يتوجّه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الإثنين إلى أيرلندا الشمالية حيث تسود توقّعات كبيرة لدى المسؤولين المحلّيين بأن تتحسّن العلاقات مع الحكومة الجديدة في لندن بعد التوتّرات التي نتجت عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ووصل ستارمر صباحا إلى قصر ستورمونت مقرّ مؤسسات الحكم المحلي حيث اجتمع لوقت قصير برئيسة الوزراء الجمهورية ميشيل أونيل ونائبتها إيما ليتل-بينغيلي.
ويأمل الوحدويون والجمهوريون في أن يجلب زعيم حزب " العمّال " مزيداً من الاستقرار والتزاماً أكبر تجاه المقاطعة وأن يهدّئ العلاقات مع دبلن.
وقال الأستاذ في جامعة " كوينز بلفاست " جيمس باو لوكالة " فرانس برس ": "هناك تفاؤل حذر مع هذه الحكومة الجديدة، ولكن لأسباب مختلفة".
عقب الانتخابات التشريعية التي جرت الخميس، احتفظ شين فين، وهو الحزب القومي الرئيسي بمقاعده السبعة، ليصبح الحزب الأيرلندي الشمالي الأكثر تمثيلاً في البرلمان البريطاني في لندن.
وقد تفوّق على منافسه الوحدوي الرئيسي، الحزب الوحدوي الديموقراطي (دي يو بي) الذي خسر ثلاثة من مقاعده الثمانية، اثنان منها لمصلحة أحزاب وحدوية أخرى.
يعتبر خبراء أن هذه النتيجة ستعزّز حزب شين فين - الذي لا يجلس تقليدياً في مجلس العموم لأنّه يعارض السيادة البريطانية في أيرلندا الشمالية - في خطّته للمطالبة بإجراء اقتراع أو "استفتاء حدودي" من أجل الوحدة الأيرلندية.
والحزب الذي كان الجناح السياسي السابق للجيش الجمهوري الأيرلندي خلال فترة الاضطرابات بات الآن القوّة الأولى في الجمعية المحلية الأيرلندية الشمالية.
ودعت رئيسة شين فين ماري لو ماكدونالد الحكومة البريطانية الجديدة الجمعة إلى إظهار "حيادها" وقبول شرعية التغيير الدستوري.
لكن بالنسبة إلى جيمس باو فإن "الأساسيات لم تتغير" من وجهة نظر انتخابية، مع توزيع متساوٍ إلى حد ما للأصوات بين الوحدويين الملتزمين بمكانة أيرلندا الشمالية داخل المملكة المتحدة، والقوميين الأيرلنديين.
وأضاف أن ستارمر ووزيره الجديد لشؤون أيرلندا الشمالية هيلاري بن "لن يشعرا بأنّهما مضطران لوضع تصويت بشأن الحدود على جدول الأعمال".
وقال زعيم الحزب " الوحدوي الديموقراطي " غافين روبنسون إن ستارمر "شخص تربطنا به علاقة جيّدة"، مشيداً بالفوز "الاستثنائي" لحزب " العمّال ".
ولدى الوحدويين "أمل في أن يتمكّن كير ستارمر من تشجيع مزيد من التوافق مع الاتحاد الأوروبي (بشأن التجارة)، وهو ما من شأنه أن يقلّل من تأثير" بريكست على المقاطعة، بحسب باو.