كشف صحيفة "ديلي ميل" البريطانية الخميس عن اختفاء خبير التكنولوجيا النروجي الذي ساعد إسرائيل عن غير قصد في الحصول على أجهزة الاستدعاء المستخدمة (البيجر) التي انفجرت في أيدي عناصر من "حزب الله" الثلاثاء، ولم يُسمع عنه شي منذ يوم الانفجارات.
وفق المعلومات، كان رجل الأعمال الهندي المولد رينسون خوسيه (39 عاماً) مدرجاً كمالك لشركة وهمية بلغارية قيل إنها دفعت لكريستيانا أرسيدياكونو بارسوني مبلغ 1.3 مليون جنيه إسترليني كجزء من صفقة معقّدة دبّرها الموساد للحصول على أجهزة النداء.
انتقل خوسيه إلى أوسلو عام 2015 بعد فترة عمل لمدّة عامين في شركة استشارية للهجرة في لندن.
وقبل اختفائه، غادر في رحلة عمل مخطط لها مسبقاً يوم الثلاثاء. إلا أن المسؤولين في عمله في المجموعة الإعلامية النرويجية (NHST) لم يتمكّنوا من الوصول إليه منذ ذلك الحين.
وأفادت التقارير بأنّهم اتّصلوا بجهاز الاستخبارات الداخلية النروجي في وقت متأخر من ليلة الأربعاء بعد أن علموا بصلته بالهجمات في لبنان في وقت متأخر.
وقد أعلنت شرطة منطقة أوسلو مساء الخميس أنّها بدأت تحقيقات أولية في المعلومات المتوافرة.
كانت الستائر مغلق في شقته في مورتنسرود، وهي ضاحية راقية في ضواحي أوسلو. ولفت جيرانه إلى أنّهم لم يروه منذ أشهر عدّة.
وقالت إحدى صديقاته إنّها صُدمت عندما وجدت اسمه مرتبطاً بالقضية، ووصفته بأنّه رجل ذو "قلب كبير. لقد احتفظ بشعره لسنوات عدّة ليتمكّن من التبرّع به لمرضى السرطان. هذا هو النوع من الأشخاص الذي اختبرته من قبل"، وفق ما صرّحت به لموقع إعلامي نروجي.
بحسب "ديلي ميل"، ليس هناك ما يشير إلى أن المواطن النروجي كان على علم بأي شكل من الأشكال بالخطّة السرية لربط أجهزة النداء بمتفجّرات، أو أنّه كان على علم بأن المشتري النهائي، كريستيانا بارسوني أركدياكونو التي نفت تورّطها في الحادث، كان يعمل مع أجهزة الأمن الإسرائيلية.
كانت الشركة الوهمية "نورتا غلوبال" المحدودة، مسجّلة في مبنى سكني في بودابست الذي يضم ما يقرب من 200 شركة أخرى.
في عام 2016، أسّس خوسيه شركة "NortaLink"، وهي شركة وُصفت بأنّها "شركة مبتكرة في مجال الاستشارات والتعهيد والتوظيف والخدمات التكنولوجية".
سيّدة غامضة
إلى ذلك، كشف صديق سابق لكريستيانا أرسيدياكونو بارسوني، الرئيسة التنفيذية للشركة المورّدة لهذه الأجهزة "بي أيه سي"، تفاصيل جديدة عن حياتها.
وفي تقرير لـ"ديلي ميل" أيضاً، وصف صديق سابق كان مقرّباً منها بأنّها "غامضة"، وقال إنّها "لطالما أخفت طبيعة عملها".
رغم نفيها أن يكون لها أي علم بالملف، لفت صديقها السابق إلى أنها "أقل صراحة فيما يتعلق بعملها".
وختم: "كلما سألت عما ينطوي عليه عملها لم تكن تقول أبداً ما كانت تفعله، كانت تقول فقط: التجارة كالمعتاد. كان الأمر دائماً غامضاً بعض الشيء".