بعد 48 يوماً من استقالة الحكومة الفرنسية برئاسة غبريال آتال واستشارات طويلة أجراها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، اختار الأخير السياسي الجمهوري ميشال بارنييه لرئاسة الحكومة الجديدة.
وبارنييه نائب عن منطقة السافوا وشغل منصب وزير الخارجية في عهد الرئيس جاك شيراك، وكان تولى وزارات أخرى منها الزراعة والشؤون الاوروبية في حكومة التعايش في عهد الرئيس فرنسوا ميتران وأيضاً في عهد الرئيس نيكولا ساركوزي. كما كان مفوضاً أوروبياً فاوض البريطانيين في "البريكست" وخروجهم من الاتحاد الأوروبي.
ينتمي بارنييه الى اليمين الجمهوري، وكان مؤيدا لحملة رئيسة منطقة "إيل دو فرانس" فاليري بيكريس بعد أن خسر ترشحه وخسر في الانتخابات الأولية للحزب. وقد عرفه ماكرون جيداً من خلال مفاوضات "البريكست". وهو كلفه المهمة لأنه يراه الأفضل لعدم المس بقانون التقاعد ولقدراته التفاوضية الكبيرة.
وأثار تعيين بارنييه اليميني حفيظة زعيم حزب "فرنسا الأبية" اليساري جان- لوك ميلانشون الذي وصفه بأنه سرقة لنتيجة الانتخابات ودعا الى تعبئة قصوى في 7 أيلول(سبتمبر) للاحتجاج والمطالبة باستقالة الرئيس ماكرون، في حدث كان مقررا قبل التعيين، فيما هنأه المرشح اليميني الآخر لرئاسة الحكومة كزافييه برتران. اما حزب مارين لوبن "التجمع الوطني" فقال إنه سيحكم على كل قانون قبل أي تعطيل.
وهذه المرة الثالثة الذي يختار ماكرون رئيس حكومة من اليمين المعتدل، اذ سبقه أدوار فيليب وجان كاستكس.
وفي ظل الخلافات الكبيرة وتوزع القوى بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة التي لم تفرز أكثرية مطلقة لأي فريق، هل يستطيع بارنييه تشكيل حكومة تتجاوز التعطيل والمأزق، وهل سيتفاهم مع رئيس كان اتهمه بأنه يتسبب بتراجع فرنسا وبأن أداءه فردي؟
مهمة بارنييه ستكون بالغة التعقيد لتجاوز تعطيل اليسار المتطرف بزعامة ميلانشون والحصول على أكثرية مؤيدة في البرلمان، وهو ما سيتضح خلال الايام المقبلة بعد أن يحدد كل الاطراف مواقفهم النهائية.
تجدر الاشارة الى ان بارنييه يعرف لبنان جيدا كونه كان لمدة سنوات يتردد اليه بصفته احد أعضاء مجلس امناء جامعة القديس يوسف.