ردّد الآلاف في طهران ومدن إيرانية أخرى هتافات مناهضة للولايات المتحدة وإسرائيل خلال إحيائهم الجمعة تزامناً مع "يوم القدس"، مراسم تشييع سبعة عسكريين من الحرس الثوري قتلوا في ضربة نسبت للدولة العبرية استهدفت قنصلية طهران في دمشق.
وقضى سبعة من أفراد الحرس الثوري، بينهم ضابطان كبيران، في قصف جوي أدى إلى تدمير مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق الإثنين. واتّهمت الجمهورية الإسلامية عدوها الإقليمي اللدود إسرائيل بشنّ الضربة، وتوعّدت بالرد.
وأقيمت مراسم التشييع المركزية في ميدان فردوسي ومحيطه في طهران، حيث تجمّع الآلاف مردّدين هتافات "الموت لإسرائيل" و"الموت لأميركا"، وفق صحافي في وكالة "فرانس برس".
ورفع المشاركون الأعلام الإيرانية والفلسطينية، ورايات "حزب الله" اللبناني، إضافة إلى صور العسكريين القتلى مرفقة بشعار "شهداء على طريق القدس".
ورفعت في الساحة لافتة كبيرة كتبت فيها عبارة "سنجعل الصهاينة يندمون" على قصف القنصلية، والتي قالها المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله خامنئي بعد ضربة الإثنين في دمشق.
وجدّد القائد العام للحرس الثوري اللواء حسين سلامي في كلمة خلال المراسم، التوعّد بـ"معاقبة" إسرائيل.
وشدّد على أن "أي عمل يقوم به أي عدو ضد نظامنا المقدس لن يمر دون ردّ"، مؤكّداً أن "النظام الصهيوني لن ينجو" من التبعات "ويدرك جيّداً ما سيحصل".
ولفّت جثامين القتلى السبعة، وبينهم ضابطان كبيران، بالعلم الإيراني، ووضعت على متن شاحنتين وسط الساحة.
وكان خامنئي أقام في حسينية الإمام الخميني في طهران الخميس، الصلاة على جثامين العسكريين، بمشاركة مسؤولين عسكريين وأفراد عائلات القتلى السبعة.
وأدى قصف القنصلية إلى تدمير المبنى. ونعى الحرس الثوري اللواء محمد رضا زاهدي، والعميد محمد هادي حاجى رحيمي، والعسكريين حسين أمان اللهي، والسيد مهدي جلالتي، ومحسن صداقت، وعلي آقا بابايي، والسيد علي صالحي روزبهاني.
ورفعت خلال المراسم صور القتلى السبعة، إضافة إلى صور اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الموكل العمليات الخارجية في الحرس الثوري، والذي اغتيل بضربة جوية أميركية في بغداد في كانون الثاني (يناير) 2020.
وشارك في مراسم التشييع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وسلفه حسن روحاني، والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، والقائد الحالي لفيلق القدس العميد إسماعيل قاآني.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، بلغت الحصيلة الإجمالية للضربة التي استهدفت دمشق الإثنين 16 قتيلاً.
وقال خامنئي في بيان نشره موقعه الإلكتروني الرسمي في الثاني من نيسان (أبريل) "سينال الكيان الخبيث عقابه على أيدي رجالنا البواسل، وسنجعلهم يندمون على هذه الجريمة ومثيلاتها، بحول من الله وقوّة".
والثلثاء، قال خامنئي "سوف تستمرّ هزيمة الكيان الصهيوني حتماً. وأما المساعي اليائسة، مثل هذه الخطوة التي أقدموا عليها في سوريا والتي سيتلقّون صفعتها حتماً، هذه الممارسات لن تجديهم نفعاً ولن تعالج مشكلتهم".
بدوره، تعهّد الرئيس إبراهيم رئيسي الردّ على هذا الهجوم، مؤكدا أنّ "هذه الجريمة البشعة لن تمرّ من دون ردّ".
ولم تعلّق إسرائيل رسمياً على الضربة.
ومنذ بدء النزاع في سوريا في العام 2011، نفّذت إسرائيل مئات الضربات في مناطق مختلفة من البلاد، مستهدفة مواقع للجيش السوري وفصائل موالية لطهران وأهداف عسكرية إيرانية.
ونادراً ما تعلق إسرائيل على الضربات في سوريا لكنّها تؤكد أنها لن تسمح لإيران الداعمة للرئيس السوري بشار الأسد، بترسيخ وجودها على حدودها.
وتعد إيران من أبرز الداعمين للأسد، وتؤكد تواجد أفراد من قواتها المسلّحة في سوريا بمهام "استشارية".
"يوم القدس"
وتكثّفت الضربات في خضمّ الحرب المستمرة منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة.
ورأى سلامي في كلمته الجمعة أن "الكيان الصهيوني يتنفّس اليوم في غرفة الرعاية الخاصة السياسية والأمنية والنفسية الأميركية، وعندما يتم إزالة جهاز التنفس الاصطناعي الغربي هذا من أنف الكيان الصهيوني سينهار وهذا الأمر قريب".
وأقيمت مراسم التشييع في إطار إحياء طهران "يوم القدس العالمي" الذي دعا إليه مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله الخميني في أعقاب انتصار الثورة عام 1979. ويشهد هذا اليوم المقام سنوياً في يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان، مسيرات مؤيدة للفلسطينيين في إيران وعدد من دول الشرق الأوسط.
وإضافة الى المسيرات في طهران، بث التلفزيون الرسمي الإيراني مشاهد من تحرّكات أخرى في مناطق متعددة، خصوصاً مدن كبرى مثل مشهد (شمال شرق) وقم (وسط) وسنندج وشهركرد (غرب).
وفي سوريا، حضر المئات عرضاً عسكرياً أقامته فصائل فلسطينية في مخيم اليرموك للاجئين بجنوب دمشق، ولوّحوا بأعلام فلسطينية، بينما رفعت على شرفات المباني المدمّرة جراء النزاع السوري، أعلام سوريا وإيران و"حزب الله"، وفق ما أفاد مراسل لـ"فرانس برس".