حقّق "التجمّع الوطني" (يمين متطرّف) مكاسب تاريخية في الجولة الأولى من انتخابات فرنسا التشريعية نهاية الأسبوع والتي تنظّم على مرحلتين.
وتصدّر حزب مارين لوبن وجوردان بارديلا النتائج مع تصويت 33,15 في المئة من الناخبين لأعضاء " التجمّع الوطني "، وفق نتائج أوليّة نشرتها وزارة الداخلية.
وحل تحالف " الجبهة الشعبية الجديدة " اليساري في المرتبة الثانية بـ28,14 في المئة من الأصوات، متفوّقاً على الوسطيين بزعامة الرئيس إيمانويل ماكرون (20,76 في المئة).
ويأمل " التجمّع الوطني " بالفوز بأغلبية كبيرة في جولة التصويت الثانية والأخيرة التي تجري في السابع من تموز (يوليو) في 501 من الدوائر الانتخابية الـ577 حيث لم يحقق أي مرشّح فوزاً واضحاً الأحد.
في ما يلي بعض الأرقام الرئيسية المرتبطة بالتصويت لـ " التجمّع الوطني ":
انتخاب 39 نائباً
تم انتخاب 39 مرشّحاً من " التجمّع الوطني " لشغل مقاعد في البرلمان بعد فوزهم بأكثر من 50 في المئة من الأصوات في الجولة الأولى، في إنجاز للحركة التي لم يسبق أن نجحت بالفوز بمقعد في البرلمان من جولة التصويت الأولى في انتخابات على مرحلتين.
يشمل هؤلاء زعيمة الحزب مارين لوبن ونائبها سيباستيان شينو.
أفضل النتائج في المنطقة الصناعية الشمالية
زاد " التجمّع الوطني " حصّته من الأصوات في كل من دوائر فرنسا الانتخابية الـ577 باستثناء واحدة هي كاليدونيا الجديدة الواقعة في المحيط الهادئ حيث حصل على 4,6% من الأصوات فحسب.
وكان أداء الحزب المناهض للهجرة الأقوى في منطقة أو دو فرانس، وهي منطقة صناعية سابقة تعاني من تراجع كبير كانت تصوّت للشيوعيين أو الاشتراكيين لكنّها تحوّلت بشكل كبير لدعم اليمين المتطرّف خلال العقد الماضي.
فاز 17 من مرشّحي " التجمّع الوطني " بمقاعد من الجولة الأولى في المنطقة، في أداء تاريخي.
وكانت زعيمة " التجمّع الوطني " مارين لوبن من أكبر الفائزين، إذ رسمت استراتيجية الحزب ليكون أقرب إلى اليسار اقتصادياً مع مواصلة مواقفه المتشدّدة من الهجرة والجريمة.
أُعيد انتخابها بـ58,04% من الأصوات في إقليم با دو كاليه الذي كان معقلاً لتعدين الفحم.
أما فابيان روسل فخسر مقعده لمصلحة مرشّح من " التجمّع الوطني " في دائرة انتخابية هيمن عليها الشيوعيون على مدى أكثر من 60 عاماً.
المكاسب الأكبر في جنوب شرق فرنسا
كان إقليم ألب كوت دازور الذي يشمل مدينتي مرسيليا ونيس ومنتجعي كان وسان تروبي، المنطقة حيث ازدادت حصّة الحزب من الأصوات مقارنة مع 2022.
لطالما كانت المنطقة معقلاً للجبهة الوطنية التي أسسها جان ماري لوبن، والد مارين لوبن، عام 1972 إحياء لماضي فرنسا الاستعماري قبل أن يُطلق عليها " التجمّع الوطني " عام 2018.
وفاز نائب من الحزب الجمهوري اليميني التقليدي الذي أيّد اتّفاقاً مثيراً للجدل مع التجمّع الوطني أحدث انقساما في حزب الرئيس السابق نيكولا ساركوزي في مدينة نيس في دائرة انتخابية حيث ازدادت نتيجة التجمّع الوطني بـ24 نقطة مقارنة مع 2022.
وفي مرسيليا، ثاني كبرى المدن الفرنسية، انقسم التصويت في معظم الدوائر بين التجمّع الوطني واليسار والوسط، مع تصدّر التجمّع الوطني في نصفها.
لكن حزب " فرنسا الأبيّة " اليساري المتشدد فاز في مركز المدينة إذ حقق منسّق الحزب مانويل بومبار فوزاً ساحقاً مع حصوله على 67,49 في المئة من الأصوات.
رفض في باريس
أثبتت العاصمة الفرنسية التي لطالما كانت معقلاً لليسار على مر التاريخ بأن اختراقها من قبل اليمين المتطرّف أمر صعب. وأثبتت نتائج الأحد بأن الوضع ما زال كذلك.
حقّق الحزب أسوأ نتائج في باريس حيث أُقصي جميع مرشّحيه من الدورة الأولى.
فازت الجبهة الشعبية الجديدة اليسارية من الجولة الأولى بتسعة من مقاعد باريس الـ18 التي جرى التنافس عليها بينما يتصدّر الوسطيون بزعامة ماكرون في خمس دوائر أخرى.