النهار

ماذا بعد نتائج انتخابات فرنسا؟
المصدر: رويترز
أظهرت التوقّعات أن حزب "التجمّع الوطني" اليميني حل ثالثاً في الانتخابات بعد تكتل "معاً".
ماذا بعد نتائج انتخابات فرنسا؟
متظاهرون في فرنسا بعد صدور نتائج الانتخابات. (أ ف ب)
A+   A-
فيما يلي المتوقّع بعد الانتخابات البرلمانية الفرنسية التي جرت أمس الأحد والتي ستؤدي على الأرجح إلى برلمان معلّق مع تحالف يساري في المقدّمة ولكن بدون أغلبية مطلقة.
 
ماذا حدث في الجولة الثانية من الانتخابات؟
كان تحالف " الجبهة الشعبية الجديدة " اليساري في طريقه للفوز بأكبر عدد من المقاعد، وفقاً للنتائج المتوقّعة في استطلاعات الرأي، لكنّه لن يصل إلى 289 مقعداً اللازمة لضمان الأغلبية المطلقة في مجلس النواب.
 
وتشكّل النتيجة هزيمة قاسية لحزب " التجمّع الوطني " اليميني المتطرف، الذي كان من المتوقّع أن يفوز في الانتخابات لكنّه عانى بعد أن عمل حزب " الجبهة الشعبية الجديدة " وكتلة "معاً" للرئيس إيمانويل ماكرون بين الجولتين الأولى والثانية من الانتخابات لخلق تصويت مضاد لـ" التجمّع الوطني ".
 
وأظهرت التوقّعات أن حزب " التجمّع الوطني " اليميني حل ثالثاً في الانتخابات بعد تكتل "معاً".
 
ويعني ذلك أن أياً من الكتل الثلاث لن تتمكّن من تشكيل حكومة أغلبية وستحتاج إلى دعم من الآخرين لتمرير التشريع.
 
هل سيتشكّل تحالف يميل نحو اليسار؟
فرنسا ليست معتادة على ذلك النوع من بناء التحالفات في مرحلة ما بعد الانتخابات، وهو أمر شائع في الديمقراطيات البرلمانية في شمال أوروبا، مثل ألمانيا أو هولندا.

وقال السياسي اليساري المعتدل رافائيل جلوكسمان، وهو مشرّع في البرلمان الأوروبي، إن الطبقة السياسية يجب أن "تتصرّف مثل البالغين".
 
واستبعد زعيم حزب " فرنسا الأبية " اليساري جان لوك ميلينشون تشكيل ائتلاف واسع من الأحزاب ذات التوجّهات المختلفة. ورأى أن من واجب ماكرون أن يدعو التحالف اليساري إلى الحكم.
 
وفي معسكر الوسط، أعلن رئيس حزب ماكرون، ستيفان سيجورن، أنّه مستعد للعمل مع الأحزاب الرئيسية لكنّه استبعد أي اتّفاق مع حزب ميلينشون. واستبعد رئيس الوزراء السابق إدوارد فيليب أي اتّفاق مع الحزب المنتمي لأقصى اليسار.
 
ماذا يحدث إذا لم يكن هناك اتّفاق؟
ستكون هذه منطقة مجهولة بالنسبة لفرنسا. وينص الدستور على أن ماكرون لا يمكنه الدعوة لإجراء انتخابات برلمانية جديدة قبل 12 شهراً أخرى.
 
وقال رئيس الوزراء غابرييل أتال إنّه سيقدّم استقالته إلى ماكرون صباح اليوم الإثنين، لكنّه مستعد للمواصلة لتصريف أعمال الحكومة.
 
وينص الدستور على أن ماكرون هو الذي يختار من سيقوم بتشكيل الحكومة. لكن من سيختاره سيواجه تصويتاً بالثقة في الجمعية الوطنية، التي ستنعقد لمدّة 15 يوماً في 18 تموز (يوليو). وهذا يعني أن ماكرون يحتاج إلى تسمية شخص مقبول لدى أغلبية المشرّعين.

ومن المرجّح أن يأمل ماكرون في إخراج الاشتراكيين والخضر من التحالف اليساري، ما يترك حزب " فرنسا الأبية " بمفرده، لتشكيل ائتلاف يسار وسط مع كتلته.

ومع ذلك، لا يوجد أي مؤشر على تفكك وشيك لـ" الجبهة الشعبية الجديدة " في هذه المرحلة.
 
وهناك احتمال آخر هو تشكيل حكومة تكنوقراط تدير الشؤون اليومية ولكنّها لا تشرف على التغييرات الهيكلية.

ولم يتبيّن إن كانت كتلة اليسار ستدعم هذا التصوّر الذي سيظل يتطلّب دعم البرلمان.

اقرأ في النهار Premium