توقع القائد الأعلى السابق لحلف شمال الأطلسي "الناتو" الجنرال الأميركي ويسلي كلارك أن ترد إسرائيل على الهجوم الايراني على أراضيها، معتبراً أت اعتمادها على المجتمع الدولي لممارسة ضغوط على إسرائيل ليس من أسلوبها. ولكنه رأى أن هدف الضربة ليس واضحاً بعد، متسائلاً عما اذا كانت إسرائيل قادرة على تدمير البرنامج النووي الايراني.
وعن تهديد الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي برد هائل على إسرائيل اذا هاجمت بلاده، قال الجنرال المتقاعد إنه "نذير شؤم"، ويوحي بأن الجولة التالية من التصعيد قد تكون نووية، وأن إسرائيل، إذا شعرت بأنها مهددة، قد تهاجم النووي الايراني. أما "حزب الله، فيرى أنه لم يشارك في هجوم السبت لأنه لا يريد أن "يتسبب بتدمير نفسه بنفسه".
+قلت مؤخرًا إن إسرائيل سترد بالتأكيد على الهجوم الإيراني. ولكن بعد رد فعل المجتمع الدولي، والضغوط التي تتعرض لها للامتناع عن الرد هل ما زلت تعتقد أنها ستفعل ذلك؟
-أعتقد أن إسرائيل ما زالت تناقش ما يجب فعله. إسرائيل لديها خيار، ويمكنها أن تعتمد على المجتمع الدولي لممارسة ضغوط إضافية على إيران. ولكن هذا سيكون بمثابة خروج ملحوظ (عن نهجها). وفي كل تاريخها، لم تعتمد اسرائيل قط على المجتمع الدولي لتحقيق الأمن. وهي دائما ما ترد بقوة أكبر عندما تتعرض لهجوم، سواء كان ذلك عبر الإرهابيين أو دول أخرى. لقد رسخت دائما هيمنتها على التصعيد في المنطقة. والتحدي الذي يواجهها هو كيفية تحديد أمنها المستقبلي. وهل ستحاول إعادة تكريس الهيمنة على التصعيد؟
وإذا لاحقت إيران، فهل ستفعل ذلك حتى النهاية؟ حسنًا، المشكلة هي أنها لا تريد أن تبذل كل ما في وسعها. وقالت إسرائيل علناً إنها لا تريد حرباً كبرى مع إيران. ولا تزال لديها مشكلة في غزة، رغم أن إيران جزء من مصدر المشكلة هناك. لذا فإن إسرائيل لا تسعى إلى حرب كبرى، لكنها من ناحية أخرى، لا تريد عدم الرد وترك إيران مع تصور مفاده أن إسرائيل خائفة منها وخاضعة لأهواء النظام الديني الإيراني. وهكذا، فإن ما نراه هو أن إسرائيل تفسح المجال للدبلوماسية وتبحث في عدد من الخيارات، وفقًا لما ذكرته الصحافة.
قد تكون هناك ضربة داخل إيران على بعض الأهداف الصغيرة. قد تكون هناك ضربة ضد بعض الإرهابيين العرب الذين تدعمهم إيران، وقد يكون هناك هجوم إلكتروني، وقد لا يكون هناك شيء.
+الواضح أن هناك انقساماً في الأجهزة الأمنية في إسرائيل بين رئيس الوزراء والجنرالات. هل أنت على اطلاع على ذلك؟
- نعم، من التقارير العامة، نعم. أعني أن الجنرالات كانوا يفضلون الرد الفوري. السؤال هو ما هو الهدف؟ كما تعلمون، إسرائيل أمضت سنوات تناقش ما إذا كانت ستضرب إيران وتدمر قدرتها النووية أم لا، كما فعلت عندما ضربت مفاعل أوزيراك (مفاعل تموز النوور العراقي) في عام 1981. وفعلت الشيء نفسه مع سوريا في عام 2007. لذا فإن السؤال هو: فهل ستتمكن إسرائيل من تدمير على القدرة النووية الإيرانية؟
والجواب هو ليس من دون دعم الولايات المتحدة التي قالت إنها إنها لا تدعم ذلك. إذًا، هذه هي المعضلة. لو كانت الضربة العسكرية قادرة على حل المشكلة الأمنية لكان من المحتمل أن تفعلها إسرائيل، لكن الوضع أكثر تعقيدا من ذلك.
