صباح الثلاثاء الواقع في السابع من آب (أغسطس) 2024، وخلافاً للتوقعات الأساسية عن المسار العام للحرب، شنّت أوكرانيا توغلاً برياً في مقاطعة كورسك الروسية، ما اعتُبر في البداية هجوماً محدوداً شبيهاً باختراقات سابقة لمجموعات روسية مناهضة لموسكو، تبيّن لاحقاً أنّه توغّل برّيّ واسع النطاق، وأكثر. لهذا السبب، كان التوغل مفاجئاً للروس والحلفاء الغربيين معاً وكانت له تداعيات محدودة... حتى الآن.
شاركت في الهجوم ثلاثة ألوية أوكرانية على الأقل: اللواءان الآليان النخبويان 22 و88 واللواء الجوي 80. ليس اللافت للنظر فقط العدد الكبير للجنود الأوكرانيين المشاركين في التوغل أو قدراتهم القتالية المتمرّسة. بالاستناد إلى طبيعة الآليات العسكرية التي اصطحبوها معهم إلى المقاطعة، يمكن معرفة بعض النوايا الأوكرانية.
من المركبات القتالية المدرعة الأميركية والألمانية "سترايكر" و"ماردر" وصولاً إلى المركبات الهندسية وكاسحات الألغام وصواريخ "هيمارس" وأسلحة المورتر البعيدة المدى وأصول دفاعية أرضية، ما من شك كبير في أن أوكرانيا تريد إبقاء قواتها في المنطقة. بعبارة أخرى، ما جرى ليس مجرد هجوم أو توغل بل على الأرجح هو غزو بعيد المدى.
للإطلاع على التقرير اضغط
هنا
واستخدمت القوات الأوكرانية في هجومها المباغت، الأسبوع الماضي، في منطقة كورسك داخل الأراضي الروسية ناقلات الجند المدرعة الألمانية من طراز "ماردر"، الأمر الذي أحدث صدمة للرئيس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأجهزة الكرملين مع ما تكبده الجيش الروسي هناك من خسائر فادحة. حتى أن نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف هدد بالانتقام من برلين. هذا التطور استدعى تساؤلات سياسية في البلاد ونقاشات حول ما يسمح لأوكرانيا بأن تقدم عليه بموجب القانون الدولي عند الدفاع عن نفسها ضد روسيا، والدور الذي يمكن أن تلعبه الأسلحة الألمانية في ساحة المعركة.
للإطلاع على الخبر كاملاً اضغط
هنا
وطرح التوغل الأوكراني المفاجئ في منطقة كورسك الروسية الحدودية، أكثر من تساؤل بشأن الأهداف والخلفيات التي حفزت الرئيس فولوديمير زيلينسكي على اتخاذ مثل هذا القرار الذي ينطوي على أبعاد خطيرة.
الانطباع الأول، الذي تكون حول العملية العسكرية الأوكرانية، هو تخفيف الضغط الروسي على جبهة دونيتسك في شرق البلاد، وكذلك على جبهة خاركيف في الشمال الشرقي، بحيث تُجبر القوات الروسية على سحب جزء لا بأس به من قواتها على الجبهتين والدفع بها للدفاع عن كورسك.
هناك تفسير آخر، يذهب في اتجاه اعتزام كييف احتلال أجزاء واسعة من منطقة كورسك بما فيها محطتها النووية، بما يشكل ورقة قوية في يد أوكرانيا في حال الذهاب إلى طاولة المفاوضات بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية واحتمال عودة المرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وهو سبق له أن تعهد وضع حد للحرب قبل تسلمه منصبه رسمياً.
للإطلاع على المقال كاملاً اضغط
هنا
وانعكس تصاعد مستوى الاضطرابات العسكرية في منطقة كورسك انعكاساً ملحوظاً أخيراً على أسعار الغاز في القارة العجوز ودفعها إلى مستوى سنوي جديد، بحكم وجود محطة توزيع رئيسية روسية للغاز إلى أوروبا بالقرب من سودجا.
ومع أن الحكومة الأوكرانية لم تأمر بإغلاق المحطة مراعاة لحلفائها الغربيين وحاجتهم لإمدادات الغاز الطبيعي المسال، إلا أن الأمر أعاد إلى الأذهان المرحلة الصعبة التي عاشتها أوروبا مع انطلاق الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط (فبراير) 2022 ووصول الأسعار إلى مستويات فلكية. فماذا عن تأثيرات تعرض المصدر الأكثر أهمية لتوزيع طاقة التدفئة على تقلبات الأسعار والبدائل التي قد يخلفها توقف عبور الغاز؟
للإطلاع على المقال كاملاً اضغط
هنا
إلى ذلك، ددت روسيا مساعيها الرامية إلى تجنيد أعداد إضافية من المقاتلين السوريين للقتال إلى جانبها ضد القوات الأوكرانية، التي تمكنت أخيراً من تحقيق خرق داخل الأراضي الروسية على جبهة كورسك.
ورغم النفي المتكرر لقادة اللواء الثامن للتقارير التي تحدثت سابقاً عن ضلوع اللواء في عمليات تجنيد مرتزقة لمصلحة الروس، شكّل اللواء المتكون من مقاتلين معارضين انضموا إلى تسوية درعا عام 2018، وجهة موسكو الأولى في هذه المرحلة من أجل إعادة تفعيل آليات التجنيد، ولاستقطاب مقاتلين جدد ذوي خبرة لسد النقص الذي تعانيه القوات الروسية في بعض جبهات القتال.
للإطلاع على الخبر كاملاً اضغط
هنا