طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس حكومته بـ"نتائج ملموسة" بعد أكبر تعديل وزاري أجراه منذ بداية الغزو الروسي عام 2022 وشمل استبدال وزير الخارجية دميترو كوليبا.
وصادق البرلمان الأوكراني الخميس على تعيين أندريه سيبيغا وزيراً للخارجية، ليحل محل كوليبا في إطار تعديل وزاري واسع.
وشدد زيلينسكي في خطابه اليومي على أهمية أن "تعمل المؤسسات الحكومية الآن بأكبر قدر ممكن من النشاط - أكثر نشاطاً من ذي قبل - على كل المستويات".
وطلب من فريقه الجديد مواصلة تطوير قطاع الأسلحة ودفع المفاوضات بشأن طلب الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي قدماً وضمان الاستقرار المالي لأوكرانيا وتقديم "دعم متزايد لخط المواجهة" حيث تتعرّض قوات كييف لضغوط في الشرق.
وقال زيلينسكي "هناك عشرات المهمات المحدّدة جدّاً من هذا النوع، ويجب على كل من في منصبه تحقيق نتائج ملموسة طوال فصل الخريف".
وكان كوليبا الذي قُبلت استقالته في وقت سابق، يدعو باستمرار حلفاء كييف الغربيين إلى توفير الأسلحة لبلاده، إلى درجة أنه أصبح أحد الأصوات الأوكرانية البارزة منذ بدء الغزو الروسي في شباط (فبراير) 2022.
وقال النائب ياروسلاف زيليزنياك عبر "تلغرام": "التعيين الأول: أندريه سيبيغا وزيراً لخارجية أوكرانيا"، بعدما كان المسؤول الثاني في الوزارة.
في الإجمال، أيّد 258 نائباً تعيين سيبيغا، بينما كان 226 صوتاً يكفي، حسبما قال الكثير من البرلمانيين عبر "تلغرام".
عمل سيبيغا (49 عاماً) سفيراً خصوصاً في تركيا بين عامي 2016 و2021، ويعتبر شخصية وازنة في السلك الدبلوماسي الأوكراني.
كذلك، يُعد مقرّبا أكثر من سلفه، لرئيس الإدارة الرئاسية أندريه يرماك.
أثناء تقديم ترشيح سيبيغا لنواب حزبه، وصفه الرئيس فولوديمير زيلينسكي بأنّه "متخصّص في العلاقات الدولية، كان معه في الملجأ عام 2022 (في بداية الغزو الروسي) ثم أدار اتصالاته الدولية"، وفق ما أفاد مصدر في الحزب الرئاسي وكالة "فرانس برس".
"زخم جديد"
كان كوليبا من أبرز الشخصيات الأوكرانية منذ بداية الحرب مع روسيا.
وقد تميّز بجهوده لزيادة الدعم الغربي لأوكرانيا وبمحاولة إقناع الدول القريبة من موسكو، في إفريقيا وآسيا خصوصاً، بدعم كييف.
وأيّد 240 نائباً المصادقة على استقالته.
ولم يكن كوليبا حاضراً في البرلمان خلال التصويت، بحسب النواب.
قدّم الرجل البالغ 43 عاما والذي أمضى السنوات الأربع الماضية في هذا المنصب، استقالته الأربعاء.
وبحسب مصادر أجرت "فرانس برس" مقابلات معها في الأوساط السياسية، فإن استقالته لم تكن طوعية، بل أملتها عليه الرئاسة الساعية إلى تعزيز سيطرتها على هذه الوزارة المهمة.
ولم توضح الرئاسة دوافع التخلّي عن كوليبا.
ردّاً على سؤال عن التعديل الوزاري، اكتفى زيلينسكي بالقول إن أوكرانيا "بحاجة إلى زخم جديد" بعد حرب متواصلة منذ عامين ونصف عام مع روسيا.
لكن مصدراً من الحزب الرئاسي انتقد كوليبا لأنّه فقد فعاليته، موضحاً لـ"فرانس برس" أن "هناك شكاوى بشأنه منذ عام".
وأضاف المصدر "كان يجري مقابلات، ويتحدّث ببلاغة، وقام بزيارات عدّة (...). كان مشغولاً بالترويج لنفسه، بدلاً من تحسين عمل السفارات، والعمل بشكل منهجي مع الدول وتأمين دعمها".
وأكّد المصدر أيضاً أنّه "خلال الأشهر الستة الماضية، لم يعد يهتم بالمهمّات الموكلة إليه إطلاقاً، بل اكتفى بكتابة التغريدات والتعليق".
اعتراف دولي
علاوة على ذلك، أثارت تصريحات كوليبا عن الخلافات التاريخية بين كييف ووارسو موجة تعليقات سلبية في بولندا في آب (أغسطس)، وهي حلقة جديدة من التوتّرات مع هذا الحليف الأساسي لأوكرانيا في مواجهة روسيا.
كذلك، قدّم خمسة أعضاء آخرين في الحكومة ووزراء ونواب لرئيس الوزراء، بالإضافة إلى رئيس صندوق أملاك الدولة المسؤول عن الخصخصة، استقالاتهم إلى البرلمان. ومن المقرّر أن التصويت على بدلائهم بشكل متتال.
من الممكن أن يُعرض على كوليبا منصب مهم يكون فيه مسؤولا ًعن انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو هدف رئيسي لكييف.
في واشنطن، أفاد المتحدّث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر بأن الوزير أنتوني بلينكن اتّصل بكوليبا الأربعاء للتعبير عن "تقديره الكبير وصداقته".
بدورها، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الأربعاء إنّها تتذكر "محادثاتهما الطويلة في القطارات المسائية، في مجموعة السبع، على خط المواجهة، في بروكسل، وأمام محطّة كهرباء تعرّضت للقصف"، مضيفة "هناك عدد قليل من الأشخاص الذين عملت معهم بشكل وثيق مثلك".