+هدد الرئيس الايراني اليوم برد هائل على اسرائيل. كيف تعتقد أن إيران ستدافع عن نفسها ضد مثل هذه الهجمات المحتملة؟
-حسنًا، لا أعرف ماذا يعني الرد الهائل. لقد أرسلوا 150 صاروخًا باليستيًا في المرة الأخيرة. هذا ضخم جدًا. الآن قد يكون لديهم بضع آلاف من الصواريخ الإضافية التي يمكنهم إرسالها في مرحلة ما. ربما سيربكون الدفاعات المشتركة للجميع في المنطقة. لكن القلق يكمن في أن إيران مضت قدماً في برنامجها للأسلحة النووية. وربما تمتلك بالفعل سلاحين نوويين. هل يمكن تركيبها على الصواريخ؟ لا أعرف. لم تعلن إيران عن ذلك، لكن تهديد آيات الله تبدو نذير شؤوم، ويبدو أنه يشير إلى أن الجولة التالية من التصعيد يمكن أن تصبح نووية. لا دولة معرضة للخطر أكثر من إسرائيل، وإسرائيل تمتلك رادعاً نووياً، وإذا اعتقدت أنها معرضة لتهديد نووي، فسيتم استهداف إيران. ليس هناك شك في ذلك. لذا فإنني أشجع الإيرانيين على كبح جماح لهجتهم. لا تهددوا إسرائيل. أنتم تطلبون من إسرائيل أن تهاجمكم. لا تفعلوا ذلك.
+بصفتك جنرالًا متقاعدًا، كيف تصف الهجوم الإيراني السبت على إسرائيل؟
-حسنًا، الهجوم الإيراني الذي وقع كان كبيرًا، وكان المقصود منه القتل والتدمير. وحقيقة أنها لم يفعل ذلك هي شهادة على فعالية دفاعات إسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والأردن والدول الأخرى في المنطقة التي قدمت المساعدة. لكن هذا لا يعني أنه لم يكن المقصود أن يكون هجومًا خطيرًا. 150 صاروخاً تعتبر هجوماً خطيراً، حتى عندما يتعطل بعضها.
+لكن كان ممكناً أن تستخدم طائرات بدون طيار أو صواريخ أخرى لا يستغرق وصولها سبع ساعات؟.
_ حسنًا، لقد قاموا بهجوم متسلسل بحيث وصلت الطائرات بدون طيار والصواريخ في وقت واحد. بدأ هجوم الطائرات بدون طيار قبل إطلاق الصواريخ. لذلك كان مخططاً أن يحدث كل شيء في وقت واحد.
+هل تخشى نزاعاً إقليمياً واسعاً؟
لا أرى ذلك الآن. لا أرى ذلك قادمًا. لأنني أعتقد أن إيران لا تزال تريد الحماية... النظام الإيراني في وضع اقتصادي هش للغاية مع شعبه. لقد ترك جنود مهماتهم لأنهم لم يحصلوا على رواتبهم. لقد تم استنزاف الضمان الاجتماعي للناس من أجل دفع فواتير الحكومة. التضخم مرتفع ويتزايد كل يوم. لذلك، فالناس لا يحترمون الحكومة. وقد رأيت ذلك في الانتخابات الأخيرة حيث امتنع كثيرون عن التصويت.
في الواقع، حوالي 7% فقط من السكان صوتوا في الانتخابات الأخيرة. إنهم لا يدعمون هذه الحكومة والحكومة تعرف ذلك. لكن السمة المميزة للحكومات الدكتاتورية التي لا تحظى بدعم شعوبها هي البحث عن بعض المغامرات الخارجية.
+ولكن إذا تعرضت بلادهم لهجوم سيلتفون حول النظام...
- هذا خطأ ملالي إيران، إذا كانوا يعتقدون ذلك، لأن هؤلاء الناس في إيران ينتظرون أن تأتي الضربة من الولايات المتحدة أو إسرائيل ليربكوا النظام في طهران، وسوف تسقط تلك الحكومة. هذه الحكومة ضعيفة للغاية في الوقت الحالي. ولهذا السبب لا أتوقع تصعيداً كبيراً. الكثير من الخطابات، والكثير من النبرة العالية، لكنهم يعرفون الحقيقة. هم يستقوون بروسيا لذا علينا أن نجعل روسيا تحترم حقيقة أن أميركا وفرنسا وبريطانيا تمتلك أيضًا أسلحة نووية. لدينا أيضا رادع.
+كيف تفسرون موقف حزب الله من هجوم السبت؟ لقد شهدنا هجمات من العراق، من الحوثيين، ولكن ليس من حزب الله
-حسناً، لا أعتقد أن حزب الله مستعد للتسبب بتدمير نفسه بنفسه. لذا بغض النظر عن عدد مئات الآلاف من الصواريخ التي يزعم أنه يمتلها، فهو يعرف أنه إذا قررت إسرائيل حقًا القضاء عليه، فسيتم ذلك.