شكل مقتل الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي في حادث تحطم طائرة هليكوبتر كان على متنها مع وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان ومسؤولين آخرين، قضوا معه، فرصة للإيرانيين لتجديد انتقاداتهم للفساد الحكومي. ومع أنه لا يتمتع بقاعدة شعبية واسعة بسبب قيادته لما عرف بـ"لجنة الموت" عام 1988، والاتهامات له بالمسؤولية عن إعدام آلاف السجناء السياسيين في العام نفسه، إلا أن مقتله بهذه الطريقة فضلاً عن استغراق عمليات البحث عن موكبه ساعات، أثارا موجة سخط شعبي.
وكان طبيعياً أن توجه بعض الفئات أصابع الاتهام بالحادث إلى اسرائيل في ظل التوتر المتزايد بين الجانبين في الفترة الأخيرة.
واستغرب ناشطون على مواقع وسائل التواصل سقوط مروحية الرئيس بسبب "سوء الأحوال جوية" بينما تابعت الطائرتان الأخريان في الموكب طريقهما بسلام.
وكتب أحد المعلقين ويُدعى "Iman" أن مقتل رئيسي كان "عملية اغتيال تمت عن طريق إسرائيل بالتعاون مع أذربيجان"، و"من المحتمل أنه تم إرسال أشخاص لتخريب الهليكوبتر".
معلق آخر يحمل اسم "ahmadh" كتب على "يوتيوب" إن "إسرائيل 100% تدخلت".
وعموماً، سادت المنصات الحكومية مشاعر حزن ورثاء، بينما انتقد مواطنون "التقصير" الحكومي.
وتساءل كثر عن تفاصيل سقوط المروحية وأسبابه، واستغربوا نقل الجثامين إلى تبريز بدل طهران.
وأبرز البعض ضعف إجراءات حماية كافية للطائرة، بخاصة في ظل أجواء مناخية غير مستقرة في شمال غربي إيران. وانكب آخرون على استعادة الحوادث من هذا النوع، آخذين على السلطات "تساهلها" مع هذه الحوادث.
وعلى سبيل المثال، قال "behnam" في تعليق له على "تليغرام"، أكثر وسائل التواصل الاجتماعية انتشاراً في إيران: "كيف يرسلون رئيس جمهورية إلى الحدود مع أذربيجان بمروحية صغيرة. أنتم قصّرتم في الحفاظ عليه"، مضيفاً: "كان يجب عليهم استخدام الفانتوم، في هذه المنطقة المضطربة، أنتم تساهلتم مثلما حدث من قبل".
وبين الحزن ولوم الحكومة، لم يخف البعض، داخل البلاد وخارجها، سرورهم لغياب "قائد لجان الموت".
ونشرت بعض القنوات الخارجية الناطقة بالفارسية مقابلات مع مواطنين إيرانيين في الخارج منهم على سبيل المثال المستخدم "golnarmodasser" الذي علق بقوله: "سقوط جلاد عام 88"، في إشارة إلى مشاركة رئيسي في لجنة قضائية قضت بإعدام عدد من السياسيين في إيران عام 1988.
وعلق مستخدم آخر قائلاً: "هذا درس للشخص الذي يضع أصبعه في أعين الناس".