تُشكّل قمة حلف شمال الأطلسي هذا الأسبوع في واشنطن بالنسبة لأوكرانيا التي تطالب منذ أشهر بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي، فرصة ليحمل رئيسها فولوديمير زيلينسكي داعمي بلده على منحه مزيداً من الأسلحة لمواجهة القوات الروسية.
وسيحضر زيلينسكي القمة المنعقدة بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس حلف شمال الأطلسي والتي ستجمع قادة دول قدّمت لكييف مساعدات عسكرية بعشرات المليارات من الدولارات لمساعدتها في مواجهة الغزو الروسي.
ومع أنه من غير المرجح أن تتلقى أوكرانيا الدعوة التي تريدها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، تُشكّل أنظمة الدفاع الجوي أكثر مساعدة واقعية يمكن أن تحصل عليها كييف في هذه القمة.
في ما يلي أسئلة وأجوبة عن احتياجات أوكرانيا من أنظمة الدفاع الجوي وكيف يمكن أن تلبّيها دول حلف شمال الأطلسي.
أي أنظمة تريدها أوكرانيا؟
يقول زيلينسكي منذ أشهر إنَّ بلده لا يملك ما يكفيه من أنظمة للدفاع الجوي وقد طلب ما لا يقلّ عن سبع منظومات للدفاع الجوي من طراز باتريوت بالإضافة إلى الأنظمة التي سبق للولايات المتحدة وألمانيا وهولندا أن منحتها.
نهاية الأسبوع الماضي، أشاد الرئيس الأوكراني بشحنات أنظمة دفاع جوي لكنه دعا كذلك إلى "مزيد من القرارات الملموسة" من أجل "حماية كل مدننا وقرانا والتغلّب حقًا على الإرهاب الروسي".
وأضاف: "سنعمل الأسبوع المقبل مع شركائنا على مثل هذه القرارات وقد بدأت الاستعدادات".
لماذا تحتاجها؟
استغلت روسيا الثغرات في الدفاعات الجوية الأوكرانية لتنفيذ ضربات مدمرة على منشآت ومدنيين وكذلك لمهاجمة القوات الأوكرانية على الخطوط الأمامية.
الاثنين، قالت السلطات الأوكرانية إنَّ أكثر من 30 شخصاً قُتلوا بضربات بعشرات الصواريخ استهدفت مدناً في مختلف أنحاء البلد وأصابت كذلك مستشفى للأطفال في كييف.
وأعلنت روسيا مسؤوليتها مؤخراً عن هجمات على ثلاث قواعد جوية أوكرانية، ما أثار تساؤلات حول كيف ستتمكّن كييف من حماية أسطول من مقاتلات "إف- 16" من المقرر أن تصلها في وقت لاحق هذا العام.
ولطالما قالت أوكرانيا إنَّ افتقارها إلى التفوق الجوي هو عامل رئيسي يحدّ من قدرة جيشها على التقدّم في ساحة القتال، وذلك بعد هجومها المضاد الفاشل الذي شنته العام الماضي.
وسعى الداعمون الدوليون لأوكرانيا إلى حشد دفاعات جوية متعددة الطبقات مؤلفة من أنظمة منخفضة ومتوسطة وعالية الارتفاع يمكنها الحماية ضد مجموعة من التهديدات.
لكن القيام بذلك من خلال مزج أنظمة غربية وسوفياتية في خضم صراع نشط أثبت أنه تحدٍ كبير ولا تزال هناك أوجه قصور.
علامَ ستحصل؟
تدرس الولايات المتحدة إمكانية التبرع بمنظومة باتريوت إضافية لكييف تعتبرها ذي قيمة خاصة إذ إنها واحدة من الأنظمة الوحيدة القادرة على إسقاط الصواريخ الروسية الأكثر تقدمًا.
وتعهّد الرئيس الأميركي جو بايدن العمل من أجل تعزيز الدفاعات الأوكرانية، في بيان وصف فيه الضربات الروسية الاثنين بأنها "تذكير مروّع بوحشية روسيا".
وقال أيضاً: "سنعلن مع حلفائنا عن إجراءات جديدة لتعزيز دفاعات أوكرانيا الجوية للمساعدة في حماية مدنها ومدنييها من الضربات الروسية".
وذكرت وسائل إعلام أميركية أن واشنطن تجري أيضاً محادثات بشأن احتمال نقل ما يصل إلى ثماني منظومات باتريوت من إسرائيل إلى أوكرانيا.
وتقود هولندا جهوداً لبناء نظام صواريخ باتريوت من مكونات مختلفة من مخزونات دول مختلفة.
وسبق أن استجابت ألمانيا ورومانيا لطلبات زيلينسكي بشأن صواريخ باتريوت وتعهدت كل منها بمنح منظومة إضافية، في ما قالت إيطاليا إنَّها ستمنح كييف نظام دفاع جوي متقدماً من طراز سامب-تي.