أكد المستشار الألماني أولاف شولتس اليوم الجمعة على رفض برلين إرسال صواريخ بعيدة المدى إلى أوكرانيا، حتى مع مناقشة القوى الغربية الأخرى إتاحة هامش حرية أكبر لكييف في ما يتّصل باستخدام مثل هذه الأسلحة.
وقال عندما سُئِل عن هذه القضية في مؤتمر صحافي: "اتخذت ألمانيا قراراً واضحاً بشأن ما سنفعله وما لن نفعله. هذا القرار لن يتغير".
والجمعة يجتمع الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر للتباحث في ما إذا يتعيّن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى مقدّمة من الغرب ضد روسيا، وهو خيار يفاقم التوتر مع موسكو.
تأتي زيارة ستارمر إلى الولايات المتحدة في وقت تضغط كييف للحصول على إذن لاستخدام الأسلحة وضمان مساعدتها من الغرب في إسقاط الصواريخ والمسيّرات الروسية.
لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حذّر من أن إعطاء أوكرانيا الضوء الأخضر لشن هجمات في عمق الأراضي الروسية بواسطة الأسلحة البعيدة المدى سيعني أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) "في حرب" مع موسكو.
وقدمت الولايات المتحدة وبريطانيا لأوكرانيا صواريخ بعيدة المدى.
ومع ذلك، رفضت ألمانيا مراراً وتكراراً إرسال صواريخ توروس البعيدة المدى إلى كييف، خوفاً من تصعيد النزاع.
وعندما سُئِل في وقت سابق الجمعة عن المحادثات في واشنطن، قال المتحدث باسم شولتس ستيفن هيبسترايت إنَّ "الأسلحة التي تناقشها الولايات المتحدة وبريطانيا الآن" لها مدى أطول من أي شيء قدمته ألمانيا.
وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إنَّ ما تتفق عليه الولايات المتحدة وبريطانيا "يظل شأنهما"، وأضاف أن السماح لأوكرانيا بضرب أهداف في روسيا سيكون "متوافقاً تماماً مع القانون الدولي".
تعد ألمانيا ثاني أكبر مساهم في المساعدات العسكرية لأوكرانيا بعد الولايات المتحدة، لكنها تخطط لخفض ميزانيتها لتلك المساعدات إلى النصف العام المقبل.
واجه شولتس ضغوطاً محلية على خلفية هذه القضية، حيث حققت أحزاب تعارض دعم برلين لكييف مكاسب كبيرة في انتخابات إقليمية أجريت في أوائل أيلول (سبتمبر).
مع ذلك، تشدّد الحكومة على أنها "ملتزمة تماماً" دعم أوكرانيا "طالما تقتضي الضرورة".