النهار

ماكرون أمام تحدي إعادة تحريك العجلة السياسية في فرنسا
المصدر: أ ف ب
قال مسؤول في المعسكر الرئاسي إن "الرئيس اختبر لدى ‏محاورين" أسماء وزراء سابقين أمثال كزافييه برتران وجان ‏لوي بورلو وميشال بارنييه وبرنار كازنوف‎.
ماكرون أمام تحدي إعادة تحريك العجلة السياسية في فرنسا
إيمانويل ماكرون
A+   A-
 
بعد ستة أسابيع على انتخابات مبكرة أفرزت جمعية وطنية ‏بدون غالبية واضحة، يواجه الرئيس إيمانويل ماكرون تحديا ‏على عدة جبهات وسط اتهامات توجه إليه بالمماطلة، إذ يتحتم ‏عليه احتواء تحالف "الجبهة الشعبية الجديدة" اليساري وتعيين ‏رئيس وزراء يشكل حكومة جديدة والتحضير للدورة الجديدة ‏من الحياة السياسية وإعداد الميزانية المقبلة‎.‎

ومع انتهاء "الهدنة السياسية" التي أعلنها خلال دورة الألعاب ‏الأولمبية بين 26 تموز (يوليو) و11 آب (أغسطس)، انتظر ‏ماكرون حتى تنقضي مراسم إحياء الذكرى الثمانين لتحرير ‏منطقة بروفانس، قبل أن يدعو القادة السياسيين والبرلمانيين ‏إلى مشاورات في قصر الإليزيه، قبل موعد دورة الألعاب ‏البارالمبية بين 28 آب (أغسطس) و8 أيلول (سبتمبر)‏‎.‎

هل تشهد فرنسا الأسبوع المقبل تكليف رئيس وزراء تشكيل ‏الحكومة المقبلة؟ فبعد أكثر من ستة أسابيع على الدورة الثانية ‏من الانتخابات التشريعية، لا يزال غابريال أتال على رأس ‏الحكومة‎.‎

وقام أتال المكلف منذ 16 تموز (يوليو) تصريف الأعمال، ‏بتوجيه الرسائل التي تحدد سقف الأموال والوظائف الممنوحة ‏لكل وزارة، في مبادرة أوضح مكتبه أن هدفها السماح للفريق ‏الحكومي المقبل بوضع ميزانية، فيما ندد اليسار بـ"فضيحة ‏حقيقية" وخطوة "مذهلة"، منتقدا الاستمرار في سياسة ‏‏"التقشف". ‏

ولم يسبق أن أخذ رئيس فرنسي هذا الوقت الطويل لتعيين ‏رئيس حكومة بعد انتخابات تشريعية، لكن لم يسبق أيضا أن ‏تشكلت جمعية وطنية مشرذمة إلى هذا الحد بدون أن تتبلور ‏فيها أي غالبية، ما حمل أحد المفاوضين على وصفها بأنها ‏‏"جمعية خارجة تماما عن تقاليد الجمهورية الخامسة، لا أحد ‏يعرف حقا كيف يقاربها‎".‎

وسيفتتح ماكرون اجتماعاته صباح الجمعة مع الجبهة الشعبية ‏الجديدة ومرشحتها لرئاسة الحكومة لوسي كاستيه، وهي ‏موظفة في الدولة غير معروفة لدى الجمهور العريض، على ‏أن يلتقي بعد الظهر اليمين الجمهوري بقيادة لوران فوكييه‎.‎

وسيستقبل الثلاثاء زعيمي اليمين المتطرف مارين لوبن ‏وجوردان بارديلا ورئيس حزب الجمهوريين (يميني) إريك ‏سيوتي الذي تحالف مع التجمع الوطني ما تسبب بأزمة كبرى ‏داخل حزبه، مع العلم أن اليمين المتطرف لا ينوي إطلاقا ‏المشاركة في أي حكومة ائتلافية‎.‎

وأبلغ مكتب الرئاسة أن تعيين رئيس للوزراء "سينبثق عن ‏هذه المشاورات واستخلاصاتها‎".‎

ميزانية في مطلع تشرين الأول (أكتوبر)‏
ومن جانب اليسار، تجري هذه المشاورات بالتزامن مع تنظيم ‏‏"الجامعات الصيفية"، التجمعات التقليدية للشباب والناشطين ‏اليساريين. وستلقي لوسي كاستيه كلمات في مختلف تجمعات ‏أحزاب اليسار، فتتوجه عشية الاجتماع في قصر الإليزيه إلى ‏البيئيين، ثم ليلة لقائها مع ماكرون إلى الشيوعيين والسبت إلى ‏فرنسا الأبية (يسار راديكالي).‏

وسيشكل هذا المنبر وسيلة لتشديد الضغط على ماكرون، رغم ‏الخلافات الإستراتيجية بين مكوّنات الجبهة الشعبية الجديدة، ‏ولا سيما حول تلويح زعيم فرنسا الأبية جان لوك ميلانشون ‏بعزل الرئيس، في موقف يعارضه شركاؤه‎.‎

وإن كان الرئيس متمسكا برفضه تكليف الجبهة الشعبية ‏الجديدة إذ يرى مكتبه أن حكومة برئاسة كاستيه تضم أعضاء ‏من فرنسا الأبيّة ستتعرض لحجب الثقة مؤكدا "هذا حتميّ، ‏إنها مسألة حسابيّة"، فأي شخصية يمكنها تولي تشكيل ‏الحكومة؟

ولا يجازف المعسكر الرئاسي الوسطي بتقديم مرشح، في ‏وقت استبعد الجمهوريون اليمينيون بصورة قاطعة احتمال ‏إبرام اتفاق حكوميّ‎.‎

غير أن أطرافا أخرى تبدي المزيد من الانفتاح، وتُطرح في ‏هذا السياق أسماء من عدة توجهات، وصولا إلى وسط اليسار‎.‎

وقال مسؤول في المعسكر الرئاسي إن "الرئيس اختبر لدى ‏محاورين" أسماء وزراء سابقين أمثال كزافييه برتران وجان ‏لوي بورلو وميشال بارنييه وبرنار كازنوف‎.‎

وسيتعين على الرئيس التعايش لعام على الأقلّ مع هذه ‏الجمعية في وقت بدأت الانظار تتجه منذ الآن إلى الميزانية ‏التي ينبغي عملا بالدستور تقديمها إلى البرلمان في مطلع ‏تشرين الأول (أكتوبر)، ما يحتّم التداول بشأنها في مجلس ‏الوزراء في نهاية أيلول (سبتمبر)، وهذا يتطلب أولا تشكيل ‏حكومة‎.‎
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium