يعقد رئيس الوزراء البيريطاني كير ستارمر محادثات مع نظيره الايرلندي سايمون هاريس السبت في دبلن، خلال أول زيارة يُجريها رئيس حكومة بريطاني إلى ايرلندا منذ خمس سنوات، في وقت تسعى لندن إلى تهدئة العلاقات مع حلفائها الأوروبيين بعد بريكست.
وهذه الزيارة التي وصفتها الحكومة البريطانية بأنها "لحظة تاريخية في العلاقات البريطانية الايرلندية"، تعكس الدفء في العلاقات الثنائية بعد سنوات صعبة في ظل حكومة المحافظين السابقة.
وتقول لندن إنها ترى فيها "حقبة جديدة من التعاون والصداقة"، وفق بيان صدر قبل وصول ستارمر إلى دبلن.
ونقل البيان عن ستارمر قوله إن "علاقتنا لم تصل بعد إلى أقصى إمكاناتها، لكنني أريد تغيير ذلك"، مؤكدا أنه ونظيره "متفقان" على التعاون بين البلدين.
وصف هاريس، من جانبه، هذه الزيارة بأنها "لحظة مهمة" لجعل أسس العلاقات بين البلدين "أفضل وأكثر متانة".
وأشار بشكل خاص إلى وضع "خطة مشتركة" لتحديد إطار العلاقات بين حكومتيهما.
وكان بوريس جونسون آخر رئيس وزراء بريطاني يزور أيرلندا، خلال المفاوضات بين لندن وبروكسل بشأن بريكست في 2019.
كان هاريس الذي أصبح رئيسا للوزراء في نيسان (أبريل) الماضي، أول زعيم أجنبي يستقبله زعيم حزب العمال ستارمر بعد توليه منصبه في داونينغ ستريت في تموز (يوليو) بعد 14 عاما من حكم المحافظين.
في ذلك الوقت، قال الزعيمان إن "الوقت حان لإعادة ضبط الشراكة" بين البلدين عقب الاستفتاء حول بريكست عام 2016.
وكان يُنظر إلى بريكست على نطاق واسع على أنه مصدر لزعزعة العلاقات بين ايرلندا ومقاطعة ايرلندا الشمالية البريطانية.
منذ وصوله إلى السلطة، أعلن ستارمر عن مراجعة لقانون مثير للجدل يهدف إلى إنهاء التحقيقات في الجرائم المتعلقة بالاضطرابات في ايرلندا الشمالية.
وقد أدى هذا القانون الذي أراده المحافظون ودخل حيز التنفيذ في أيار (مايو)، إلى لجوء ايرلندا إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
ومن المقرر أن يعيد ستارمر وسايمون هاريس السبت تأكيد التزامهما باتفاقية الجمعة العظيمة لعام 1998 التي وضعت حدا لعقود من العنف في ايرلندا الشمالية.
ويلتقي رئيس الوزراء البريطاني في دبلن أيضا قادة أعمال ايرلنديين لتعزيز التجارة والاستثمار بين البلدين.