تقول دينيس روليه إنه ليس أمامها خيارات جيدة في جولة الإعادة للانتخابات البرلمانية التي ستجرى في فرنسا خلال الأيام المقبلة.
ويتعين على المعلمة السابقة (80 عاما)، وهي من بلدة كريبي أون فالوا الصغيرة التي تسكنها الطبقة المتوسطة في شمال شرق باريس، أن تختار الآن مرشحا من حزبين ما كانت ستصوت لهما أبدا، وهما حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبن، أو حزب اشتراكي في تحالف يساري تشكل على عجل.
وقالت: "تصبح الأمور جدية يوم الأحد، وبصراحة، ليس لدي أي فكرة عمن سأصوت لصالحه".
ولا يوجد أمام ملايين الناخبين المعتدلين في جميع أنحاء فرنسا سوى ما يعتبرونه خيارات قاتمة قبل جولة الإعادة والتي قد تسلم السلطة إلى حزب التجمع الوطني.
وسعى الحزب إلى إعادة تصنيف نفسه حزبا يمينيا رئيسيا يركز على قضية الهجرة والقضايا المالية، لكنه يظل منبوذا بالنسبة لكثيرين في فرنسا بسبب ارتباطه بالعنصرية ومعاداة السامية في السابق.
وحقق حزب التجمع الوطني مكاسب غير مسبوقة في الجولة الأولى من الانتخابات يوم الأحد. لكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كان سيفوز بالأغلبية التي يقول إنه يحتاجها لتولي حكم فرنسا في "تعايش" غريب مع الرئيس الوسطي إيمانويل ماكرون.
وأدت نتائج يوم الأحد إلى مساومات كبيرة. فتوصل المرشحون من تيار الوسط، الذين احتلوا المركز الثالث، إلى اتفاقات مع المرشحين اليساريين على عدم خوض انتخابات الإعادة لمنع انقسام الأصوات المناهضة لحزب التجمع الوطني.
ويسلط الأداء الضعيف لتحالف ماكرون، الذي جاء في المركز الثالث، الضوء على انهيار التيار التقليدي الرئيسي خلال السنوات السبع التي قضاها في السلطة، مما دفع الناخبين إلى أحزاب يسارية ويمينية أكثر تطرفا.
ويعني هذا أنه لا يوجد أمام بعض ممن سيتوجهون إلى صناديق الاقتراع يوم الأحد سوى القليل من الخيارات المقبولة.
وقال شارل إدوار بارو، وهو رجل متقاعد في كريبي أون فالوا، إنه وكثيرا ممن يعرفهم سيقدمون بطاقات اقتراع بيضاء "حتى لا يضطروا إلى الاختيار بين هذين (الحزبين) المتطرفين".
وكريبي أون فالوا جزء من الدائرة الخامسة في منطقة واز ذات أغلبية من المحافظين ويسيطر عليها الجمهوريون من يمين الوسط منذ عام 1993.
وجاء برترون براسينس الموظف الحكومي السابق والعضو الاشتراكي في التحالف اليساري في المركز الثاني في انتخابات يوم الأحد بفارق 20 نقطة عن فو.
وقال براسينس إن فرصه في الفوز في الجولة الثانية من الانتخابات، والتي من المرجح أن تكون ضعيفة، تعتمد على استمالة أنصار ماكرون ومن تبقى من ناخبي الجمهوريين من يمين الوسط غير المؤيدين لليسار لكنهم أقل تقبلا لحزب التجمع الوطني.