مجلس النواب قائلا: "ألا ترى أن الصورة التي التقطها بالامس أباسكال مع نتنياهو، تشجعه على مواصلة قصف غزة ورفح؟".
انضم العديد من الوزراء والقادة من الحزب الاشتراكي الى الهجمات ضد أباسكال وتاليا ضد الحزب الشعبي.