أكّد مسؤولون أميركيون وإيرانيون، اليوم السبت، أنّ إيران تستعد لتوجيه ضربات انتقامية رداً على القصف الإسرائيلي الذي استهدف مبنى قنصليّتها في دمشق قبل أيام، وأسفر عن تدميره وقتل عدد من قادة الحرس الثوري.
"حالة تأهّب قصوى"
ووفق صحيفة "نيويورك تايمز"، قال مسؤولان إيرانيان طلبا عدم الكشف عن هويتهما، إنّ الجمهورية الإسلامية "وضعت جميع قواتها المسلحة في حالة تأهب قصوى وتم اتخاذ قرار بأنّ إيران يجب أن تردّ بشكل مباشر هذه المرة لخلق الردع".
ويُقدّر المحللون العسكريون الأميركيون، الذين تحدثوا للصحيفة الأميركية، أنّه من المرجّح أن "تقوم إيران بضرب إسرائيل نفسها بدلاً من قيام حلفائها بمهاجمة القوات الأميركية في المنطقة، بما في ذلك في العراق وسوريا".
وقال مسؤول أمني إسرائيلي إنّ "المؤسسة الأمنية توصلت إلى نفس النتيجة، وهي أنّ إيران نفسها ستهاجم ولن تتحرك من خلال حزب الله"، أقرب حليف لها، والذي يشنّ هجمات تستهدف الجيش الإسرائيلي على طول جبهة لبنان منذ 8 تشرين الأول (أكتوبر).
وفي أحدث تهددي إيراني، قال الحرس الثوري: "سنلبي المطالب الشعبية بمحاسبة الكيان الصهيوني وداعميه بسبب الجريمة الإرهابية في دمشق".
وأمس، أكّد القائد العام للحرس حسين سلامي أنّ أيّ اعتداء ضد إيران "لن يبقى من دون رد"، مشدّداً على أنّه "لن تتمكن أيّ قدرة، مهما كانت، من إلحاق الضرر بجسد هذه الأمة".
بدوره، قال الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، في كلمته بمناسبة يوم القدس العالمي، إنّ الرد الإيراني على موضوع القنصلية الإيرانية "آتٍ لا محالة"، محذراً من تداعيات أي ردّ إسرائيلي مقابل.
استنفار أميركي - إسرائيلي
وأضافت "نيويورك تايمز" أنّ الولايات المتحدة وضعت قواتها في المنطقة في حالة تأهب قصوى.
وكان نائب رئيس مكتب الرئيس الإيراني محمد جمشيدي قال إنّ طهران حذرت الولايات المتحدة من التدخل في الحرب المستمرة التي تشنها إسرائيل.
وقال جمشيدي في منشور على "إكس": "في رسالة مكتوبة، حذرت الجمهورية الإسلامية الإيرانية قيادة الولايات المتحدة من عدم الانجرار إلى فخ نتنياهو لأميركا، ابقوا بعيدين كي لا تتضرروا".
وأضاف أنه رداً على ذلك، طلبت الولايات المتحدة من إيران عدم استهداف المنشآت الأميركية في المنطقة.
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أنّ إسرائيل أيضاً وضعت قواتها في حالة تأهب، وألغت إجازات الوحدات القتالية، واستدعت بعض جنود الاحتياط إلى وحدات الدفاع الجوي، وحجبت إشارات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وفقاً لمسؤول إسرائيلي.
التوقيت والهدف
ووفقاً لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإنّ التقديرات تشير إلى أنّ إيران "ستنفذ الهجوم في الأيام المقبلة، وربما تنتظر حتى نهاية شهر رمضان"، لكنها لفتت إلى أنّه "لا ينبغي لنا أن نثق بهذا وأعيننا مغمضة، فمثل هذا الهجوم يمكن أن يتم تنفيذه الليلة أو غداً".
ويبدو أن الخطوط العريضة للهجوم الإيراني على إسرائيل سيشمل العشرات أو المئات من الطائرات المسيّرة، إلى جانب بعض صواريخ "كروز" وربما صواريخ باليستية، وقد يكون هدف الهجوم منشآت عسكرية استراتيجية في جميع أنحاء إسرائيل أو من الممكن أن يتمركز الهجوم في منشأة واحدة، بحسب الصحيفة العبرية.
وسبق ذلك أنّ نقلت شبكة "سي بي إس" عن مسؤولين أميركيين أيضاً أنّ "إيران تخطط لشن هجوم انتقامي يشمل طائرات مسيرة وصواريخ كروز".
وإذا حدث هذا السيناريو فإنه سيضع إسرائيل في معضلة حول كيفية الرد، وهذا يعتمد على "شدة الهجوم وأضراره والخسائر البشرية"، بحسب "يديعوت أحرونوت".