النهار

طهران... صراع على السلطة
المصدر: النهار العربي
يشهد مجلس مدينة طهران صراعا داخليا كبيرا، حيث تتصادم الفصائل المتحالفة مع الولي‌ الفقیه علي خامنئي حول السيطرة والنفوذ وميزانية المدينة. وقد ظهرت هذه المعركة الداخلية على الساحة العامة، مما كشف عن انقسامات عميقة داخل النظام.
طهران... صراع على السلطة
علي رضا زاكاني
A+   A-
يشهد مجلس مدينة طهران صراعا داخليا كبيرا، حيث تتصادم الفصائل المتحالفة مع الولي‌ الفقیه علي خامنئي حول السيطرة والنفوذ وميزانية المدينة. وقد ظهرت هذه المعركة الداخلية على الساحة العامة، مما كشف عن انقسامات عميقة داخل النظام.
 
عن الشائعات حول إقالة عمدة المدينة علي رضا زاكاني، قال مهدي جمران، رئيس مجلس مدينة طهران: "إذا كان أعضاء المجلس يؤيدون إقالة زاكاني، لكانوا قد وافقوا على رحيله. وبما أنهم لم يفعلوا ذلك، فهذا يعني أنهم لا يؤيدون ذلك".
 
وأكد أن زاكاني يجب أن يستمر في أداء واجباته، مضيفا أن "رحيل زاكاني في العام الأخير من ولاية المجلس لا معنى له".
 
واتهم جمران المنتقدين بمحاولة تقويض المشاريع المهمة التي أنجزها المجلس خلال ولايته.
 
ومع ذلك، فإن حملة عريضة تطالب بعزل زاكاني، والتي اقتربت من 200 ألف توقيع، تعكس استياء عاما متزايدا. ويتهم المدافعون عن البيئة والناشطون المدنيون والمتخصصون في المناطق الحضرية زاكاني بتدمير البيئة، وتوقيع عقود غامضة مع الصين، وبناء الحدائق، وتعيينات محسوبية.
 
وعلى الرغم من هذه الضغوط، يظل زاكاني  متحديا. فقد أطلق حملة مضادة وحشد المؤيدين داخل المجلس، بما في ذلك الأعضاء المؤثرون مثل برويز سروري ومهدي جمران، الذين دافعوا عنه بشدة. ورفض جمران الانتقادات باعتبارها "قضايا جانبية" يجب تجنبها لمنع حل المجلس، على غرار مصير المجلس الأول.
 
وتشير تقارير وسائل الإعلام الحكومية إلى أن بعض أعضاء المجلس قد يستقيلون جماعيا لإجبار زاكاني  على الإطاحة به. زاكاني، الذي تصور نفسه ذات يوم كمرشح رئاسي مستقبلي، تمسك بمنصبه كرئيس بلدية من خلال عرض إنجازاته في مجال النقل والرعاية الاجتماعية خلال جلسة حكومية حديثة.
 
ورأت صحيفة "هم میهن"، والمرتبطة بعلي أكبر ولايتي، مستشار خامنئي، أن زاكاني يجب أن يستقيل باحترام. وقد أدى التهديد بالاستقالة الجماعية من قبل عشرة أعضاء في المجلس، مستشهدين بتحذيرات زاكاني العديدة على مدى السنوات الثلاث الماضية، إلى وضع المجلس على شفا الحل.
 
ونرجس سليماني، ابنة قائد فيلق القدس التابع للحرس الإيراني السابق قاسم سليماني، كانت منتقدة صريحة، حيث قالت: "كانت المدينة تُدار بشكل أفضل بدون كبار المديرين"، في إشارة حادة إلى إدارة زاكاني.
 
واقترح مهدي إقراريان، وهو عضو آخر في المجلس، أن المناقشات حول استبدال زاكاني كانت جارية بالفعل، مشيرا إلى أن عضوا في المجلس وعضوا في مجلس وزراء الرئيس رئيسي كانا يعتبران بدائل محتملة.
 
كما انتقد إقراريان فترة ولاية زاكاني  لمدة ثلاث سنوات، مشيرا إلى أخطاء كبيرة. تزايد السخط العام بسبب إجراءات مثل بناء المساجد في الحدائق، وتجفيف الأشجار عمدا، وتفكيك مسارات الدراجات، مما أثار غضب سكان طهران.
 
وفي خضم هذه التوترات، حاول بعض أعضاء المجلس إجراء مفاوضات غير مباشرة مع زاكاني  لإقناعه بالاستقالة، لتجنب الإجراءات الشكلية والعواقب المحتملة للمساءلة.
 
ووفقا لموقع "اعتماد أونلاين"، أقر عضو المجلس ناصر أماني بالحملة العامة لإزالة زاكاني ، قائلاً: "نحن نحترم الحملة من أجزاء من مجتمع طهران التي تدعو إلى إزالة زاكاني".
 
ورفض زاكاني  العريضة والجلسات الجارية للمجلس باعتبارها "غير قانونية"، واصفا الادعاءات بأنها "كاذبة بنسبة 100٪". وزعم أن المجلس لديه فصيل أقلية يعبر عن وجهات نظر معارضة.
 
 
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium