أطلقت روسيا 38 صاروخًا الاثنين على مدن أوكرانية في هجمات أسفرت عن 36 قتيلًا على الأقلّ وعشرات الجرحى واستهدفت بعضها مستشفيَين، حسبما قالت السلطات الأوكرانية.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تليغرام: "الروس الإرهابيون هاجموا مجددًا أوكرانيا بكثافة بصواريخ. مدن مختلفة: كييف ودنيبرو وكريفي ريغ وسلوفيانسك وكراماتورسك. تضررت مبان سكنية وبنى تحتية ومستشفى للأطفال".
من وارسو، طالب "بردّ أقوى" من الغربيين تجاه موسكو بعد ضربات الاثنين، قائلًا "أودّ أن يُظهر شركاؤنا قدرًا أكبر من المرونة وردًا أقوى على الضربة التي وجهتها روسيا مرة أخرى لشعبنا".
وتوعد الرئيس الأوكراني بالرد. وقال إن أوكرانيا ستدعو لعقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن الهجمات.
واستهدفت القوات الروسية العاصمة الأوكرانية مرارًا بوابل من الصواريخ منذ بدء الغزو الروسي في 24 شباط (فبراير) 2022، وكان آخر هجوم كبير على كييف بطائرات مسيرة وصواريخ الشهر الماضي.
وفي مدينة كريفي ريغ المستهدفة بانتظام بقصف روسي وهي مسقط رأس زيلينسكي، قُتل ما لا يقلّ عن عشرة أشخاص وأُصيب 41 آخرون، حسبما قال رئيس البلدية أولكسندر فليكول.
وفي كييف، أعلنت السلطات مقتل 17 شخصًا على الأقل.
وفي منشور على منصة إكس أرفقه بمقطع فيديو يُظهر مبنى متضررًا، قال زيلينسكي إن "أحد أهم مستشفيات الأطفال في أوروبا" قد تضرر في كييف"، مضيفًا: "لا يمكن لروسيا أن تدّعي أنها تجهل أين تسقط صواريخها ويحب تحميلها المسؤولية الكاملة عن كل جرائمها".
غير أن وزارة الدفاع الروسية قالت إن الأضرار البالغة التي سجلتها كييف الاثنين هي نتيجة سقوط صاروخ للدفاع الجوي الأوكراني، لافتة إلى أن القوات الروسية أصابت "أهدافها" العسكرية والصناعية فقط.
في وقت لاحق، قالت أجهزة الاستخبارات الأوكرانية إن صاروخ كروز روسيًا أصاب مستشفى أوخماتديت للأطفال وتسبب بمقتل ممرّضَين على الأقلّ وإصابة سبعة أشخاص بينهم طفلان.
وبعد ساعات قليلة من الضربة على أوخماتديت، تحدثت فرق الطوارئ الأوكرانية عن ضربة على مركز طبي آخر.
وقالت على تلغرام: "تم الإبلاغ عن سقوط حطام في منطقة دنيبروفسكيي. تعرّض مركز طبي لأضرار جزئية. تم الإبلاغ عن أربعة قتلى وثلاثة جرحى". من جهته، أكّد رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية أندري يرماك على تلغرام أن سبب كلّ ذلك "ضربة روسية جديدة" على مركز طبي.
إصابة منشآت كهربائية
ورأت مراسلة وكالة فرانس برس أن الطريق المؤدي إلى مستشفى أوخماتديت مغلق جزئيًا من قبل الشرطة ومرضى وممرضات اجتمعوا في حديقة قرب المستشفى المدمّر.
وشدّد زيلينسكي على "ضرورة ألّا يبقى العالم صامتًا وأن يرى الجميع ما تفعله روسيا".
في منطقة دونيتسك قرب جبهة القتال، أعلنت السلطات الأوكرانية أن "ثلاثة أشخاص على الأقلّ قُتلوا في بوكروفسك" بعد الضربات الصباحية التي استهدفت كذلك مصنعًا، بحسب حاكم المنطقة فاديم فيلاشكين.
وفي دنيبرو، سجلت السلطات العسكرية سقوط قتيل واحد وإصابة ستة آخرين.
وأشار رئيس الوزراء دنيس شميغال إلى أن الروس أطلقوا "صواريخ كروز وصواريخ بالستية وصواريخ (أرض جو) من طراز كينجال".
من جهته، قال الجيش البولندي على منصة إكس إن "الطيران بعيد المدى للاتحاد الروسي بدأ مجددًا يطلق صواريخ على أوكرانيا". وبولندا المتاخمة لأوكرانيا هي من داعمي كييف.
وقالت شركة DTEK الخاصة المشغّلة لمنشآت للطاقة الكهربائية في كييف إن "ثلاث محطات فرعية لمحولاتها (...) دُمّرت أو تضررت في منطقتَي غولوسييفسكي وتشيفتشنكيفسكيي" في العاصمة الأوكرانية جراء ضربات روسية، مشيرة كذلك إلى تضرّر خطوط كهرباء.
تنديد
ونددت الولايات المتحدة بالقصف الذي استهدف مستشفى للأطفال في كييف، وقالت إنها تعتقد أنها ضربة روسية متعمدة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر للصحافيين إن "روسيا شنت هجوما صاروخيا وحشيا آخر على المدنيين".
كذلك، وصفت فرنسا الضربات الروسية على مدن أوكرانية بأنها "أفعال هجمية". وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان: "تُضاف هذه الأفعال الهمجية التي تستهدف مباشرة وعمدًا مستشفى للأطفال، إلى قائمة جرائم الحرب التي يجب محاسبة روسيا عليها"، مضيفة: "تذكّرنا هذه الضربات بشكل مأساوي بالأسباب التي تجعل من الضروري أن يستمر دعمنا لأوكرانيا وأن يزيد".
ودان وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي الاثنين ضربة على مستشفى للأطفال نسبتها كييف إلى روسيا، معتبرًا أنها "هجوم مروّع على مدنيين أوكرانيين".
وأضاف لامي الذي عُيّن في منصبه الجمعة بعد فوز حزب العمال في الانتخابات العامة: "إن دعم المملكة المتحدة لأوكرانيا ثابت. علينا محاسبة المسؤولين عن حرب بوتين غير القانونية".
ودانت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في أوكرانيا دنيس براون "بشدّة" الضربات الروسية على مدن أوكرانية.
وفي إشارة إلى ضربة على مستشفى أوخماتديت للأطفال قالت كييف إنها نُفذت بصاروخ كروز روسي، قالت براون في بيان: "من غير المنطقي أن يقتل ويصاب أطفال في هذه الحرب".