النهار

​"الرّشقة الإيرانيّة"... من الحقائق إلى جردة المكاسب
أحمد الغمراوي
المصدر: النهار العربي
تباينت التقديرات الخاصة بنتائج الضربة الجوية الإيرانية على إسرائيل، لتحتفل كلا العاصمتين بـ"انتصار مزعوم"
​"الرّشقة الإيرانيّة"... من الحقائق إلى جردة المكاسب
حانب من الهجمة الصاروخية التي شنتها إيران على إسرائيل ليل السبت
A+   A-

تباينت التقديرات الخاصة بنتائج الضربة الجوية الإيرانية على إسرائيل، لتحتفل كلتا العاصمتين بـ"انتصار مزعوم"، كما تراوحت ردود الفعل الدولية بين أطراف رأت أن الضربة كانت غير متناسبة مع الحدث الأصلي، وأخرى وضعتها في حيز "الشو الإعلامي"، فيما زعمت الولايات المتحدة أنها أجهضت رداً إسرائيلياً فورياً خشية تأجيج حرب إقليمية.

 

لكن وسط كل الجدل والتباينات في الآراء، تبقى هناك حقائق عدة واقعة، منها أن الهجوم استغرق إجمالاً نحو 5 ساعات، وأن إيران استخدمت فيه أكثر من 360 وحدة طائرة ما بين مسيّرات أو صواريخ، وأن إسرائيل تكبدت في صده ما بين 1 إلى 1.35 مليار دولار، وأنها نجحت في صد نحو 99 بالمئة من الهجوم بتنسيق مع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والأردن، إضافة إلى تنسيقات لوجستية مع دول خليجية.

 

وجدير بالذكر أن تكلفة الصاروخ الواحد من طراز "حيتس" الإسرائيلي، المستخدم لاعتراض الأجسام الطائرة في المجال الجوي الإسرائيلي يصل إلى 3.5 ملايين دولار. وتبلغ أقصر مسافة من إيران إلى إسرائيل نحو 1000 كيلومتر عبر خط يمتد فوق العراق وسوريا والأردن.

 

وفي بعض التفاصيل، أشارت مصادر عسكرية وخبراء استراتيجيون إلى أن إيران استخدمت في ضربتها الجوية مجموعة متباينة السرعات من المقذوفات، تضم أكثر من 100 صاروخ باليستي معظمها من طراز "فاتح 110" العالي السرعات والذي يعمل بالوقود الصلب، إضافة إلى صواريخ أرض أرض من طراز "خرمشهر4" التي يصل مداها إلى 2000 كيلومتر وتحمل رأساً حربياً بوزن 1500 كيلوغرام، وصواريخ "خيبر شكن" بمدى 1450 كيلومتراً ورأس حربي بوزن 500 كيلوغرام. وذلك بالتزامن مع استخدام نحو 30 من صواريخ كروز من طراز "بافه 351" متوسطة السرعة، و170 طائرة مسيرة معظمها من طراز "شاهد 136" التي تزن نحو 200 كيلوغرام وتحمل ما يصل إلى 50 كيلوغراماً من المتفجرات، فيما تباينت الآراء حول استخدام مسيرات من طراز "شاهد 238" الأحدث المزودة بمحركات نفاثة.

 

 

وفي تحليل هذه الحزمة من الأسلحة، رجح الخبراء أن يكون غرضها هو إرباك منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية، حيث إن استخدام عناصر جوية كثيفة وذات سرعات مختلفة يمكن أن يسفر عن ذلك... لكن تدخل "أطراف خارجية" ممثلة في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والأردن، بإسقاط معظم هذه القذائف قبل وصولها إلى أجواء إسرائيل، أجهض ذلك المخطط.         

وبحسب شبكة "سي أن أن" الأميركية، فقد اعترضت القوات الأميركية أكثر من 70 طائرة مسيرة و3 صواريخ بالستية على الأقل، وأفادت المصادر العسكرية الأميركية بأنه تم اعتراض نحو 99 بالمئة من الصواريخ والمسيرات خارج المجال الجوي أو فوق إسرائيل.

ونقلت شبكات أميركية من بينها "سي إن إن" أن البيت الأبيض أبلغ تل أبيب أن واشنطن لن تشارك في أي هجوم إسرائيلي مضاد رداً على الهجوم الإيراني... وبالتزامن، أشارت المواقع الإخبارية الإيرانية إلى أن طهران أبلغت واشنطن - عبر سفارة سويسرا لدى إيران التي تمثل المصالح الأميركية في البلاد - أنها ستصعد ضد أي هجوم أميركي يستهدف مصالحها.

 

ومساء الأحد، نقلت وسائل إعلام غربية عن مسؤولين إسرائيليين بارزين قولهم إن اجتماع مجلس الحرب انتهى دون قرار بشأن كيفية الرد على الهجوم الإيراني، وسط دعوات عالمية لضبط النفس ووقف التصعيد، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في جلسة لمجلس الأمن الدولي إلى الابتعاد عن "حافة الهاوية" و"الكف عن أي أعمال قد تؤدي إلى حرب واسعة في الشرق الأوسط".

 

أما أبرز التباينات في المكاسب والخسائر فتمثلت في اعتبار كل طرف أنه فائز. وقال رئيس الأركان العامة الإيراني، الجنرال محمد باقري، يوم الأحد، إن العملية اعتبرت ناجحة وإن شن المزيد من الهجمات من جانبها ليس ضرورياً، وقالت مصادر إيرانية إن الصواريخ نجحت في إخراج مطار عسكري من الخدمة.

 

لكن إسرائيل وحلفاءها على الجانب الآخر يرون أن العملية فشلت مع صد الهجمات الصاروخية. فيما قالت مصادر إعلامية إسرائيلية إن إيران لم تكشف عن جديد خلال هجومها (خلافاً لتقارير غربية تحدثت عن استخدام أسلحة جديدة)، فيما كشفت إسرائيل عن كل أسلحتها الدفاعية خلال العملية؛ وهو ما يعد خسارة استراتيجية لتل أبيب مقابل طهران.

اقرأ في النهار Premium