أعلنت خدمات الطوارئ في أوكرانيا اليوم الأحد أن رجلاً وابنه البالغ من العمر أربعة أعوام لقيا حتفهما وأصيب ثلاثة في هجوم جوي روسي على كييف.
وأضافت خدمات الطوارئ عبر تطبيق "تلغرام" أن طفلاً يبلغ من العمر 13 عاماً من بين المصابين.
وقال رئيس مكتب الرئيس الأوكراني أندريه يرماك إن المنزل أصابه حطام طائرة مسيّرة، لكن خدمات الطوارئ قالت إن الحطام لصاروخ.
وكتب عبر "تلغرام": "روسيا تواصل قتل الناس... من الضروري تدمير بنيتها التحتية العسكرية، لأن العدو لا يقبل سبل إقناع أخرى".
في وقت سابق، ذكر رئيس بلدية العاصمة الأوكرانية كييف فيتالي كليتشكو أن روسيا شنّت هجوماً جوّياً على المدينة، وأنظمة الدفاع الجوي شاركت في صد الهجوم.
كان شهود من "رويترز" أفادوا بسماع دوي انفجارين على الأقل في ما بدا أنّه صوت عمل وحدات الدفاع الجوي.
وأشار سلاح الجو الأوكراني عبر "تلغرام" إلى أن المدينة والمنطقة المحيطة بها وشرق أوكرانيا بأكمله في حالة تأهّب من الغارات الجوية وسط احتمال تعرّض البلاد لهجمات بصواريخ باليستية.
توغّل كورسك...
أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم الأحد أن وحدات الدفاع الجوي الروسية دمّرت 14 طائرة مسيّرة وأربعة صواريخ باليستية تكتيكية من طراز توشكا-يو أطلقتها أوكرانيا فوق منطقة كورسك.
وأضافت الوزارة في بيان أن 16 طائرة مسيّرة أسقطت فوق منطقة فورونيج على بعد مئات الكيلومترات جنوبي موسكو، وثلاث طائرات مسيرة فوق منطقة بيلغورود الحدودية.
وذكرت الوزارة عبر تطبيق "تلغرام" أن طائرة مسيرة دمّرت فوق منطقة بريانسك وأخرى فوق منطقة أورلوف.
بدوره، قال مسؤول أوكراني أمني رفيع لوكالة "فرانس برس" مساء السبت إن "آلاف" الجنود الأوكرانيين يشاركون في عملية التوغّل بهدف "تشتيت" قوات موسكو و"زعزعة الوضع في روسيا".
وأضاف المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته "نحن في حالة هجوم. والهدف هو تشتيت مواقع العدو وإلحاق أكبر قدر من الخسائر وزعزعة الوضع في روسيا - لأنهم غير قادرين على حماية حدودهم - ونقل الحرب إلى الأراضي الروسية"، مشيراً إلى أن هذه العملية "رفعت معنويات" الأوكرانيين.
وأقرّ أن التوغّل الأوكراني في روسيا لم يضعف حتى الآن الهجوم الروسي في شرق أوكرانيا، حيث تقضم موسكو مزيداً من الأراضي منذ أشهر عدّة.
وقال هذا المسؤول الذي لم يشأ كشف هويته "من حيث المبدأ، لم يتغير الوضع. ضغطهم في الشرق يتواصل، إنهم لا يسحبون قواتهم من هذه المنطقة" رغم أن "وتيرة الهجمات الروسية في الشرق تراجعت بعض الشيء".
إلى ذلك، لفت امسؤولون في منطقة كورسك الروسية الواقعة على الحدود مع أوكرانيا، والتي تخوض فيها قوّات موسكو معارك ضارية ضد قوات كييف، إلى أن 13 شخصاً على الأقل أصيبوا بجروح في مدينة كورسك بعد سقوط حطام صاروخ أطلقته أوكرانيا على مبنى سكني من 9 طوابق.
وأوضح القائم بأعمال حاكم كورسك أليكسي سميرنوف في منشور عبر "تلغرام" أن اثنين من المصابين في حالة خطيرة.
وأصدر أوامر بتسريع إجلاء السكّان المدنيين من المناطق المعرضة للخطر.
وقال أليكسي سميرنوف عبر "تلغرام" إنّه "أصدر تعليمات" لرئيس حي بيلوفسكي في المنطقة الواقعة بجنوب غرب كورسك "بتسريع" تنفيذ أوامر الإجلاء.
من جهّته، أشار رئيس بلدية كورسك إيغور كوتساك عبر "تلغرام" إلى أنّه سيتم نقل سكّان المبنى إلى مراكز إيواء موقتة. وأضاف أن التحذيرات من الهجمات الجوية تشمل المدينة بأكملها.
وتخوض القوّات الروسية يومها السادس من المعارك العنيفة ضد أكبر توغّل للقوّات الأوكرانية في الأراضي الروسية منذ أن بدأت روسيا غزوها الشامل لأوكرانيا. وتسارع السلطات المحلية الخطى لإخلاء المناطق المعرّضة للخطر.
اعتراف زيلينسكي...
من جانبه، أقرّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للمرّة الأولى أمس السبت أن القوّات الأوكرانية تخوض قتالاً في إطار هجوم مفاجئ في مدينة كورسك الروسية.
وفي إشارة إلى خطورة الموقف، فرضت روسيا نظاماً أمنياً شاملاً في ثلاث مناطق حدودية أمس السبت، في حين أرسلت بيلاروسيا الحليف القوي لموسكو المزيد من القوّات إلى حدودها مع أوكرانيا متّهمة كييف بانتهاك مجالها الجوي.
وفي خطابه المسائي عبر الاتّصال المرئي، قال زيلينسكي إنه ناقش العملية مع القائد العام للقوّات المسلّحة ألكسندر سيرسكي، وتعهّد باستعادة العدالة بعد أن شنّت روسيا "عدواناً" واسع النطاق على جارتها الأصغر في شباط (فبراير) 2022.
وقال "اليوم تلقّيت تقارير عدّة من القائد العام سيرسكي بشأن الخطوط الأمامية وإجراءاتنا لدفع الحرب إلى أراضي المعتدي".
وتابع "تبرهن أوكرانيا أنّها قادرة بالفعل على استعادة العدالة وضمان الضغط اللازم على المعتدي".
في فورونيج...
في الموازاة، أفاد حاكم منطقة فورونيج بجنوب غرب روسيا بأن حطام طائرة مسيّرة أطلقتها أوكرانيا ألحق أضراراً بمبنى إداري ومنشأة خدمات في مدينة فورونيج.
وكتب الحاكم ألكسندر غوسيف عبر "تلغرام" أنّه لم تقع إصابات جراء ذلك.