استضافت العاصمة الإسبانية مدريد، اليوم الجمعة، اجتماعا لوزراء من دول إسلامية وأوروبية إلى جانب مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي لمناقشة كيفية المضي قدماً في حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وحذر الاجتماع في البيان الختامي من "التصعيد الخطير في الضفة الغربية"، وطالب "بتنفيذ وقف فوري للهجمات العسكرية ضد الفلسطينيين".
وأكد البيان أيضاً "الحاجة الملحة إلى إيصال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة بشكل فوري ومن دون شروط من خلال فتح جميع المعابر ودعم عمل الأونروا".
وشدد على ضرورة الالتزام المشترك بتنفيذ حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام والأمن الدائمين.
كما طالب بإعادة السيطرة الكاملة للسلطة الفلسطينية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح وبقية الحدود، إضافة إلى انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة، بما في ذلك محور فيلادلفيا.
ودعا الاجتماع إلى التنفيذ الموثوق وغير القابل للتراجع لحل الدولتين وفقاً للقانون الدولي والمعايير المتفق عليها بما في ذلك مبادرة السلام العربية.
وشدد على أهمية تحقيق سلام عادل ودائم يلبي حقوق الشعب الفلسطيني ويعزز الاستقرار والأمن والسلام والتعاون.
وأكد الاجتماع على عقد مؤتمر دولي للسلام في أقرب وقت ممكن لتعزيز تنفيذ حل الدولتين.
وكان رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز كتب على منصة "إكس": "معاً، نريد تحديد الإجراءات الملموسة التي ستمكننا من إحراز تقدم نحو هذا الهدف".
وأضاف: "يجب على المجتمع الدولي أن يتخذ خطوة حاسمة نحو سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط".
وحضر الاجتماع رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى ووزراء خارجية مصر والأردن وقطر والسعودية وتركيا، وجميعهم أعضاء في مجموعة الاتصال العربية الإسلامية بشأن غزة، إضافة الى مسؤولين من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
ومثّل الاتحاد الأوروبي وزير خارجيته جوزيب بوريل، بينما حضر وزراء خارجية إيرلندا والنروج وسلوفينيا، بالإضافة إلى الوزير الإسباني المضيف.
انتقاد إسرائيلي
ولقيت مشاركة بوريل في الاجتماع انتقاداً لاذعاً من وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس الذي اتهمه عبر منصة "إكس" بدعم "إقامة دولة إرهابية فلسطينية تسيطر عليها إيران ومحور الشر، ضد إسرائيل والدول العربية المعتدلة وأوروبا".
وأضاف: "هذا هو إرث بوريل: معاداة السامية وكراهية إسرائيل".
وردّ بوريل خلال مؤتمر صحافي بالقول: "للأسف سجّلت خلال التاريخ أمثلة على ما تعنيه أن تكون معادياً للسامية، وأعتقد أنه لا يجب التعامل بخفة مع مفردات لها بعد مأسوي في التاريخ".
وتابع: "لا معنى لاتهام من يختلفون مع موقف حكومة، بمعاداة السامية".
واندلعت حرب غزة إثر هجوم غير مسبوق شنّته "حماس" على جنوب إسرائيل وتسبّب بمقتل 1205 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة "فرانس برس" يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية. ويشمل هذا العدد رهائن قضوا خلال احتجازهم في قطاع غزة.
وخُطف خلال الهجوم 251 شخصاً، لا يزال 97 منهم محتجزين، بينهم 33 يقول الجيش إنَّهم لقوا حتفهم.
وردّت إسرائيل بحملة قصف وهجوم بري على غزة، مما أسفر عن سقوط أكثر من 41 الف قتيل في القطاع، وفق وزارة الصحة التابعة لـ"حماس".
وبرزت إسبانيا في الأشهر الأخيرة كأحد الأصوات الأكثر انتقاداً داخل الاتحاد الأوروبي لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وفي نهاية مايو (أيار)، اعترفت حكومة سانشيز، إلى جانب كلّ من إيرلندا والنروج، بدولة فلسطين، في خطوة أثارت غضب إسرائيل.