النهار

صانع صورة جوردان بارديلا لـ"النهار العربي": كان جامداً... ومهمّتي تحويل الخصم إلى فاشيّ لطيف
موناليزا فريحة
المصدر: النهار العربي
عهدت زعيمة "الجبهة الوطنية" مارين لوبن عام 2019 إلى المدرب الإعلامي الفرنسي الشهير باسكال هومو تدريب الناطق الجديد باسم الحزب جوردان بارديلا الذي كان في حينه في الثانية والعشرين من عمره، وينسب إليه الفضل اليوم في توسيع جاذبية الحزب وجعله الأكبر في الجمعية الوطنية.
صانع صورة جوردان بارديلا  لـ"النهار العربي": كان جامداً... ومهمّتي تحويل الخصم إلى فاشيّ لطيف
جوردان بارديلا. (أ ف ب)
A+   A-
 
عهدت زعيمة "الجبهة الوطنية" مارين لوبن عام 2019 إلى المدرب الإعلامي الفرنسي الشهير باسكال هومو تدريب الناطق الجديد باسم الحزب جوردان بارديلا الذي كان في حينه في الثانية والعشرين من عمره، وينسب إليه الفضل اليوم في توسيع جاذبية الحزب وجعله الأكبر في الجمعية الوطنية.
 
لم تكن مهمة هومو سهلة. فالمتدّرب ليس إلا الشخص الذي اختارته لوبن ركناً أساسياً في استراتيجية  "التجمع الوطني" لتلميع صورة الحزب وتحريره من الإرث الذي تركه جان ماري لوبن بتصريحاته المناهضة للمهاجرين والعرب وأوروبا، ومواقفه المثيرة للجدل بخصوص اليهود والمحرقة النازية إبان الحرب العالمية الثانية. 
لم يتوقع أحد أن يسطع نجم بارديلا في عالم السياسة الفرنسية بسرعة صاروخية.  
 
عينته زعيمة الحزب في البداية نائباً لها قبل أن تطلب منه قيادة حملة الانتخابات الأوروبية في 2019 وعمره لم يتعد 23 عاماً. ولم يخيب بارديلا آمالها. وفي مقابلات عدة وصفته بأنه "وحش سياسي".
 
في نهاية العام 2022، عُيّن رئيساً جديداً للحزب اليميني المتطرف بعدما هزم مرشحاً آخر في الانتخابات، وهو لوي أليو، الرئيس الحالي لبلدية "بربنيون" (جنوب شرق فرنسا) إذ حصل بارديلا على 84 بالمئة من الأصوات ليشكل مع مارين لوبن رأسي حربة هدفها قيادة التجمع الوطني المتطرف إلى سدة الحكم في الانتخابات الرئاسية المقررة في 2027.
 
ويقول هومو لـ"النهار العربي": "كانت مهمتي الأولى تدريبه  على أن يكون شخصية ذات صدقية ولطيفاً وقريباً من الناس". ويرفض تماماً ما نقل عنه قوله إن مارين لوبن طلبت منه تحويل بارديلا إلى فاشي لطيف"، موضحاً: "مهنتي عموماً كمدرب تقضي بالسعي إلى تحويل المتدرب أياً كان فاشياً لطيفاً".
 
كان الشاب العشريني جامداً ومملاً، بحسب الانطباع الأولي لهامو. فعلى رغم صغر سنه، كان أسلوبه رسمياً، إذ كان يرتدي دائماً بدلة وربطة عنق، وكان شعره مصففاً. يعيش في إحدى الضواحي الراقية ويرفض ركوب مترو الأنفاق، مفضلاً التنقل في سيارة ذكية ذات مقعدين أهداها له والده.
ركز هومو على جعله "يعيش عمره" شاباً في الثانية والعشرين. ويقول: "كوني مستشاراً ومدرباً إعلامياً، أقول لمن أدربه إن هدفي أن يرى فيه الخصم منافساً شرساً ولكن لطيفاً".
 
 
 
 
 
 
 
 ارتأى هومو أن يبدأ مهمته من نشأة بارديلا في سين سان دوني، الضاحية الفرنسية الأكثر كثافة سكانية والتي تسكنها غالبية من الفقراء وتعتبر نموذجاً لمعاناة فرنسا مع محاولاتها لدمج المهاجرين.
 
بالنسبة إلى بارديلا الذي يقف عند عتبة قصر ماتينيون، ليست تلك المنطقة هي فرنسا التي يريدها. وقال مراراً: "اختبرت في الصميم الشعور بأن تصبح غريباً في وطنك. لقد شهدت على أسلمة ضاحيتي".
 
طوّر هومو خطة صورته كرجل "يأتي من مكان يمكن أن تموت فيه إذا رفضت إعطاء شخص ما سيجارة، أو حتى لمجرد القائك نظرة جانبية".  
ويقول هومو إن بارديلا المرتاح والمرح الذي نراه اليوم تطلب أشهراً من العمل. ويتذكر: "لم يكن يقرأ، ولم يكن يتابع ما يحصل، ولا يسمع إلا ما كانت تقوله لوبن... كان يجب تغيير ذلك كله". 
 
على مدى أربع سنوات، تابع هومو كل خطواته، ووقف إلى جانبه. ومع ذلك، لم يكن يتوقع وصوله السريع إلى أبواب السلطة. ويقول: "لا أحد توقع ذلك، وحتى هو لم يتوقع ذلك". ويبدي قلقه من مساره السهل ومن دون عوائق. 
 
ويرفض مقارنته بغابرييل أتال، رئيس الحكومة، ويقول: "لا خبرة حكومية لبارديلا وكل شيء وصل إليه بلا أي عناء".
منذ 2023، لم يعد هومو يعمل معه. ويقول: "ربما اعتقدَ أنه لم يعد بحاجة إليّ".
 

اقرأ في النهار Premium