النهار

مؤيّدو رئيسي قلقون بعد مقتله: كيف سنجد مثله؟
المصدر: أ ف ب
كان رئيسي المحافظ المتشدّد يعد من المرشّحين لخلافة آية الله علي خامنئي البالغ من العمر 85 عاماً.
مؤيّدو رئيسي قلقون بعد مقتله: كيف سنجد مثله؟
إيرانية تحمل صورة إبراهيم رئيسي. (أ ف ب)
A+   A-
يغمر القلق العديد من الإيرانيين بينهم محادثه جلالي (32 عاماً) بشأن مستقبل البلد بعد الوفاة المفاجئة للرئيس إبراهيم رئيسي الذي كان يدير الجمهورية الإسلامية منذ 2021، في تحطّم طائرته الأحد.

وتقول جلالي لوكالة "فرانس برس": "أشعر بقلق كبير يغلب حزني".

بدوره، سأل محسن (31 عاماً) وهو يسير ضمن موكب ضخم انطلق في وسط طهران "كيف سنجد مثله؟ أنا قلق فعلاً بشأن هذا الأمر".

ويضيف الرجل الذي جاء خصيصاً من مدينة قم المقدّسة ورفض الكشف عن كنيته "على حدّ علمي، ليس لدينا أي شخص بمثّل أهميّته".

قضى رئيسي الذي تولّى مهامه في العام 2021 في حادث مروحية فُقد الاتّصال بها وقُتل جميع من كانوا فيها ومن بينهم وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، أثناء توجّهها بعد ظهر الأحد الى تبريز، بعد مشاركة الوفد الإيراني في مراسم تدشين سدّ عند الحدود مع أذربيجان حضره ونظيره الأذربيجاني إلهام علييف.

وبحسب الدستور كلّف نائب الرئيس محمد مخبر (68 عاماً) بتولّي مهام الرئيس موقتاً قبل الانتخابات الرئاسية التي حدد موعدها في 28 حزيران (يونيو).

وبعد عملية بحث طويلة وشاقة استمرت نحو 12 ساعة في أحوال جوية سيئة، شاركت فيها عشرات فرق الانقاذ الإيرانية بمساعدة فرق تركية مزوّدة كاميرات مخصّصة للرؤية الليلية والحرارية، عثر في وقت مبكر صباح الإثنين على حطام الطائرة عند سفح جبل في منطقة حرجية وعرة. وأعلنت الحكومة الإيرانية بعد وقت وجيز أن رئيسي ومرافقيه "استشهدوا".

في هذه المرحلة، لا يظهر أي مرشّح لخلافة رئيسي المحافظ المتشدّد الذي انتُخب في 2021 في الجولة الأولى من انتخابات استُبعد منها مرشّحون إصلاحيون ومعتدلون.

"بُعد إلهي"
ويتابع محسن "لا أعلم ما سيحصل" في هذه الانتخابات، مؤكداً أن "من بين المرشّحين المحتملين، لا يُجمع المحافظون على أيّ منهم".

عزّز معسكر المحافظين والمتشدّدين قبضته على الحياة السياسية مع الانتخابات التشريعية التي جرت في آذار (مارس) والتي لم يتمكّن العديد من المرشّحين من اتّجاهات سياسية أخرى من المشاركة فيها.

وكان رئيسي المحافظ المتشدّد يعد من المرشّحين لخلافة آية الله علي خامنئي البالغ من العمر 85 عاماً.

وخلال سنوات رئاسته الثلاث، واجه حركة احتجاج شعبية عام 2022 بعد وفاة الشابة مهسا أميني وأزمة اقتصادية تفاقمت بسبب العقوبات الأميركية وزيادة التوتّرات مع العدو اللدود إسرائيل منذ بدء الحرب على قطاع غزة في تشرين الأول (أكتوبر).

ويقول مصطفى (37 عاماً) الذي رفض الكشف عن كنيته "صوّتُ له في انتخابات 2017 الرئاسية (التي هُزم فيها) ثم في 2021. لست نادماً على الإطلاق".

ويضيف "لكن مع ذلك يُمكن انتقاد الأداء الاقتصادي للحكومة".

ويتابع "لم يكن رئيسي يركّز على الغرب ولم ينسَ دول" الشرق الأوسط مثل السعودية التي أعلنت معها طهران في آذار (مارس) 2023 اتفاقاً لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما بعد سنوات من القطيعة.

ويرى محسن أن إيران متمرّسة في إدارة الخلافة في فترات حسّاسة منذ الثورة الإسلامية في 1979، وحصل بعدما توفّي مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله روح الله الخميني الذي خلفه آية الله علي خامنئي، رئيس البلاد حينها.

ويردف "لم يكن هناك أي مشكلة" وقتها، مضيفاً "مسألة القيادة تحمل بُعداً إلهياً. سيحدث ما يشاء له الله أن يحدث".

من جهته، يشير الموظّف في القطاع العام علي موسوي نجاد (35 عاماً) المشارك في الموكب الضخم إلى أنّه "يريد إرسال رسالة إلى أعداء الجمهورية الإسلامية مفادها أن المسار الذي رسمه الشهداء مستمر ولن يتمكنوا من ثني الإيرانيين عن تأييد الثورة".
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium