نقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية عن رئيس منظّمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي القول اليوم الثلاثاء إن طهران سترد إذا أصدر مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قراراً ضدّها.
وأوضح في تصريح أن "المعيار بالنسبة لنا بما يتعلّق بالأنشطة النووية وخطّة العمل الشاملة المشتركة هو قانون العمل الاستراتيجي الصادر عن البرلمان"، وقال: "نحن الآن في مرحلة تقليص الالتزامات في خطّة العمل الشاملة المشتركة".
وقال: "إنّنا نخضع لقانون العمل الاستراتيجي لرفع العقوبات والنشاط النووي الإيراني يقع ضمن إطار الضمانات في قانون العمل الاستراتيجي. فكان لدى الأطراف التزامات بشأن خطّة العمل الشاملة المشتركة لكن أميركا لم تف بالتزاماتها وانسحبت من خطّة العمل الشاملة المشتركة، ولم تسمح للآخرين أيضاً بالتعاون مع إيران".
وأضاف: "بحسب قانون العمل الاستراتيجي لإلغاء العقوبات، فإنّنا مكلّفون بالرد إذا لم يلتزم الطرف الآخر بالتزاماته. نحن الآن في مرحلة تقليص الالتزامات".
وذكر إسلامي أن إيران تفي بالتزاماتها بموجب البندين 26 و36 من خطة العمل الشاملة المشتركة ولا تقبل أي نشاط نووي يعرقل التفاعل مع الوكالة.
وطرحت بريطانيا وفرنسا وألمانيا مشروع قرار على مجلس المحافظين الإثنين يدين إيران لفشلها في التعاون الكامل مع الوكالة ويطالب بمزيد من المساءلة بشأن برنامج طهران النووي.
وخلال الاجتماع الفصلي الأخير للمجلس في آذار (مارس)، علّقت القوى الأوروبية خططها لمواجهة إيران لعدم حصولها على تأييد واشنطن.
ويقول دبلوماسيون إن واشنطن تنفي عرقلة الجهود الأوروبية لمحاسبة إيران لكنها تخشى أن تؤدي خطوة كهذه إلى تفاقم التوتر في الشرق الأوسط، في حين أن الولايات المتحدة تتحضر لانتخابات رئاسية في تشرين الثاني (نوفمبر).
وتصاعد التوتّر الإقليمي على خلفية الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحماس المدعومة من إيران، في أعقاب شنّ الحركة الفلسطينية هجوماً غير مسبوق على جنوب الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول (أكتوبر).
وفي نيسان (أبريل)، أسفرت غارة جوية منسوبة إلى إسرائيل على القنصلية الإيرانية في دمشق عن مقتل سبعة من أفراد الحرس الثوري الإيراني. وردّت طهران بشنّ أول هجوم مباشر لها على الإطلاق على إسرائيل، بإطلاق وابل من الصواريخ والمسيّرات التي تم اعتراض معظمها.
لم يصدر مجلس محافظي الوكالة الدولية قراراً ينتقد الجمهورية الإسلامية منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2022، عندما ردت إيران بزيادة تخصيب اليورانيوم.
وتراجعت إيران عن تنفيذ غالبية التزامات تقييد أنشطتها النووية بموجب اتفاقها التاريخي المبرم عام 2015 مع القوى الكبرى بعد أن انسحبت الولايات المتحدة منه في عام 2018 وأعادت فرض عقوبات قاسية على طهران.
توتّرت العلاقات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل متكرّر منذ انهيار الاتفاق، وباءت الجهود التي توسّط فيها الاتحاد الأوروبي لإحياء الاتفاق بالفشل حتى الآن.