حملت مصوّرة وكالة "فرانس برس" كريستينا عاصي التي بُترت ساقها اليمنى في ضربة إسرائيلية على جنوب لبنان في تشرين الأول (أكتوبر) 2023 استهدفت صحافيين، الشعلة الأولمبية اليوم الأحد في فانسان، إحدى ضواحي العاصمة الفرنسية، برفقة مصور الفيديو ديلان كولنز الذي أصيب أيضاً في الضربة، في تحية "لجميع الصحافيين وزملائنا وأصدقائنا الذين قتلوا هذا العام".
وقالت المصورة الصحافية اللبنانية كريستينا عاصي جالسة على كرسي متحرك بعد اجتياز مسافة 200 متر كان من المقرر أن تحمل الشعلة الأولمبية خلالها في شوارع فانسان مع زميلها الأميركي ديلان كولنز: "رؤية جميع هؤلاء يصفقون بعد نجاتنا من هجوم مستهدف كصحافيين أمر مذهل ويفرح القلب".
وأضافت: "آمل أن يكون ما قمنا به اليوم بمثابة تكريم لجميع الصحافيين وزملائنا وأصدقائنا الذين قتلوا هذا العام".
وتابعت عاصي: "كنت أتمنى لو كان عصام عبد الله، وهو صحافي في وكالة رويترز قُتل في الهجوم وجميع الزملاء الذين فقدناهم، هنا اليوم ليشاهدوا هذا الأمر. وكنت أتمنى لو لم تكن مشاركة الصحافيين وتمثيلهم يتطلبان هجوماً مماثلاً".
وحضر حوالى 50 صحافياً من وكالة "فرانس برس" الأحد لتشجيعهما والتصفيق لهما أثناء مرورهما.
وكانت كريستينا عاصي (29 عاماً) ضحية قذيفة في 13 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، أثناء تغطيتها مع ستة من زملائها الاشتباكات على الحدود اللبنانية الاسرائيلية بين الجيش و"حزب الله".
وأدت القذيفة التي أطلقتها دبابة إسرائيلية بحسب تحقيق معمق أجرته وكالة "فرانس برس"، إلى استشهاد عبدالله وإصابة ستة صحافيين كانوا موجودين في الموقع، من بينهم عاصي التي أصيبت بجروح خطرة أدت إلى بتر ساقها اليمنى.
وأصيب ديلان كولنز (36 عاماً) أيضاً في ذلك اليوم. وكان قد أصيب قبل فترة وجيزة خلال تغطيته الحرب في أوكرانيا.
أما الخطوة المقبلة لعاصي فهي "التركيز على عملية إعادة التأهيل التي سأخضع لها للوقوف مجدداً. بهذه الطريقة سأحصل على العدالة".
وقال مدير الأخبار في وكالة "فرانس برس" فيل شيتويند: "كان من المؤثر للغاية مشاهدة كريستينا وديلان يحملان الشعلة. شجاعتهما في مواجهة الشدائد التي لا يمكن تصورها هي تعبير بالغ عن الروح الأولمبية. الجميع في وكالة فرانس برس فخور" بهما.