اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة أنه ابلغ رئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان الذي قام بزيارة مفاجئة لموسكو، أن على اوكرانيا سحب قواتها من المناطق التي تطالب بها موسكو من أجل معالجة "الازمة" في هذا البلد.
واذ اشار الى محادثات "صريحة ومفيدة" مع أوربان تطرقت الى سبل "معالجة الازمة" في اوكرانيا، ذكّر بوتين بأنه أعلن في حزيران (يونيو) رؤيته للسلام، "أي الانسحاب الكامل لجميع الجنود الاوكرانيين من جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين ومن منطقتي زابوريجيا وخيرسون".
واعتبر أوربان أنه لا يزال هناك "مراحل عديدة ينبغي تجاوزها" بهدف "وضع حد للحرب" في اوكرانيا و"إرساء السلام".
وصرح أوربان للصحافيين الى جانب بوتين: "لاحظت أن المواقف متباعدة جدا، ولكن من اجل استئناف الحوار، فان الخطوة الأولى المهمة تم القيام بها اليوم وسأواصل هذا العمل".
واستقبل بوتين اليوم رئيس أوربان في الكرملين مما أثار تحذيرات من زعماء آخرين في الاتحاد الأوروبي من أن ذلك ليس مؤشرا على تهدئة وتأكيدات على أنه لا يتحدث نيابة عن التكتل.
تسلمت المجر الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي يوم الاثنين وهي فترة تستمر لستة أشهر. وخلال خمسة أيام فحسب منذ ذلك الحين، زار أوربان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف وشكل تحالفا مع قوميين يمينيين آخرين.
كما اختار الآن أن يذهب إلى موسكو في "مهمة سلام" قبل أيام من قمة يعقدها حلف شمال الأطلسي ستناقش تقديم المزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا في لمواجهة ما وصفه الحلف بأنه "حرب عدوانية غير مبررة".
وأبلغ بوتين رئيس وزراء المجر بأنه مستعد لمناقشة الفروق والاختلافات في تقاصيل مقترحات السلام لإنهاء الصراع في أوكرانيا.
وأضاف بوتين أنه مستعد لسماع موقف أوربان من أزمة أوكرانيا وأن يستمع منه لآراء شركاء أوروبيين آخرين عن الأمر.
وقال بوتين لرئيس الوزراء المجري: "أتمنى أن تكون لدينا فرصة لتبادل الآراء بشأن بناء العلاقات الثنائية في هذا الموقف الصعب وبالطبع أن نتحدث عن احتمالات تطور أكبر أزمة في أوروبا وأعني فيما يتعلق بأوكرانيا".
وأدلى بوتين بالتصريحات قبيل محادثات في الكرملين بين الزعيمين.
وانتقد قادة الاتحاد أوربان الذي تولت بلاده هذا الأسبوع الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، على زيارته زعيماً مطلوباً بتهم ارتكاب جرائم حرب.
وقالت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين في منشور على إكس إن "الاسترضاء لن يوقف بوتين. التكاتف والعزم وحدهما من شأنهما أن يمهدا الطريق أمام سلام شامل وعادل ودائم في أوكرانيا".
بدوره قال مسؤول السياسية الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل إن "زيارة رئيس الوزراء فيكتور أوربان إلى موسكو تجري حصرا في إطار العلاقات الثنائية بين المجر وروسيا".
وأضاف أن أوربان "لم يتلق أي تفويض من مجلس الاتحاد الأوروبي لزيارة موسكو".
ويعارض الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة بشدة الحرب الروسية على أوكرانيا، وفرض 14 حزمة من العقوبات غير المسبوقة على موسكو بسبب الغزو.
وقال بوريل: "هذا الموقف يستبعد الاتصالات الرسمية بين الاتحاد الأوروبي والرئيس بوتين. وبالتالي فإن رئيس الوزراء المجري لا يمثل الاتحاد الأوروبي بأي شكل من الأشكال".
وأضاف: "الجدير بالذكر أن المحكمة الجنائية الدولية وجهت اتهامات للرئيس بوتين وأصدرت مذكرة توقيف بحقه لدوره فيما يتعلق بالترحيل القسري لأطفال من أوكرانيا إلى روسيا".
وأكد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الموقف المشترك وقال "لا يمكن أن تجري محادثات بشأن أوكرانيا من دون أوكرانيا".
بدوره قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ إن أوربان أبلغ الناتو بزيارته إلى موسكو مؤكدا أنه لا يمثل الحلف وإنما فقط بلاده.
تمنح رئاسة الاتحاد الأوروبي المجر سلطة على جدول أعمال التكتل وتحديد الأولويات للستة أشهر القادمة.
وأدانت الخارجية الأوكرانية الزيارة التي قالت إنه "لم يتم الاتفاق عليها" معها.
وشدد الزعيم المجري الجمعة على أنه لا يمكن التوصل لسلام من دون حوار.
وعبر رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك عن الصدمة إزاء الزيارة التي اعتبرها رئيس الوزراء الفنلندي بيتيري أوربو "أنباء مزعجة".
والزيارة هي الأولى لموسكو لأحد القادة الأوروبيين منذ زيارة المستشار النمسوي كارل نيهامر في نيسان (أبريل) 2022.
والتقى أوربان وبوتين في تشرين الأول (أكتوبر) 2023 في بكين حيث ناقشا التعاون في مجال الطاقة.