أعلن مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي الثلاثاء أن فرنسا وألمانيا وبولندا باتت تشكّل أهدافاً "دائمة" لهجمات التضليل الإعلامي الروسية في الفترة التي تسبق انتخابات البرلمان الأوروبي هذا الأسبوع.
وحذّر الاتحاد الأوروبي مراراً قبل انتخابات البرلمان الأوروبي المقرّرة بين 6 و9 حزيران (يونيو) من أن روسيا ستكثّف حملات التضليل في دول التكتل الـ27.
وقالت مفوّضة القيم والشفافية الأوروبية فيرا جوروفا "هناك ثلاث دول كبيرة تتعرّض لهجوم دائم (من روسيا). إنها فرنسا وألمانيا وبولندا"، مستندة إلى عمل مرصد الإعلام الرقمي الأوروبي الذي تعد وكالة "فرانس برس" جزءاً منه.
وأضافت جوروفا أن هناك "المزيد من هجمات التضليل الواسعة النطاق حول مواضيع محدّدة"، وأعطت مثالاً التركيز في فرنسا على الألعاب الأولمبية التي ستقام هذا الصيف في باريس.
وأشارت إلى أنّهم في ألمانيا يستغلّون المخاوف بشأن الهجرة والأمن، بينما في بولندا انتشرت على الإنترنت فكرة أن اللاجئين الأوكرانيين يشكلون "عبئاً".
ولفتت إلى قصة زائفة نُسبت إلى وكالة الأنباء البولندية الرسمية الأسبوع الماضي حول تعبئة البولنديين للقتال في أوكرانيا، وهو ما رجّحت السلطات أنّه نتيجة هجوم إلكتروني روسي.
وأردفت جوروفا "الدعاية الروسية تتم (...) من خلال دراية جيّدة جدّاً بالدول التي لديها بعض الحساسيات، وقدرة أي دولة على استيعاب القصة بشكل أفضل".
وجاء حديثها للصحافيين في بروكسل في أعقاب زيارة قامت بها للولايات المتحدة للقاء المديرين التنفيذيين لأكبر شركات التكنولوجيا في العالم مثل "يوتيوب" و"إكس".
وأكّدت أنّها حضّت على "توخي أقصى درجات اليقظة في هذه الأيام".
ولفتت جوروفا إلى أنّها ذكّرت الشركات بالتزاماتها بموجب "قانون الخدمات الرقمية" الأوروبي.
وتأتي تعليقاتها غداة توصّل شركة "مايكروسوفت" لنتائج مماثلة.
وأوضح مركز تحليل التهديدات التابع للشركة الأميركية العملاقة أن روسيا تشن حملة تضليل مكثّفة تهدف إلى تشويه سمعة اللجنة الأولمبية الدولية وإثارة المخاوف من وقوع أعمال عنف خلال دورة الألعاب.
وكرّر رئيس "مايكروسوفت" براد سميث الذي كان في بروكسل للقاء مسؤولين من الاتحاد الأوروبي بينهم جوروفا، مخاوفه بشأن عمليات التأثير الروسية.
وقال سميث إن "أكثر ما يقلق الناس" على صعيد استخدام الذكاء الاصطناعي على نحو مسيء هو "خطر تأثير التزييف العميق على الانتخابات، وخاصّة التزييف العميق الذي يأتي من حكومات أجنبية".
أضاف "وقد رأينا بالتأكيد الحكومة الروسية تستثمر في هذه القدرات".